يتعرض كردستان العراق , المعروف بكونه الحليف الاساسي للولايات المتحدة في المنطقة الشرق الاوسطية , الى تخبطات سياسية عنيفة اخذت منحى جماهيري مضاعف بعد رفض رئيس الاقليم الحالي "مسعود برزاني" التخلي عن منصبه مع نهاية فترة حكمه المقررة الممددة , مما رمى بالاقليم الى قائمة المناطق غير المستقرة في الشرق , متحولا بذلك من اقليم نموذجي الى نمطي كما هو المعتاد في العراق.
وفي هذا الاطار اوردت صحيفة "الواشنطن تايمز" الامريكية تحقيقا ،تتحدث فيه عن تفاصيل الوضع الكردي الحالي الذي اصبح مشابه وربما اسوا من الوضع السياسي في بغداد , حيث يتعرض الاقليم الان الى تخبط سياسي عنيف جدا يهدد بانشقاق حكومي ينبا بانهاء فترة الاستقرار التي تمتع بها الاقليم.
واكدت الصحيفة ايضا بان الازمة التي وصفتها "بالعنيفة" قد اشتعلت بعد ان رفض رئيس الاقليم "مسعود برزاني" الخروج من منصبه بعد قضائه فترتي حكم مدتها 8 سنوات وفترة تمديد حضي بها عام 2013 بالاتفاق مع منافسيه استمرت سنتين , مما حاذ بالتحالف الوطني الكردستاني , المنافس الوحيد للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي ينتمي اليه برزاني , بشن حملة واسعة لاجبار الاخير على مغادرة منصبه.
ياتي هذا في الوقت الذي اوردت فيه الصحيفة مقابلة اجرتها مع المحلل الكردي المستقل "كمال تشوماني" الذي اكد بان بارزاني يسعى للبقاء قوي وفوق هرم السلطة , حيث يمتلك الاخير سلطة اعلى من سلطة رئيس الوزراء والبرلمان الكردي مجتمعين , وهو ما تسبب في النتيجة بالازمة الحالية.
واضافت الصحيفة بان الازمة وصلت الى حد الانفجار بعد ان اعلن قادة حزب برزاني بان الرئيس لا يمكن ان يتغير الا عن طريق الانتخابات , الامر الذي يخالف القانون الذي ينادي به التحالف الوطني الكردستاني والذي يحدد فترة حكم الرئيس بدورتين وتمديد لمرة واحدة فقط , حيث تعمقت الازمة بعد تمسك برزاني بالسلطة بشكل امسى يهدد وجود الاقليم بحد ذاته بعد ان اغرقه في فوضى سياسية عارمة على خلفية اتهامات وجهت له بالسلطوية والسعي لتجاوز القانون وتزوير الانتخابات ليكون دكتاتور اخر في منطقة نادت بانها اكثر من عانت من الدكتاتورية.
كما اكدت الصحيفة بان تمسك بارزاني بالسلطة وبقائه في سدتها الى الان بعد فشل منافسيه عن عزله سياسيا هو المغذي الاساسي الحالي لحالة الغضب الشعبي التي يشهدها سكان كردستان العراق , حيث سقط في المواجهات العنيفة الاولى من نوعها في الاقليم قتيل واحد وخمسة جرحى بعد ان قام متظاهروا حركة "غوران" او "تغيير" الكردية التي تمتلك تحالف هش جدا مع التحالف الوطني بالاقتراب من احد مقرات حزب بزراني ولاقت مواجهة شديدة من القوات الامنية الكردية التي منعت المتظاهرين من الاستمرار.
يذكر بان الازمة الكردية قد تعمقت بشكل غير مسبوق بعد ان قامت حكومة برزاني بطرد اربع وزارء تابعين للتحالف الوطني ومنع المتحدث الرسمي باسم البرلمان"يوسف محمود" من دخول العاصمة لكونه عضو في حركة غوران , حيث يحمل برزاني اعضاء حركة غوران مسؤولية ما حصل من احتجاجات وما تبعها من تنامي للعنف
ياتي هذا في الوقت الذي تعاني فيه الاوضاع الاقتصادية في كردستان العراق تدوهرا كبيرا بعد الاحباط الذي اصاب العامة بسبب انقطاع الرواتب وتناقص نسبة الخدمات العامة , حيث ذكر عضو البرلمان الكردي عن التحالف الاسلامي "ابو بكر هالاداني" قائلا "بان السياسيين يحتفظون بالموارد العامة لانفسهم" فيما يعتبر تاكيدا للنظرة العامة لدى الجماهير في الاقليم التي تتهم الحكومة بتورطها في نسب فساد مالي كبيرة.
ومن الجدير بالذكر فان الصحيفة قد اكدت وعلى لسان عضو مجلس قيادة حزب التحالف الوطني "فريد اساسارد" بان الاوضاع في الاقليم تتجه الى خطر قد لا يدرك عقباه ان حصل مالم يتم اتخاذ خطوات اصلاح حقيقية وعاجلة حالا , مما يضع في صورة المتابع الاحداث التي سبقت الثورات التي حصلت في مناطق واسعة في الشرق الاوسط ضد الحكومات , مما ينبا بمستقبل لا يجرؤا محلل على تخيله للاوضاع المحلية في الاقليم , الذي بات مشغولا بصراعاته السياسية الداخلية بدلا من تلك مع المركز في بغداد , في الوقت الذي تتنامى فيه الازمة الاقتصادية وتاثيراتها.
https://telegram.me/buratha