التقارير

تركيا، التفجيرات، الطائرات الروسية!

2213 09:21:51 2015-10-15

ضياء المحسن

بدت التفجيرات الأخيرة التي هزت تركيا، وراح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى؛ رسالة واضحة وقوية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فبعد شهر عسل دام لفترة غير قصيرة مع التنظيمات الإرهابية (داعش وبقية التنظيمات الإرهابية) والتي كان يقوم فيها الرئيس التركي بدور الوسيط، وجعل من بلده مررا سهلا لعبور المقاتلين والمؤن لهم، تبين هذه التفجيرات إنفصام عرى العلاقة التي كانت تربطهم ببعضهم.
تبريرات كثيرة خرجت من مسؤولين أتراك، تلقي المسؤولية على هذا الطرف أو ذاك، بما يؤشر على كثرة أعداء الرئيس التركي، فمرة يتم إتهام حزب العمال الكردستاني، وأخرة يكون المتهم تنظيم داعش الإرهابي.
بغض النظر عن صحة إتهام هذا الطرف أو ذاك، فالحقيقة الوحيدة التي تقف شاخصة أمامنا، هي دخول تركيا في مرحلة جديدة، سيكون المتضرر منها هو الإقتصاد التركي، بسبب عزوف السياح عن التوجه لهذا البلد (الإيرادات في قطاع السياحة تتجاوز ال30مليار دولار سنويا)، لكن الأهم من هذا كله هو، من هو المستفيد من هذه التفجيرات، ولماذا في هذا الوقت بالذات؟
لا يمكن إلقاء اللوم جزافا على هذا الطرف أو ذاك، ذلك لأن تصرفا الرئيس أردوغان جعلت كثير من اللاعبين في المنطقة، يعتبرون هذه التصرفات إستفزازية لهم، فالأكراد يعتبرون سماح تركيا بعبور الإرهابيين الى سوريا، مؤشر لعداوة تركيا لهم، وكذلك عدم موافقتها لقيام دولة كردية في سوريا، أيضا يعد مؤشر أخر لهذه العداوة، لكن ما يبعد الشبهة عن الكورد؛ هو وقوع ضحايا أكراد ضمن هذه التفجيرات.
أشد التصريحات خرجت على لسان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، والتي يتهم بها تنظيم داعش؛ بأنه هو وراء تلك التفجيرات، ولعل الأسباب التي أمامنا تؤيد تلك التصريحات، منها أن تركيا أخذت تدعم تنظيمات منافسة لتنظيم داعش في سورية، منها تنظيم (أحرار الشام) وتنظيم (جيش الفتح) الجناح العسكري له، كما أن تركيا إحتجت لدى روسيا على تركيز هجماتها على (التنظيمات الجهادية المعتدلة بحسب قوله) في حين لم تركز في قصفها الجوي على تنظيم داعش، الأخطر من ذلك، هو قيام الشرطة التركية بإلقاء القبض على ما يسمى بالخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابي في تركيا، الأمر الذي فك عرى الصداقة بينهما.
من هنا يتبين لنا كثرة أعداء تركيا، بسبب سوء تصرفات قادتها، وما زاد في الأمر سوءا هو سحب الولايات المتحدة الأمريكية لصواريخ باتريوت من قاعدة أنجرليك التركية، الأمر الذي يسمح للطائرات الروسية بإختراق المجال الجوي التركي بدون تهديد مباشر من هذه الصواريخ، وقد يكون ذلك متعمدا من قبل الولايات المتحدة، في محاولة لرسم خريطة جديدة للتحالفات في المنطقة، فالأخيرة لا تستطيع إغضاب حلفائها في المنطقة وأبرزهم دول الخليج العربي، والتي تجاهر بمعادتها لنظام بشار في سورية، وتساعد سرا من يريد إسقاط التجربة الديمقراطية في العراق، لذلك فإن دخول روسيا على خط الأزمة؛ سيبعد الحرج عن الولايات المتحدة، بالإضافة الى رفع الكاهل عنها فيما يتعلق بنفقات هذه الحرب التي لا يعرف الى اي مدى ستطول.
من هنا يمكن القول بأن التفجيرات الرسالة قد وصلت للقادة الأتراك، والتي نأمل أن تتم قراءتها بصورة جيدة، وإستخلاص النتائج من هذه التفجيرات، بما يحقق الأمن والسلم في هذه المنطقة التي لا تحتمل مزيدا من التعقيدات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك