وتشير معلومات وتقارير اعلامية الى أن حركة حماس باتت تعيش حالة من القلق جراء تنامي نفوذ وأعضاء "داعش" في القطاع.
وتحتجز حماس عشرات الأعضاء من التيارات "السلفية الجهادية" ومن مؤيدي تنظيم "داعش"، إلا أنها أفرجت مؤخرا عن مجموعة منهم في إطار "حسن نوايا" تجاه التنظيم واحتواء التوتر في العلاقة بين الحركة والتنظيم.
ويعتبر كل من "أبو عبد الرحمن" و"أبو المعتصم المقدسي" من المنظرين البارزين في التيار السلفي الجهادي في قطاع غزة ومن المقربين من "داعش". لكن يبقى "أبو الزبير أبو رومية" الذي يقود مجموعة سلفية من أكثر القيادات إثارة لقلق حماس نظرا لما يحمله من فكر متشدد وما تقوم به مجموعته من تفجيرات وإطلاق صواريخ تجاه اسرائيل تقول حماس إنها "غير وطنية".
يذكر أن أعضاء في التيارات "السلفية الجهادية" اتهموا أجهزة حماس الأمنية بتصفية "يونس سعيد الحنُر" المحسوب على "داعش" والذي كان ناشطا في جماعة تطلق على نفسها "سرية الشيخ عمر حديد ـ بيت المقدس" إثر قصف بالصواريخ نفذته الجماعة على مدينة سيدروت الاسرائيلية.
وتنسب جماعة "عمر حديد" الى عمر حسين حديد المحمدي، وهو عراقي من عشيرة المحامدة التابعة لقبيلة الدليم. وقتل المحمدي في مواجهة مع الجيش الأمريكي في العام 2004 بالفلوجة، إلا أن "داعش" ذكره مؤخرا باعتباره واحدا من قيادات التنظيم.
وليس من المستغرب أن تستخدم التيارات السلفية الجهادية اسم "عمر حديد"، إذ يتهكن البعض أن الأمر مرتبط بإعلان وشيك لكيان أو إقليم يتبع تنظيم "داعش" وزعيمه البغدادي.
ونقلت تقارير إعلامية أن التيار "السلفي الجهادي" هدد قيادات حماس" الكفرة حكام غزة وأجهزة أمنهم العميلة" بـ50 انتحاري مستعدين لمقابلة "الحور العين".
فقصة حماس مع "التيارات السلفية" بدأت في العام 2009 عندما قامت أجهزة أمنية تابعة لحماس بقتل عدد من أتباع التيار السلفي تحصنوا بمسجد ابن تيمية في حي الصبرة بمدينة غزة في شهر اغسطس/آب من العام 2009، أبرزهم الشيخ عبد اللطيف موسى الملقب "بأبي النور المقدسي" والذي أعلن " إمارة في أكناف بيت المقدس". وقالت حماس آنذاك إنه مصاب بـ"لوثة عقلية".
وفي خضم أجواء التوتر الأخيرة بين حماس والتيارات الجهادية يقول القيادي السلفي "أبو العيناء الأنصاري" والذي بايع البغدادي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام فلسطينية إن "مقاتلي التنظيمات الجهادية انتهوا من إعداد خطتهم للالتفاف على الإجراءات الأمنية التي تتبعها حماس وأن السلفيين في القطاع، رغم عدم تواصلهم التنظيمي مع تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أننا نعتبر أنفسنا جزءا من هذا الفكر، نحن نؤيد خليفة المسلمين أبو بكر البغدادي ونأمل بأن يحقق كل أهداف الدولة الإسلامية ونحن على استعداد، إذا ما سنحت الفرصة، للالتحاق بتنظيم الدولة، وأن نكون مقاتلين إلى جانب إخواننا في الدولة الإسلامية".
كما أدى اعتقال القيادي السلفي "ياسر أبو هولي" بعد هدم مسجد المتحابين شرق دير البلح كان يقوم بالخطبة فيه، إلى مزيد من التوتر بين التيارات السلفية الجهادية وحماس، وقالت حماس إنها هدمت خيمة وليس مسجدا.
وكان تنظيم "داعش" الذي يسيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق قد توعد اكثر من مرة حركة حماس بـ"القتل، والتنكيل"، موجها رسالة إلى أنصاره في غزة بأن "فتح غزة" وطرد "المرتدين منها بات قريبا" في إشارة لحماس، واصفا اياها بـ"الطواغيت" وبـ"صحوات الردة".
ومن المعروف أن دواعش غزة وعناصر "التيار السلفي الجهادي" هناك، يتمتعون بدعم معنوي ولوجستي كبير من حلفائهم في سيناء التي تنتشر فيها مجموعات مسلحة أعلنت مبايعتها للبغدادي، الأمر الذي ربما يؤدي إلى تقارب بين حماس ومصر.
https://telegram.me/buratha