سيف أكثم المظفر
لاشك إن تراجع داعش خطوة، يعني تقدم العراقيين خطوة مقابلة، وكل جهد بهذا الاتجاه، يكون مفيدا للعراق، وقد أشارت المرجعية في خطبة الجمعة، التي ألقاها السيد الصافي في الصحن الحسيني الشريف "نشيد بالانتصارات التي تحققت على يد قوات البيشمركة في سنجار، ونبدي أسفنا للمصادمات التي وقعت في طوزخورماتو بما لا مبرر لها أبداً، آملين أن يضع العقلاء من الطرفين حدا لها وان يوجه الجميع أسلحتهم للعدو المشترك، وهم الإرهابيون الدواعش".
غير إن العملية شابها الغموض، وأنبثقت عنها كثير من العلامات الاستفهام منها: لماذا سقطت المدينة بعد نحو شهرين من سقوط الموصل، بطريقة تدل على صدور أمر كردي بالانسحاب؟ لماذا اخفي الدور الكبير الذي قام به حزب العمال الكردستاني وقوات متطوعي سنجار اليزيدية في المعارك الأخيرة؟
ما سر توقيت بين عملية سنجار إحداث طوزخورماتو؟ وإذا كانت العملية بتلك القوة فلماذا لم يترك الدواعش جثث قتلاهم كما حدث في معارك الأخيرة، أو مواد مقراتهم وأسلحتهم؟ ولماذا سمح لهم بالانسحاب؟
ولماذا المبالغة برفع علم للإقليم بطول 600 متر كما قيل دون حضور العلم العراقي؟ وهل من مبرر لتأكيد تمسك الإقليم بأي ارض يحررها؟ لماذا سكت سياسيو الموصل حيال سياسة الإقليم بعد أن صدعوا الرؤوس سابقا؟ وإلا يثير هذا حفيظة العراقيين ويثير مشاعر العزوف عن التضحية من اجل تحرير الموصل؟
ستكون تداعياته خطيرة حتى ضمن فرقاء التحرير أنفسهم، وان رؤية الانفصال الاقليم بالتراضي(معقولة) وابرد رأس للعراقيين، لكن سياسة التمدد، جعلت تطبيق الرؤية خيالا، كما تبدو من نقطة رصد مرتفعة، فتصبح أفاق الخطر مفتوحة وأكثر تعقيدا.. لا مجال ولا نجاح إلا لخيارات التعاون والتآخي والسلام.
إن رئاسة الإقليم المتمثلة بالبارزاني، وما تعانيه من صراعات سياسية داخل الإقليم، أنعكس في طوزخورماتو، خصوصا؛ إن القوات البيشمركة من تشكيلات السليمانية، والحشد التركماني كان من المفترض أن تكون العلاقة بينهما علاقة صداقة.
يخشى أن يكون ما حدث عملية خطط لها من قبل رئاسة الإقليم، للوقيعة بين الطرفين ولتحقيق مكاسب لمصلحة مسعود.. مع التأكيد على إن القوات(تلعفر واّمرلي و طوزخورماتو)التركمانية ضربة أمثلة في التفاني دفاعا عن العراق، وان إحداث طوزخورماتو أعطت صورة واضحة عن الروابط القوية للتركمان مع العراق.
لذلك عندما تقرأ تصريحات السياسيين ستلاحظ وجود قسمين: الأول من يعمل بروح الوطنية، ويستشعر المسؤولية اتجاه وطنه، ويدعوا إلى تغليب لغة العقل، والحلول السلمية، والثاني: يتبع لأجندات خارجية تغلب مصلحتها على كل شيء، وهو يحاول التصعيد الإعلامي، واستمالت الشارع عاطفيا، والسعي وراء المصالح الشخصية لركوب الموجة، التي لا تخدم العراق ولا شعبه.
إن التحدي الإرهابي الداعشي؛ هو التحدي الأكبر، الذي واجهه البلد، في الظرف الحاضر، ولابد من تسخير كافة الإمكانيات لمواجهته، وإلى المزيد من التنسيق والتعاون بين القوات المقاتلة المختلفة، للخروج في المعارك القادمة بانتصارات جديدة، وتحرير مناطق أخرى، ليتحقق في النهاية الانتصار الكامل وتطهير الأراضي من الإرهابيين وإزالة خطر.
https://telegram.me/buratha