تشكل اجتماعات "قمة العشرين" المنعقدة على مستوى العالم والتى جاءت بالتوازى مع تفجيرات باريس الدامية وهو ما يجعلها أما مسئولية أكبر تتمثل في ضرورة التعهد بمضاعفة الجهود الدولية للقضاء على "داعش"
قمة العشرين" التى انعقدت بعد أقل من 48ساعة من الاعتداءات تعهد فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بـ"مضاعفة الجهود" للقضاء على تنظيم "داعش"، خلال افتتاح قمة رؤساء الدول والحكومات المشاركة في القمة ووصف الهجمات التي وقعت في باريس وأعلان تنظيم "داعش" مسؤوليته عنها بأنها هجوم على العالم المتحضر، وإن الولايات المتحدة ستعمل مع فرنسا على ملاحقة المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة.
وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان قبل قمة مجموعة العشرين "نقف إلى جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والشعب الفرنسي ونتضامن معهما في ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة ومثلما حدث في الهجمات الرهيبة التي وقعت في أنقرة فإن قتل الأبرياء استنادا إلى أيديولوجية ملتوية هجوم ليس فقط على فرنسا وليس فقط على
تركيا وإنما هو هجوم على العالم المتحضر وعلينا مضاعفة الجهود مع الأعضاء الاخرين في التحالف الدولي لضمان انتقال سلمي في سوريا والقضاء على داعش".
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الهجمات التي حدثت في الآونة الأخيرة في باريس وأنقرة ومناطق أخرى، تظهر أن العالم يواجه خطراً أمنياً جماعياً، وأن زعماء العالم الذين يتجمعون في
تركيا سيبعثون برسالة قوية بشأن محاربة الإرهاب و أنه ناقش مع أوباما المعركة ضد تنظيم "داعش ونحن نواجه جهودا إرهابية جماعية وهذا الفعل الإرهابي ليس موجها ضد شعب فرنسا فحسب بل ضد البشرية جمعاء."
وأجرى أوباما مباحثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان قبل بدء أعمال القمة قال عقبها الرئيس رجب طيب اردوغان انه وأوباما يدرسون الخطوات التي يتعين اتخاذها داخل الائتلاف لمحاربة
الدولة الإسلامية و ان زعماء العالم سيبعثون رسالة قوية و صارمة لمحاربة الارهاب انهما ناقشا أيضا الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية في سوريا.
ويسعى أوباما خلال القمة لاقناع دول أوروبية وشرق أوسطية على اتخاذ خطوات أكثر فعلية لإظهار التزامها العسكري في مواجهة تنظيم داعش وسط جملة من التوترات الدولية والأزمات وستكون القمة مناسبة لأول لقاء محتمل بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ بدأت روسيا حملتها العسكرية ضد ما تصفها بمواقع لتنظيم داعش في سوريا.
وهو ما حدث بالفعل عندما أجرى أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين محادثات غير رسمية على هامش القمة، بحسب ما اظهرت مشاهد عرضها التلفزيون التركي الرسمي مباشرة وجلس الرئيسان الى جانبي طاولة صغيرة ومنخفضة ومعهما مترجم ومسؤول اخر، وظهرا وهما ينحنيان اثناء مناقشة بينهما لم ينقل التلفزيون فحواها وهذا اللقاء الذي لم يكشف مضمونه ومدته لم يكن مقرراً في الوقت الذي تبدو فيه العلاقات معقدة بين الدولتين خصوصا بشان سوريا واوكرانيا كما يلتقي أوباما الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز للتباحث في مكافحة الإرهاب.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا بدوره الأسرة الدولية إلى "توحيد جهودها" من أجل السيطرة على التهديد الجهادي، وقال "لن نتمكن من السيطرة على التهديد الإرهابي ما لم توحد الأسرة الدولية جهودها"، وذلك بعد ساعات من عودته من قمة دول بريكس التى تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا وقبل بدء أعمال قمة مجموعة العشرين في منتجع انطاليا بجنوب
تركيا.
وأكد بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأميركي ، أن الولايات المتحدة تتعاون مع فرنسا لتكثيف الغارات ضد تنظيم "داعش" في سوريا
والعراق بعد هجمات باريس وإن إرسال أسلحة مباشرة لمقاتلين على الأرض في سوريا
والعراق يحقق نجاحا على ما يبدو في الحرب ضد "داعش و إن "داعش" يطمح لشن هجمات على أي عضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لكنه لا يوجد أي تهديد جدي ضد الولايات المتحدة.
ورحب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عقب مشاركته في قمة العشرين بتجدد الشعور بالحاجة الملحة للتوصل إلى حل للحرب الأهلية في سوريا بعد هجمات باريس وأن أن أمام العالم "لحظة نادرة" لفرصة تاريخية لوضع نهاية للعنف و إن مواجهة الإرهاب يجب أن تكون قوية لكن بصورة تحترم سيادة القانون وحقوق الإنسان.
اما فرنسا التى شاركت في القمة بوزير ماليتها ميشال سابان والذى قال فور وصوله إلى انطاليا " أن بلاده تنتظر من رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين إصدار "قرارات ملموسة" ضد تمويل الإرهاب وبمعزل عن التضامن والتأثر" بعد اعتداءات باريس، تريد فرنسا "قرارات ملموسة في مجال مكافحة تمويل الإرهاب".
وتشكل مواجهة تنظيم داعش عنوان قمة مجموعة العشرين في أنطاليا حيث انه من المتوقع أن تهيمن قضية مكافحة الإرهاب والحرب على التنظيم على أعمال القمة بعد هجمات باريس الدامية ومن المتوقع أن يصدر قادة دول وحكومات "مجموعة العشرين" ، بياناً مشتركاً منفصلاً عن البيان الختامي المخصص عادة للقضايا الإقتصادية حول الحشد الدولى لمواجهة داعش .