رأت كبريات الصحف الاجنبية في اميركا وبريطانيا من خلال تقارير لكبار كتابها، ان دخول القوات التركية الى العراق انما تعود الى بحث انقرة عن دور لها هناك بعد الاخفاقات في السياسية الخارجية التركية، لا سيما في سوريا، في وقت دعا مركز دراسات اميركي يميني إلى تعزيز الدور الاميركي في سوريا تحت حجة منع جر حلف "الناتو" الى المعركة.
من جهة اخرى سلطت الصحف الاجنبية الضوء على توسيع رقعة تهديد داعش، محذرة من الخطر الذي تشكله الجماعة في منطقة جنوب شرق آسيا.
من جهته، كتب الصحفي “Dexter Filkins” مقالة نشرت في مجلة “The New Yorker” اعتبر فيها ان قرار تركيا ادخال قوات عسكرية لها الى الاراضي العراقية يأتي على خلفية النكسات التي تلقاها الرئيس رجب طيب اردوغان.
وقال الكاتب ان اردوغان فشل بشكل كبير في رهاناته بسوريا، حيث سعى جاهداً للاطاحة بالاسد و ساند الجماعات الاكثر تطرفاً مثل داعش لتحقيق هذا الغرض. و عليه اعتبر ان داعش لما كانت نمت بهذا الشكل من دون مساعدة تركيا. كما تحدث عن دعم اردوغان للاخوان المسلمين اينما استطاع.
وأضاف الكاتب بهذا الاطار انه وعلى الرغم من هذه المساعي التركية، فان الاسد هو اقوى مما كان عليه طوال اشهر ماضية، وانه تم سحق الاخوان المسلمين في الشرق الاوسط، خاصة في مصر.
كما تحدث الكاتب عن اسقاط تركيا للمقاتلة الروسية الشهر الفائت،معتبراً ان اردوغان اختار خوض مواجهة مع بلد اقوى بكثير. و هنا اشار الى رد بوتين بكشف المعلومات الاستخبارتية التي تدل على مدى "التعاون الرسمي التركي" مع تهريب النفط من قبل داعش. على ضوء ذلك قال ان الشهر الفائت كان سيئاً لاردوغان.
ثم تطرق الكاتب الى دخول القوات التركية الى العراق. فلفت الى ان النقطة المركزية في محاربة داعش في العراق هي مدينة الموصل. و قال ان القوات الكردية قامت الشهر الفائت، مدعومة بالضربات الجوية الاميركية، بقطع الطريق الذي يربط الموصل بمقر داعش في سوريا، وتحدث عن مساع كردية لقطع ما تبقى من خطوط الامداد الى داخل الموصل. عليه توقع ان يتم عزل عناصر داعش في سوريا بوقت قريب جداً، مستشهداً بهذا الاطار بمسؤول استخبارتي اميركي سابق قال ان "في حال تم قطع هذه الطرق، فان الحياة داخل الموصل ستتدهور بسرعة كبيرة".
بناء على ذلك رأى الكاتب ان حصار الموصل قد بدأ، وان تركيا التي اخرجت نفسها من اطار الحل في سوريا، تريد ان تكون جزءا مما سيحصل في العراق
كما قال الكاتب انه وبينما الحكومة العراقية ربما لم توجه الدعوة الى الاتراك من اجل التدخل، الا انه يبدو واضحاً ان حكومة اقليم كردستان لم تحتج عند دخول القوات التركية. ولفت الى ان العراقيين الاكراد لا يمكنهم الوقوف بوجه تركيا، حيث ان آمال الاكراد بتحقيق الاستقلال مرهونة بخط امداد النفط الذي ينقل النفط الكردي الى منطقة المتوسط بشكل يومي. حيث اضاف ان خط الامداد هذا يمر عبر تركيا، و يمكن لاردوغان وقف تشغليه في اي لحظة اراد، مشيراً الى ان اردوغان التقى زعيم اقليم كردستان مسعود البارزاني في انقرة يوم امس الاربعاء.
عليه، رأى الكاتب ان سبب دخول القوات التركية الى العراق يعود الى بحث اردوغان عن دور له بعد فشل سياسته في سوريا. و نقل عن مسؤول عراقي رفيع قوله ان "اردوغان يريد ان يكون جزءا مما سيحصل في الموصل، ووضع القوات هناك يضمن ذلك".
غير ان الكاتب حذر من ان ذلك سيعزز من امكانية فقدان السيطرة على الامور في ظل الكثير من القوى الكبرى التي تتنافس على القوة في سوريا و العراق.
توسيع رقعة تهديد داعش
نشرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية تقريراً تركز على ما كشفه مؤشر "Global Terrorism Index" الذي انشأه المعهد الدولي للاقتصاد و السلام بان 42 جماعة مسلحة اعلنت ولاءها لداعش، وأن هذه الجماعات تتواجد من الفلبين حتى مصر. ونشرت الاندبندنت خارطة تظهر 30 جماعة اعلنت عن تبعيتها الرسمية لداعش، وكذلك 12 جماعة اخرى اعلنت عن دعمها للتنظيم.
وتحدث تقرير الصحيفة عن هجمات نفذتها جماعة انصار الشريعة في ليبيا وجماعة "كتيبة عقبة ابن نافعة" في تونس، وكذلك جماعة انصار بيت المقدس في سيناء، بينما اشار بالوقت نفسه الى ان الحركة الاسلامية في اوزباكستان وجماعة ابو سيّاف في اندونيسيا قد اعلنت ولاءها ايضاً لداعش.
الصحيفة لفتت ايضاً الى ظهور فصائل موالية لداعش في الجزائر وغزة، و الى قيام فصائل في افغانستان وباكستان بارسال مقاتلين الى ميدان المعركة في سوريا والعراق. واضافت انه وعلى الرغم من ارتفاع الهجمات الارهابية على النطاق العالمي، الا ان اغلب القتلى جراء هذه الهجمات هم في خمس دول ذات غالبية اسلامية: وهي العراق وسوريا وافغانستان وباكستان ونيجيريا.
وفي سياق متصل نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً حول التصريحات التي ادلى بها وزير دفاع سينغافورة "Ng Eng Hen" خلال ندوة نظمها مركز الامن الاميركي الجديد في واشنطن، والتي حذر فيها من ان مقاتلي داعش باتوا يشكلون "خطراً واضحاً و قائماً" لمنطقة جنوب شرق آسيا بينما يعودون من سوريا و العراق حاملين معهم مخطط اقامة "دولة الخلافة".
تنا/ بيروت
https://telegram.me/buratha