خطر تنظيم داعش وانتشار العمليات الأوروبية لا تزال تؤرق الحكومات الغربية، وبالرغم من الإجراءات الأمنية المتبعة منذ أحداث باريس لملاحقة الارهابيين، إلا أن المخاوف من اندلاع أعمال ارهابية لا تزال مستمرة، وسط تزايد الحديث عن ضرورة مواجهة الارهابيين بشكل أكثر فاعلية في الفترة المقبلة، وخاصة شن غارات جوية وبرية في سوريا لإنهاء خطر التنظيم بشكل فعال، في ضوء عدما لقدرة على حصار خطر التنظيم خلال الفترة الماضية.
من جانبها كشفت مجلة "دير شبيغل الألمانية"، عن أحد المقاتلين الألمان الذي عاد إلى بلده من "الجهاد" في صفوف "داعش" داعش بسوريا بأنه أبلغ السلطات الألمانية أن مجموعة "داعش" الإرهابية تخطط لهجمات في ألمانيا وأوروبا.
المقاتل الألماني هاري، 27 عامًا، شاب ألماني الجنسية، الذى تم اعتقاله في الـ20 من يوليو الماضي، بعد أن هرب من صفوف التنظيم بسوريا وتمكن من العودة إلى ألمانيا، حيث صرح أنه لم يعد قادرا على تحمل العنف الذي تقترفه الجماعة المسلحة، وقال الشاب الألماني إنه ومنذ عودته زود السلطات الألمانية بمعلومات حيوية وصادمة عن الجماعة إرهابية.
هارب من داعش
وصل هاري إلى سوريا في ربيع عام 2015 وقطن بمكان ليس بالبعيد عن معقل "داعش" بالرقة، وأن المقاتل صرح بأنه خلال فترة وجوده في البلاد سمع الناس كثيرا ما يتحدثون عن تنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا، مضيفة أن التنظيم يريد أن يحدث شيئا ما في كل مكان وفي نفس الوقت.
ويعد هاري، ابن لوالدين مهاجرين من غانا، البالغ من العمر 27 عاما أصبح متطرفا في الفترة التي قضاها بالسجن، وعند الإفراج عنه، قال إنه حضر المسجد وأصبح جزءا من مجموعة
سلفية أرسلت ما لا يقل عن 16 من البالغين و11 طفلا إلى سوريا عام 2014، ومكث 3 أشهر بسوريا في صفوف تنظيم "داعش"، وقد أشار محاميه أن موكله يريد العودة إلى حياته الطبيعية.
أوضحت المجلة المجلة الألمانية أنه وبالرغم من أن هاري كان تحت الرقابة الأمنية إلا أنه تمكن من السفر إلى
تركيا ومنها إلى سوريا.
كان المقاتل في صفوف "داعش" قد صرح أثناء التحقيق معه أن الحياة صلب التنظيم لتصبح مقاتلا كانت صعبة، مشيرا إلى ان أي شخص يتلقى التدريب لا يتمكن من إنهائه يتعرض للضرب أو يسجن، كما قال إنه تمكن من معرفة شخصين يتحدثان اللغة الألمانية محمد محمود من النمسا، والذي وصفه بأنه مختل عقليا، إضافة إلى مغني الراب السابق الذي كان يقطن ببرلين دينيس كوسبارت.
شدد على أنه كان حاضرا عندما تم تصوير أول فيديو باللغة الألمانية في آب/أغسطس 2015، والذي أقسم فيه المسلحون بتنفيذ هجمات إرهابية في ألمانيا والنمسا والانتقام من انجيلا ميركل شخصيا انتقاما لـ"دماء المسلمين في أفغانستان"، علما بان هاري كان له حضور قصير في أحد الأشرطة المصورة للتنظيم وهو يحمل علم "داعش".
رئيس الاستخبارات الداخلية الألمانية هانز غيورغ ماسن
يذكر أن وزير الخارجية الألماني كان قد صرح بأن حوالي 760 ممن يحملون الجنسية الألمانية التحقوا بتنظيم "داعش"، بينهم 200 ممن عادوا إلى ألمانيا فيما لقي 120 مصرعهم في القتال.
من جانبه وصف رئيس الاستخبارات الداخلية الألمانية هانز غيورج ماسن تنظيم "داعش" بأنه أشبه بدولة، لافتا إلى أن وصفه بالتنظيم يقلل من خطورة المشكلة، معتبرا أن هذه الجماعة الارهابية التي تسيطر على مساحات واسعة من أراضي سوريا
والعراق تختلف تماما عن المجموعات الإرهابية التي قام بهجمات عنيفة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، على شاكلة الجيش الأحمر اليساري في ألمانيا.
شدد ماسن على أن "داعش" يهدف من هجمات باريس إلى "تشويه صورة قسم من اللاجئين"، في إشارة إلى تسلل اثنين من منفذيها مع اللاجئين عبر اليونان، واصفا ذلك بأنه استعراض للقوة ولقدرته على التأثير.
على الجانب الاخر قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير، إن الاستقرار في سوريا على المدى البعيد لن يتحقق إلا بعملية برية ضد مسلحي تنظيم داعش، وأن العملية الجوية في سوريا مجدية، ولكن الاستقرار في هذا البلد يتحقق فقط بعملية برية، مشيرا إلى أن مشاركة القوات الأوروبية في هذا العمل لم تتم مناقشتها وأن هذه المسألة يجب أن تحل في إطار إقليمي.
الحرب البرية مدخل لمواجهة داعش
يأتي ذلك في الوقت الذى تبحث فيه اوروبا تشديد الخطوات الامنية لملاحقة الارهابيين، اقترحت المفوضية الاوروبية مراقبة الحدود الاوروبية و السيطرة عليها بشكل كامل بواسطة إنشاء قوى لحرس الحدود توزع على حدود منطقة شنجن لحراسة الحدود البرية و البحرية الاوروبية و للحفاظ على مكتسب حرية التنقل داخل منطقة شنجن.
وقال المفوض الاوروبي للشؤون الداخلية والهجرة ديميتريس افراموبولوس قال في البرلمان الاوروبي:” أساسا هنالك تقصير مستمر و بعض القرارات و العمليات لا تتخذ على صعيد بعض الدول الأعضاء فبالتعاون مع كل دول الاتحاد الاوروبي و بخاصة الدول المعنية سنتمكن من اتخاذ قرار يمكن من تحديد الحدود الخارجية التي تتطلب تدخلا طارئا”، مشروع إنشاء حرس للحدود الأوروبية تقابله بعض المواقف الحذرة كموقف البرلماني اليوناني الاوروبي كوستا كريزوجونوس الذي قال " يجب ان نتأكد من احترام حقوق الإنسان من قبل حرس الحدود كما علينا التأكد من ان التعاون مع بلدان من خارج الاتحاد الاوروبي لن يؤثر على المصالح الشرعية للدول الاعضاء حيث يجب ان تصان السيادة الوطنية”.
من جهتها البرلمانية الاوروبية الايطالية باتريسيا تويا "ايطاليا ترحب بالاقتراح الذي فيه منفعة للجميع لان المشكلة تعني كل اوروبا لكن يجب ان ترافق ذلك سياسة اوروبية واضحة موحدة بالنسبة للجوء وان نضع قيد العمل مراكز الاستقبال و التوزيع”.
يذكر أنه منذ بداية العام الحالي دخل بصورة غير شرعية إلى الاتحاد الأوروبي مليون ونصف المليون لاجئ.