التقارير

روسيا حارسة "الخليج " الجديدة

2318 17:51:23 2015-10-17

يبدو أن موسكو تريد تغيير قواعد اللعبة في بحر قزوين وأن تكون هي حارسة هذا البحر الزاخر بالثروات.
تفكك الاتحاد السوفياتي، وظهور خمس دول مستقلة هي روسيا وكازاخستان وتركمانستان وأذربيجان وإيران، في نهاية القرن الماضي على خريطة بحر قزوين بدلاً من إيران والاتحاد السوفياتي، سلط انتباه المجتمع الدولي من جديد على هذا المسطح المائي المغلق والأكبر في العالم، الذي تبلغ مساحته نحو 370 ألف كيلومتر مربع، ويحتوي قعره على مخزون نفطي مؤكد يبلغ 24 ـــــ 26 مليار طن، أي نحو 10 في المئة من الاحتياطي العالمي من النفط، في حين يبلغ حجم مخزون الغاز الطبيعي المؤكد فيه نحو 8300 مليار متر مكعب، ما جعل المختصين يصفونه بأنه "الخليج العربي الثاني".
وقد احتلت كازاخستان وأذربيجان منذ ذلك الحين المرتبة الأولى في استخراج النفط والغاز في هذا البحر، بينما شغلت روسيا المرتبة الأخيرة، حيث لا تستخرج الشركات الروسية سوى 10 في المئة من النفط ونحو 8 في المئة من الغاز.
وقد حاولت روسيا دائما تحسين ظروف استغلالها للوقود الأزرق والذهب الأسود هناك، فوقعت مع كازاخستان اتفاقية في عام 1998 لتقاسم الاحتياطيات النفطية في قعر شمال البحر، لكن الاتفاقية جاءت في مصلحة أستانا، وذلك لم يكن مستغربا في ضوء وضع روسيا الجيو-سياسي الجديد، الذي أظهر عجزها عن التحكم بتطوير مختلف المسارات وتوجيهها في حوض بحر قزوين وآسيا الوسطى، ما سمح أيضا للولايات المتحدة بتوسيع حضورها في هذه المنطقة الاستراتيجية المهمة.
وقد حاولت روسيا بعد اعتلاء فلاديمير بوتين سدة السلطة تحجيم نفوذ واشنطن في هذه المنطقة الملاصقة مباشرة لمقاطعات روسيا الوسطى ــــــ الأورال والفولغا، بما في ذلك باستعراض القوة الروسية، حيث أصدر بوتين أوامره عام 2002 بإجراء أول مناورات عسكرية في بحر قزوين منذ تفكك الاتحاد السوفياتي، استغرقت خمسة أيام، وشارك فيها 10,000 عسكري روسي و60 سفينة حربية و30 طائرة هجومية وعدد كبير من السفن البرمائية.
بيد أن الصراع على بحر قزوين استمر، واستغلت الولايات المتحدة الجو السياسي - العسكري الملائم، الذي تكوّن بعد حربها على أفغانستان، ووضعت واشنطن بذريعة مواجهة إيران في عام 2007 برنامج "حارس بحر قزوين"، "لتحسين" حالة القوات البحرية لكلٍّ من أذربيجان وكازاخستان، وأنفقت 165 مليون دولار على البرنامج، الذي أنشأ نظاما تكامليا للسيطرة على حدود أذربيجان وكازاخستان في الجو والمياه واليابسة. لكن موسكو كانت على يقين من أن خطط "حارس بحر قزوين" لم تكن موجهة آنذاك إلى إيران فقط، بل إلى المصالح القومية الروسية في بحر قزوين، الذي كان دائماً مجالاً لنفوذها.

خريطة تظهر موقع حقل الطاقة "تسينترالني" في بحر قزوين


ولم تتوقف محاولات موسكو لتحسين مواقعها في البحر، وقامت في عام 2013، بمحاولة أخرى لتعديل اتفاقية عام 1998 حول تقاسم الثروات الباطنية في الجزء الشمالي من بحر قزوين.
لكن كل الاتفاقات كانت تصب في مصلحة أستانا، إلى أن وقع البلدان، يوم الخميس في 15 تشرين الأول/أكتوبر، البروتوكول الذي يعيد تنسيق العلاقات بين البلدين في مجال تطوير حقل الطاقة "تسينترالني"، ويضفي ولأول مرة نوعا من العدالة في تقاسم ثروات بحر قزوين.
وقد خرجت صحيفة "فيدوموستي" الروسية بعنوان "(الشركتان الروسيتان) "غازبروم" و"لوك أويل" تحصلان على (حقل)  "تسنترالني" في جرف بحر قزوين"، كما أكد موقع "بودروبنستي" الروسي أن بوتين استدرج كازاخستان ونال حقلا نفطيا في بحر قزوين.
ويبدو أن اختيار بحر قزوين لكي تطلق منه 4 سفن حربية روسية 26 صاروخاً على مواقع لتنظيم داعش في سوريا، لم يكن مصادفة. ولعل موسكو تريد بذلك تغيير قواعد اللعبة، وأن يشغل هذا البحر حيزا كبيرا في السياسة الروسية، وأن تكون هي حارسة "الخليج العربي الثاني" الزاخر بالثروات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك