فقد ولد ادواردو انيلي في 9 حزيران/يونيو 1954 في نيويورك. وبعد إكماله دراسته الجامعية في معهد اتلانتيك، انضم الى جامعة برينستون لدراسة الادب الحديث وفلسفة الشرق. وبعد اكمال الدراسة الجامعية توجه الى الهند ومن ثم الى ايران لدراسة العرفان والاديان الشرقية، واعتنق التشيع خلال وجوده في ايران.
والسيناتور جيواني انيلي أب “ادواردو” هو واحد من اثرياء ايطاليا واكثرهم نفوذا ومالك مصانع فيات وفيراري ولامبورغيني ولانتشيا والفارمو وايوكو لانتاج السيارات وعدد من المصانع التي تنتج القطع الصناعية وعدة بنوك خاصة وغيرها من الشركات.
وتبلغ ثروة ونفوذ اسرة انيلي درجة ان وسائل الاعلام الايطالية اطلقت عليها اسم الاسرة الملكية الايطالية. ويقدر الخبراء الاقتصاديون عادئهم السنوي ب 60 مليار دولار.
وكان ادواردو طالب مادة فلسفة الاديان بجامعة “برينستون” الشهيرة في نيويورك. وكان قد قرأ الانجيل والتوراة، لكنه لم يقتنع بهما. وعندما كان في العشرين من عمره وقعت عيناه ذات مرة على القرآن في مكتبة ما، وقرأ عدة ايات منه وشعر بان هذه الايات ليست من وحي البشر.
وشرح ادواردو كيف انه اعتنق الاسلام فقال: كنت ذات مرة في مكتبة بنيويورك وانظر الى الكتب فوقعت عيناي على القرآن. اردت معرفة ما فيه. فقرأت ايات منه مترجمة الى الانجليزية، فشعرت بان هذه الكلمات هي كلمات نورانية ولا يمكن ان تكون قد جاءت من وحي الانسان. فتاثرت كثيرا بها، واستعرت القرآن للمزيد من قرائته وشعرت حينها اني افهمه واتقبله.
وبعد ذلك يراجع ادواردوا مركزا اسلاميا في نيويورك ويقدم طلبا باعتناق الاسلام. فيطلقون عليه اسم “هشام عزيز”. ويقول الايراني الدكتور قديري ابيانه ان ادورادو وبعد ان التقاه وتعرف عليه اعتنق التشيع واطلق على نفسه اسم “مهدي”.
ويقول الصحفي في صحيفة “لاستامبا” الايطالية ايغورمان انه عندما كان ادواردو يتحدث عن لقائه الامام الخميني وتاثره به، شعرت بان الامام قد سحره. وكان ادواردو وقبل شهرين من استشهاده يعتزم السفر الى ايران، لكن ابواه منعاه من هذه الزيارة، واخفيا عنه جواز سفره.
ويقول حسين عبد اللهي وهو من اكثر الاصدقاء الايرانيين حميمية ل ادواردو، ان الضغوط التي كانت تمارسها اسرة ادواردو على الاخير، كانت تفوق التوصيف. ويقول ان ادواردو كان يخضع لضغوطات اقتصادية هائلة، وكانت اسرته قد قاطعته اقتصاديا بالكامل بحيث انه حتى لم يكن يملك من المال ليستقل سيارة اجرة.
ويقول الدكتور قديري ابيانة بانه كان صعبا لاسرة انيلي ان يقال في بلد كايطاليا معقل المسيحية الكاثولويكية، بان نجل السيناتور انيلي اعتنق الاسلام. لذلك مارسوا اشد الضغوط على ادواردو ليتخلى عن الاسلام. وحتى انهم حرموه من الميراث لكنه لم يتخل عن الاسلام وهذا يكفي لدحض فرضية انتحاره، لانه الذي كان قد تخلى عن ثروة بمليارات الدولارات لحفظ دينه، كيف يمكن له ان ينتحر في ضوء اعتقاده وايمانه الراسخ بالاسلام؟ الاسلام الذي يحرم الانتحار اصلا.
انتحار أم استشهاد؟
ان ادواردو نجل صاحب اكبر راسمالي ايطاليي وابن اسرة انيلي، كان مطلعا على الكثير من اسرار بلاده وعصابات المافيا والمنظمات الصهيونية، والان ومع تحوله الى الاسلام وموالاته للثورة الاسلامية، اصبح خطيرا للغاية، لاسيما وانه كان يستنكر جرائم الصهاينة في فلسطين المحتلة، وحتى انه كان يتصل هاتفيا من اجل ذلك برئيس الوزراء ورئيس الجمهورية في ايطاليا. وكان يخشى اغتياله على يد الصهاينة وابلغ المستشار الصحفي الايراني في روما “بانهم سيقتلونه بسبب اعتناقه الاسلام وينسبون ذلك الى انتحار او حادث مفاجئ او مرض”.
ومن الحالات التي تثير الشك والريبة حول استشهاد ادواردو هي عدم وجود اي متابعات لمعرفة كيفية وفاته. ولم يتم تشريح جثته واعلن على الفور بانه انتحر، حتى قبل ان تعلن الشرطة بان وفاته حدثت بسبب الانتحار. ونشرت بعض الصحف نبا انتحار نجل رئيس مصنع فيات ووجهت اذهان الراي العام نحو فرضية الانتحار. ودفنت جثته بعد يوم من الحادث لكي لا تكون ثمة فرصة للتحقيق في اسباب الوفاة.
وبعد وفاة ادواردو، فرض تعميم بالكامل على كونه اعتنق الاسلام وحول معتقداته وحتى زيارته لايران.
وكان الدكتور ماركو باوا احد الاصدقاء المقربين من ادواردو قد احتج على كيفية البت والتحقيق في قضية ادواردو. وراى بان القرائن والادلة المتوافرة حول ملابس ادواردو وحذائه، لا تؤكد فرضية الانتحار. كما اعتبر عدم تشريح جثته بانه امر غير مقبول.
ترجمة شفقنا
https://telegram.me/buratha