التقارير

طبيب بيطري أرغمه خاطفوه على النوم في قبر

2357 08:42:40 2015-10-16

حيدر الجزائري / المربد

التفَّ الأهل والجيران والأصدقاء حول الطبيب البيطري مشتاق الحلفي من أهالي البصرة، بحفاوة يحمدون الله على سلامته، لا لأنه عاد من سفرٍ، أو تعافى من وعكةٍ صحيةٍ ألمت به، بل لأن حياة جديدة كتبت له حينما أخلت عصابة خطف سبيله.

رحلة الخطف القسرية التي دامت يومين كان لها طعم العلقم المرير بفم طبيب على كبر سنه (55 عاماً)، كاد أن يقتل ويرمى في مكان مجهول في مناطق نائية بأهوار شمال البصرة، لولا أن عتقت رقبته فدية مالية إنتهت بعد التفاوض بــ10 آلاف دولار، كما روى لراديو المربد.

حكاية الطبيب الحلفي بدأت حينما كان يهم بالعودة مساء يوم الجمعة الماضية إلى داره في منطقة الهندية وسط المحافظة، وإقتربت منه سيارة حمراء (بيك أب) فيها ثلاثة أشخاص يرتدون الزيّ العربي الـ(دشداشة)، طلبوا منه معالجة حيوانٍ لهم، وما أن إتفق معهم وسارت بهم السيارة بدقائق، حتى شهروا السلاح بوجهه وعصبوا عينيه وأغلقوا فمه بـ(كـرة) وقيدوا يديه، ووضعه أحدهم تحت قدميه في المقعد الخلفي ليخفوا ضحيتهم التي مرّوا بها على السيطرات بكل سلاسة، والخاطفون يلقون التحية وعناصر الشرطة ترد بـ"تفضلوا خويه"، كما قال الحلفي.

المحطة الأولى للخاطفين كانت منطقة (أبو صخير) القريبة من بوابة البصرة الشمالية، بعدها استبدلوا السيارة بأخرى دون أن يشخصها، ثم انطلقوا من جديد إلى وجهةٍ جديدةٍ لم يعرفها حتى استقروا فيها وأبصر النور من جديد في منطقة قال إنها جزء من أهوار شمال المحافظة.

ويبين الحلفي انه طُرح في زورقٍ (شختورة) ووجهه إلى السماء التي ظَل يحسب نجومها، وبحدود الساعة الثانية من الليلة ذاتها اتصلوا هاتفياً بعائلته وأبلغوهم أن رب بيتهم تحت رحمتهم، وسيقتل قريباً أو تنقذ حياته فدية قدرها 50 ألف دولار، غير إن العائلة أكدت عدم قدرتها على دفع ذلك المبلغ، فيما رد الخاطفون "بيعوا سياراتكم وبيتكم بدون تأخير".

وما أن أشرقت شمس صباح يوم السبت حتى نقله الخاطفون من (الشختورة) إلى مكان آخر محفور على شكل قبر، ورموا الطبيب المخطوف في (القبر قبل موته) طيلة النهار، لكنه يستدرك أن الخاطفين إهتموا بصحته وأحضروا له دواء مرض السكري وواظبوا على أن يتناوله بحرص حسب مواقيت العلاج، وهكذا بقى يتنقل بين اليابسة والماء حتى حلّ يوم الأحد، يوم الخلاص الموعود الذي تشددوا فيه عليه وقيدوه بالسلاسل التي جرحت معصمه الأيمن بسبب بث راديو المربد خبراً عن اختطافه، وفقاً لقوله.

صيتُ الأطباء وإمكانياتهم المادية بات يستهوي عصابات الخطف مؤخراً في البصرة، وجعلهم فرائس لمفاوضات تشترط فديةً بالدولار حصراً، غير أن الحلفي ورغم شهرته كطبيب بيطري لم يحرز ثروة تنجيه من شفا جرف الموت، مادفع زملاءه وأصدقائه وأهله وجيرانه أن يؤازروه ويدفعوا عن عياله مصيبةً حلّت عليهم بشكلٍ مفاجئ، وجمعوا مبلغاً أضافوه على مبلغ أحد سيارات أبناءه بيعت على عجالة.

ويتابع انه وبعد المفاوضات إقتنع الخاطفون بـ10 آلاف دولار، وسط التهديد والوعيد بقرب موعد قتل الطبيب الذي لفت إلى انه "ضحيةً بين مجموعة أطباء مختطفين في قلب الأهوار "ينتظرون وقت الفكاك وعتق الرقاب، وبالفعل حانت تلك الساعة ووصل المبلغ إلى العصابة وأطلقوا سراحه في أحداث دراماتيكية فضّل عدم ذكر تفاصيلها.

 لكن ختام حديثه كان ناقماً بشدة على الأجهزة الأمنية والسيطرات التي وصفها بـ"الشكلية ولا جدوى منها" وكانت له صدمة أكثر من عملية الخطف ذاتها، فيما حمّل السلطات الأمنية مايتعرض له الأطباء من خطف يجري بـ"نسق متزنٍ دون رادع".

ورغم ما جرى عليه قال "سأعود بعد النقاهة والراحة إلى حياتي من جديد ولا أفكر بالهجرة التي باتت حلاً وحيداً لخلاص الأطباء والكفاءات بشكل عام، وسط التدهور الأمني الذي يُسجل للبصرة والعراق".

 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك