التقارير

التحالف السعودي، رشاوى وتهديد

1501 11:18:24 2015-12-23

التحالف السعودي، رشاوى وتهديد

ضياء المحسن
التحالف السعودي الجديد والذي أطلقت عليه مصطلح ((التحالف الإسلامي)) لا يبتعد كثيرا عما يصطلح عليه بسياسة المحاور، التي تتبناها كثير من الدول لمواجهة دول أخر، فغير بعيد عنا حلف بغداد، الذي إشتركت فيها بغداد وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة وباكستان، ومع الرشاوى التي وعد بها الشريف نوري سعيد في وقتها لدول عربية، في سبيل ضمان إنضمامها لهذا الحلف، وكذلك الضغوط التي مارستها بريطانيا على المملكة الأردنية الهاشمية لضمان دخولها لحلف بغداد؛ مع كل هذه الضغوط لكنها لم تنجح في مسعاها هذا.
(التحالف الإسلامي) عنوان جميل يمكن أن يكون لمنتدى ثقافي مثلا، أو مجموعة ضغط إقتصادية؛ لكن أن يكون تحالف عسكري، فهو ضد مبادئ الدين الحنيف الذي تدعي السعودية بأنها تحرس أهم مقدساتها هو البيت الحرام.
بعيدا عن كل ما قيل ويقال عن هذا التحالف، فإننا نرى بأنه وُلِدَ ميتا لأسباب كثيرة، منها عدم مشاركة دول يفترض بأن رحى الحرب التي يفترض أن يشنها التحالف على الإرهاب فيها، ونعني بها سوريا والعراق، ثم أن السعودية متهمة بشن حرب على اليمن، وهذا نوع من الإرهاب؛ ناهيك عن أنه تجاوز على بلد ذو سيادة، بالإضافة الى أن هناك دول أخرى لم تتم دعوتها الى هذا (التحالف الإسلامي) منها إيران، الأمر الذي يطرح تساؤلات كثيرة في عدم إنضمام هذه الدول لهذا التحالف.
التساؤل الأول الذي يتم طرحه هنا، هل أن السعودية فعلا تحاول شن حرب على الإرهاب؟ وإذا كانت فعلا كما تقول، فلماذا لا تقوم بتجفيف منابع الإرهاب داخل المملكة؟ هذه المنابع لا تقتصر على الدعم المادي، بل تتعداه الى ما هو أبعد من ذلك، حيث تتخذ من الفكر الوهابي المتشدد والذي يتخذ منه الإرهابيون مذهبا لهم، ناهيك عن أن نسبة كبيرة من الإرهابين هم من الجنسية السعودية.
التساؤل الثاني والذي يطرح نفسه بقوة، لما كانت السعودية تحاول شن حرب على الإرهاب، لماذا تصبغ تحالفها المزعوم هذا بصبغة طائفية؟ ذلك أنه من خلال النظر الى قائمة الدول التي إنخرطت أو قيل أنها إنخرطت في (التحالف الإسلامي) نرى أنها دول تعتنق المذهب السني، في وقت أن العالم أجمع يعرف بأن المتهم الرئيسي في الإرهاب العالمي هم الطائفة السُنية، في وقت أن الشيعة يعدون من المعتدلين في الإسلام.
التساؤل الأخير هو مدى جدية السعودية في محاربة الإرهاب، ونحن نعلم بأن فتاوى التكفير تخرج من معاهدهم ومنابرهم يوميا، فلماذا لا تقوم السعودية بمنع هؤلاء من الحديث عن الإرهاب وتكفير الآخرين على منابر المسلمين، ثم أن هناك فضائيات تمولها السعودية بمال النفط السعودي، تحرض على قتل كل من لا يدين بالدين الوهابي، أليس هذا أولى بمحاربته بدلا من محاولة إفراغ خزينة السعودية، على دول هي تعرف أنها لن تحارب معها، ولن ترسل جنديا ليقتل في سبيل بقاء العرش السعودي المتهالك .
الملاحظ أن كثير من الدول التي قيل أنها ضمن (التحالف) أبدت إستغرابها من إدراج اسمها بدون علمها أو موافقتها، حتى أن الولايات المتحدة؛ والتي تتكئ عليها السعودية في حماية نظامها من السقوط، أبدت هي الأخرى ‘ستغرابها من تشكيل هذا التحالف؛ (لأن غالبية الدول فيه هي مشاركة بالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة).
كان موقف العراق واضحا من هذا (التحالف) منذ البداية، وهو أن على السعودية أن تقوم بادئ ذي بدء بإخلاص نواياها في محاربة الإرهاب، من خلال تجفيف منابع الإرهاب داخل السعودية، كما أن العراق ليس معني بسياسة المحاور التي تحاول السعودية المضي بها بعيدا، لأنها لن تجر المنطقة إلا الى حروب ليس لها أخر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك