أكدت الشركة العامة للنقل البحري, السبت, أنها مضطرة الى رفع العلم الأردني بدل العراقي على بواخرها عند ابحارها خارج منطقة الخليج بسبب عدم ادراج العراق على اللائحة البيضاء من قبل المنظمة البحرية الدولية, فيما أعرب مصدر ملاحي عن امتعاضه واستغرابه بعد أن شاهد باخرة عراقية حكومية ترفع على ساريتها الأساسية العلم الأردني عند مغادرتها ميناء أم قصر.
وقال المصدر الملاحي إن "الباخرة الحكومية العراقية (المثنى) غادرت قبل يومين ميناء أم قصر التجاري وهي تحمل على ساريتها الأساسية علم المملكة الأردنية، وهو مشهد اثار استغراب العاملين في الميناء من بحارة وربابنة ومهندسين بحريين"، مبيناً أن "ما يدعو الى الاستغراب أكثر أن الباخرة مسجلة في ميناء العقبة بدل ميناء البصرة، وهي سابقة غير مقبولة أن تتخلى الدولة عن حقها التقليدي في رفع علمها على بواخرها".
ولفت المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الى أن "الحكومة ينبغي أن تتخذ اجراءات لمنع هذه الحالة التي تسيء الى سيادة العراق"، مضيفاً أن "استبدال العلم العراقي بالأردني لا يشمل ناقلات النفط العراقية التابعة لوزارة النفط، إذ انها لا ترفع غير العلم العراقي عندما تجوب المحيطات والبحار وهي محملة بكميات هائلة من النفط الخام".
من جانبه، قال مدير الاسطول في الشركة العامة للنقل البحري مهدي علي عسكر إن "الشركة مضطرة الى رفع العلم الأردني على جميع البواخر العراقية التي تمتلكها عندما تكون خارج نطاق الخليج، إذ أن الباخرة التي ترفع العلم العراقي تكون عرضة للاحتجاز عندما تغادر منطقة الخليج"، موضحاً أن "ذلك يعود الى عدم إدراج العراق على اللائحة البيضاء من قبل المنظمة البحرية الدولية".
وأشار عسكر الى أن "العراق يقوم سنوياً بدفع أموال الى الأردن مقابل رفع العلم الأردني على البواخر العراقية", مضيفاً أن "حل المشكلة يتطلب من مجلس النواب المصادقة على عدد من الاتفاقيات والمعاهدات البحرية الدولية".
وأكد مدير الاسطول البحري في الشركة التي يقع مقرها العام في البصرة الى أن "العراق عندما يرفع علمه على بواخره فإن ذلك يعزز من معنويات الطواقم البحرية العاملة فيها"، معتبراً أن "البواخر تعد بمثابة سفارات متنقلة لدولها".
يذكر أن الشركة العامة للنقل البحري أسست في عام 1961, وكانت آنذاك تمتلك باخرتين هما (14 رمضان) و(14 تموز), لكنها تمكنت بعد ذلك من امتلاك اسطول يتكون من 24 باخرة لم تتبق منها إلا باخرة واحدة قديمة تدعى (الناصر), وقد اشتراها العراق في عام 1989, فيما انضمت أواخر عام 2012 الباخرة (بغداد) التي اشتراها العراق من الصين الى اسطول النقل البحري العراقي, وهي مجهزة بمحركات ألمانية المنشأ وتبلغ حمولتها القصوى 8500 طن, وبعد ذلك تعاقدت وزارة النقل مع شركة كورية جنوبية لتصنيع ثلاث بواخر لنقل البضائع هي (البصرة, المثنى, الحدباء), وقد تسلمها العراق خلال النصف الأول من العام الماضي, وبذلك أصبح الاسطول العراقي يتكون من خمس بواخر، جميعها تعمل في مجال الشحن البحري بين موانئ دول تقع ضمن قارتي آسيا وأفريقيا، باستثناء الباخرة القديمة (الناصر)، فهي متوقفة عن العمل وراسية بجانب الرصيف 22 في ميناء أم قصر لغرض الصيانة.
https://telegram.me/buratha