سكان ’سوسيا’ صامدون رغم قرار الاحتلال بترحيلهم منها
في الرابع من أيار/مايو الماضي، قضت محكمة الاحتلال بترحيل سكان قرية "سوسيا" الواقعة على بُعد أربعة كيلومترات جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية، وذلك تماشيا مع المساعي التي بذلها المستوطنون من أجل إفراغ القرية من أهلها البالغ عددهم (450) فلسطينيًا، واستغلال أراضيها في توسيع المستعمرات الجاثمة هناك.
وتعتبر القرية ضمن المناطق المصنفة "ج"، التي تخضع للسيطرة الأمنية الصهيونية الكاملة، بموجب اتفاق أوسلو الموقع في العام 1993 بين "منظمة التحرير" الفلسطينية و"تل أبيب".
ويراقب محمود محمد النواعجة أحد سكان القرية بقلق بالغ تحركات جيش الاحتلال والمستوطنين في المنطقة، بعدما تسلمت "لجنة الإدارة والتنظيم" أمر المحكمة.
ويقول النواعجة لـ"العهد" الإخباري:" خلال الأسابيع الفائتة، كثر قدوم الجيش ولجان التنظيم للمنطقة، وبدءا بتصورينا، وهذا يعني أن الهدم ممكن أن يحدث في أية لحظة".
ويشير النواجعة إلى أن "سوسيا" المكونة من مجموعة خيام جرى هدمها منذ العام 1968 ثلاث مرات، مؤكدا تمسك أهلها بها، مهما كانت التضحيات والمخاطر.
أما نجله محمد (11 عاماً)، فيظهر حماسته لمواجهة الجرافات "الإسرائيلية"، ويؤكد صموده وأسرته فوق هذه الأرض.
وببراءة الأطفال، يطالب محمد الجماهير العربية بمساندة القرية، ويضيف "سوسيا ستظل صامدة؛ رغم أن اليهود بمشوا شوي شوية بدهم ياخذوها كلها ، بس أنا بأطالب الناس يجوا يقفوا معنا يوم الهدم عشان نواجه اليهود .. ومهما صار لن نرحل".
كذلك يؤكد رئيس المجلس القروي لـ"سوسيا" جهاد النواجعة وجود (45) عائلة، ويوضح أن معظمهم يقيم في المنطقة منذ نحو ثلاثة عقود بعد أن قدموا من منطقة "الخربة الأثرية" التي هُجّروا منها، بقرار من سلطات العدو.
ويضيف أنه بمجرد أن رحل السكان جاء مستوطنون، واستعمروا المنطقة قائلا: "إحنا سكانيين في خيام، وهي في نظر الاحتلال غير شرعية، رغم أننا أصحاب الأرض، وموجودون فيها قبل المستوطنين ومعنا الأوراق الثبوتية".
ويشير النواجعة إلى أن القرية التي كانت حتى العام 2010 تفتقر إلى وجود مدرسة، تعاني الكثير من المعضلات.
ويتساءل: "هل يعقل أن المستوطنين الذين تم جلبهم من جميع أنحاء العالم تقدم لهم الكهرباء والمياه وغيرهما، ونحن أصحاب الأرض نقيم داخل الخيام ، وأبناؤنا يحرمون من التعليم؟".
كما يشدد جهاد على أن مخطط الاحتلال الخاص بتوسيع رقعة المستوطنات على حساب أراضي القرية لن يتم.
يذكر أن "سوسيا" أصبحت الآن محاصرة بين مستعمرة تحمل الاسم نفسه، وبين موقع أثري يسيطر عليه مستوطنون يطمحون إلى تهجير أهالي القرية الذين يمتلكون أوراق الملكية "الطابو" الصادرة إبان فترة الحكم العثماني لفلسطين
العهد-فلسطين المحتلة
https://telegram.me/buratha