تتوارد الحقائق عن طبيعة العمل العسكري التي قامت به الولايات المتحدة خلال فترة وجودها على الارض في العراق بعد الانسحاب الامريكي وتقاعد معظم القادة والجنود المشاركين فيها والذين عمدوا الى اصدار الكتب والمذكرات التي تسطر الحقائق التي عايشوها في تلك الحقبة بعد سنوات من انتهاء الصراع الذي دار بين القوات الامريكية وفصائل مسلحة متعددة.
وفي هذا الاطار اوردت صحيفة النيويورك تايمز الامريكية تحقيقا, يتضمن البحث فيما اورده كتاب «ضربة لا هوادة فيها , التاريخ السري للقيادة المشتركة للعمليات الخاصة» لكاتبه «شين نايلور» الذي تحدث فيه عن نوع المهمات التي قامت بها القوات الخاصة الامريكية , حيث دل على وجود عمليات استهداف لعملاء استخبارات ايرانيين كانوا فاعلين في العراق عام 2007 بمهمة تمويل وتوجيه والاشراف على فصائل عراقية كانت تستهدف القوات الامريكية في حينها.
وتابع شين ان «القيادة المركزية المشتركة للقوات الخاصة الامريكية قد قامت بتشكيل فرقة اسمتها فرقة (مهمات 17) والتي كان من المتفرض ان تباشر عملها باستهداف اي شخوص يثبت انهم يعملون بالسر مع الفصائل التي تهاجم القوات الامريكية من غير العراقيين سواء بتمويل او توجيه او اشراف مباشر, مؤكدا على ان «الفرقة لم تباشر عملها ابدا بسبب التاثيرات السياسية من واشنطن والتي قررت تحجيم نشاطها في العراق قبيل الانسحاب».
واضاف التحقيق متابعا كتاب شين , بان الامر لم يتوقف عند هذا بل عمدت القيادة الخاصة الى ايجاد طريقة للالتفاف على الحضر السياسي لهذا النشاط الذي فرضته عليهم الادارة الامريكية , لتقوم بمهمتها بدون ترك اي ادلة تعود بالاثر الى الولايات المتحدة او حلفائها , حيث قامت باستحداث ما يعرف «بالعلبة اكس» والتي طورت واستخدمت من قبل قوات الدلتا الخاصة الامريكية وفريق «فقمات البحرية 6» حيث كانت تصنع من ذات المواد التي تستخدمها الفصائل العراقية لاستهداف القوات الامريكية لتقوم بعدها باستخدامها كعبوات ناسفة لاصطياد اهدافها دون ان تترك اثرا يعود اليها.
حيث اكد احد الضباط العاملين على المشروع لصحيفة النيويورك تايمز بان الهدف من استخدام تلك المواد كان لخداع محققي مكتب التحقيقات الفدرالي في حالة ما اذا تم ارسالها للفحص هناك , فهي لا تحتوي على اي مواد امريكية الصنع او عائدة لحلف الناتو , مؤكدا على ان طبيعتها كعبوات قد اختلفت عن تلك التي تستخدمها الفصائل المسلحة والجماعات الارهابية , فمن اجل الحد من الاضرار المدنية , كانت هذه العبوات تفجر عن طريق التحكم عن بعد , بمعنى ان شخصا ما كان يشاهد ومتواجدا على الساحة التي يتم فيها الاستهداف , فهي صممت لاستهداف الافراد لا الجموع على حد تعبير الضابط الذي لم تذكر الصحيفة اسمه.
وتابع التحقيق بالقول ان معظم العمليات التي جرت باستخدام هذه المقاربة تمت في جنوب العراق حيث تم اغتيال افراد لهم ارتباطات بتنظيم فيلق القدس الايراني وفاعلين كخطوط امداد واشراف وتوجيه للفصائل التي تستهدف القوات الامريكية كما اكد ذلك احد القادة المشرفين على المشروع والذي لم يذكر اسمه ايضا حسب ما اوردت صحيفة النيويورك تايمز.
https://telegram.me/buratha