صحيفة الاندبندنت البريطانية، نشرت مقالة للصحفي البريطاني روبرت فيسك ركز فيها على الهجوم الذي يشنه الجيش السوري على المسلحين في الوقت الذي تستعرض فيه روسيا صواريخها، وذكّر بالتكهنات التي توقعت انهيار الجيش والحكومة السورية في وقت سابق من هذا العام.
الكاتب رأى ان تدخل الرئيس الروسي فلادمير بوتين قد قلب مسار الاحداث في سوريا، لافتاً الى ان الهجوم الذي يشنه الجيش السوري ضد جبهة النصرة في محيط حلب وغيره من المناطق لا يلقى اي اهتمام. ولفت إلى أن القادة العسكريين السوريين يقومون بتنسيق كل الضربات الجوية الروسية تقريباً، فبعد ان كان ينسق ما بين مئتين واربعمئة ضربة جوية كل ليلة أصبح يصل هذا العدد يصل الى ثمانمئة.
وقال: إن العملية التي تقوم بها روسيا هي طويلة الامد وتشكل البداية فقط لمغامرة السيد بوتين"، على حد تعبيره، مشددا على ان "الجيش السوري في حال تماسكه والحفاظ على قوته البشرية سيخرج من هذه الحرب وهو اقوى جيوش المنطقة وويل لاي دولة مجاورة تنسى ذلك".
بوتين لاعب ريادي
من جهة ثانية، مجلة "فورين بوليسي" نشرت مقالة رأت فيها أن الزيارة التي قام بها وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان إلى مدينة سوتشي للقاء بوتين لبحث الملف السوري، انما تدل على مدى تغيير الديناميكيات في الشرق الاوسط "خلال بضعة اسابيع فقط"، وعلى مساعي بوتين للعب الدور الريادي في المنطقة.
المقالة اعتبرت ان موسكو "اخذت زمام المبادرة عسكرياً ودبلوماسيا" جراء قصفها لاعداء الرئيس السوري بشار الاسد و"عدم استعداد الولايات المتحدة مواجهة النظام في دمشق"، الامر الذي ادى بوفود رفيعة المستوى من السعودية ودول خليجية اخرى الى "طرق باب بوتين" بدلاً من البيت الابيض. وأشارت الى ان زيارة محمد بن سلمان الى روسيا اثارت التخمينات بان الرياض تبحث في عقد صفقة "تسمح للاسد بالبقاء في السلطة مقابل تنسيق الجهود المشتركة ضد داعش".
كما رأت المقالة أن اوباما يواجه اختبارا حاسما للقوة والنفوذ الاميركي في الشرق الاوسط على ضوء التدخل العسكري الروسي في سوريا. واعتبرت ان روسيا قلبت المشهد الاستراتيجي في سوريا وباتت تشكل "تحدياً غير مسبوق لادارة اوباما"، ما ادى بكثير من اقرب حلفاء واشنطن الى الاستنتاج بان الاخيرة تسعى الى الانسحاب من المنطقة وبانها "مستعدة للقبول بان النفوذ الروسي والايراني المتزايد سيسد الفراغ".
ولفتت المقالة الى المؤشرات التي تفيد بان الدول العربية التي كانت تطالب بالاطاحة بالاسد لم تعد تعطي هذا الموضوع (الاطاحة بالاسد) اولوية قصوى. وأضافت ان هذا التحول جزء من ديناميكية اكبر في الشرق الاوسط، إذ تتعزز القناعة لدى حلفاء واشنطن الاساسيين بان اوباما يخسر النفوذ والدور البارز فيما يخص قضايا مثل الحرب في سوريا والمعركة ضد داعش.
وتحدثت المقالة عن حالة "الاحراج" لدى واشنطن على ضوء ترحيب الحكومة العراقية بالحراك العسكري الروسي في سوريا وانضمامها الى اتفاق على مشاركة المعلومات الاستخبارية مع موسكو، ودعوة رئيس الوزراء حيدر العبادي روسيا الى توسيع حملتها الجوية لتشمل العراق ايضاً. وتناولت المقالة تحسن العلاقات بين مصر و روسيا، مشيرة الى ان الرئيس عبدالفتاح السيسي قام باربع زيارات الى موسكو منذ توليه السلطة عام 2013، الى جانب الزيارة التي قام بها بوتين الى القاهرة في شهر شباط /فبراير الماضي، فيما لفتت الى ان السيسي زار الولايات المتحدة مرتين منذ توليه الرئاسة، وانه لم يعقد اي اجتماع في البيت الابيض حتى الآن.
https://telegram.me/buratha