غادرت أسرة سليم النعيمي يوم الجمعة الماضية مدينة الأعظمية بإتجاه محافظة ديالى، ضمن الأسر التي بدأت العودة الى المحافظة، بعد تحريرها من عصابات داعش الارهابية.
النعيمي الذي نزح من المحافظة، باتجاه محافظة واسط، ثم لجأ الى بغداد، كان سعيداً بالاخبار التي وصلت بقرب عودته مع الاف الاسر الاخرى لمدينتهم، رغم ضعف الخدمات بسبب الاضرار التي لحقت بالبُنى التحتية، لكنه يأبى البقاء مدة أطول بعيدا عن محافظته.
امني الفهداوي (284)ويقول النعيمي (57 عاما) إنه "خرج في التاسع من آب / أغسطس 2014 من قضاء الخالص، بعدما اشتدت المعارك بين القوات الامنية بمساندة الحشد الشعبي والعصابات الارهابية، التي حاولت السيطرة على المحافظة، وأتجه صوب محافظة واسط وبقي فيها نحو شهرين قبل ان يغادرها باتجاه بغداد بعد ذلك”.
ويضيف أن "العودة الى المحافظة تُشكل حافزاً معنوياً لدى الاهالي بتهيئة أوضاعهم والتطوع لحماية مدنهم، والدفع بالقوات الاخرى لتحرير المناطق التي يسيطر عليها الارهاب”، مفتخراً بـ”الانجازات التي حققتها القوات الامنية وقوات الحشد الشعبي”.
وتفقدت اللجنة العليا لإعادة النازحين في محافظة ديالى، مؤخراً، ناحيتي السعدية وجلولاء الواقعتين شمال شرق بعقوبة لتقييم الاضرار التي لحقت بهما بعد سيطرة عصابات داعش الارهابية عليها قبل تطهيرها بالكامل من قبل القوات الامنية وقوات الحشد الشعبي.
من جهته يقول رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة ديالى، صادق الحسيني، إن "13 ألف أسرة عادت الى المحافظة حتى الان، من اصل 30 ألف أسرة، وهناك عودة مستمرة”، مبيناً ان "الـ 17 الف أسرة الاخرى، ليست رافضة للعودة وانما هناك التزامات وظروف في المناطق التي نزحت لها تؤخر عودتها”.
ويضيف أن "بعض المناطق تحتاج الى عمليات تطهير من العبوات الناسفة، والقنابل التي لم تنفجر، ليتسنى للعوائل العودة اليها، كما ان هناك عوائل لديها طلاب يؤدون الامتحانات الدراسية حالياً، وسيعودون بعد ذلك”.
امني الفهداوي (272)ويشير الحسيني، الى أن "الانسجام الحاصل بين القوات الامنية والبيشمركة، سيسرع من عملية عودة النازحين، زذلك بعد ان وفرت القيادات العسكرية الظروف الامنية الملائمة للعائدين، لكن المحافظة تبقى بحاجة الى دعم من قبل الحكومة الاتحادية للنهوض بواقعها الخدمي”.
وكانت ادارتا ناحيتي السعدية وجلولاء التابعتين لقضاء خانقين بمحافظة ديالى اعلنتا عن انجاز التقارير والكشوفات الخاصة بالاضرار التي اصابت البنى التحتية والممتلكات الخاصة جراء اجتياح عصابات داعش الإرهابية للناحيتين والمعارك التي رافقت استعادتهما حيث اكد مدير ناحية جلولاء انور حسين ميكائيل ومدير ناحية السعدية احمد الزركوشي ان الخسائر في البنى التحتية التي لحقت بالناحيتين تقدر بنحو 190 مليار دينار.
الى ذلك تقول عضو لجنة المهجرين النيابية، لقاء وردي، إن "ألاسر التي تعود الى المناطق المحررة تبقى بحاجة الى خدمات كثيرة، خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، حيث تضررت منازل كثيرة، ومحال تجارية، كما سيفتقد الاغلبية للعمل، لحين استقرار الاوضاع بشكل عام”.
وتضيف أن "الحكومة مطالبة بتوفير الخدمات اللازمة للأسر النازحة التي تعود لمناطقها، كما يتحتم عليها تضمين تلك الاسماء بقوائم رسمية والتشجيع على عودتهم، حتى لا يبقوا خارج مناطقهم رغم تحريرها”.
وفي وقت سابق، أكد محافظ ديالى مثنى التميمي أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد إعادة الأسر النازحة إلى مناطقها في ناحيتي جلولاء والسعدية بعد الاتفاق مع القيادات الكردية ووضع آليات خاصة لهذه العملية مع إعادة إعمار وتأهيل هذه المناطق وتوفير الخدمات الأساسية لها.
وقال التميمي لـ إن "اجتماعاً استثنائياً عقد في ديالى مع قيادات البيشمركة تم فيه الاتفاق على إعادة جميع الأسر النازحة في المناطق المشتركة إلى مناطقها بأسرع وقت ممكن”.
يذكر أن بعض وسائل الإعلام المغرضة ادعت في وقت سابق، وجود نية لتغيير ديموغرافي في مناطق جلولاء والسعدية، بعد تطهيرها من دنس عصابات داعش الارهابية.
https://telegram.me/buratha