على الرغم من أن جمهورية الصين الشعبية لا تتدخل في الأزمات الدولية بشكل مباشر فيما عاد التي تخص مصالحها بالسلب والإيجاب انها على ما يبدو أدركت أهمية تواجدها في الأزمة السورية والعراقية بعد تنامى نفوذ تنظيم "
داعش" الإرهابي واستقطابه للعديد من الصينيين وهو الامر الذى قد يدفعها الى التدخل ولكن على الطريق الصينية للحفاظ على مصالحها القومية والدولية معا .
الصين بدأت بالفعل فى اتخاذ إجراءات عملية للتواجد فى الصراع السوري العراقى كبداية حيث قالت وزارة الخارجية الصينية إن الصين تعتزم توجيه الدعوة لأعضاء في الحكومة والمعارضة السورية، مع سعي بكين للمشاركة في عملية السلام وقال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية مستشهدا بكلمة وزير الخارجية وانغ يي أمام الأمم المتحدة في أخر ديسمبر 2015م إن الصين ستدعو "قريبا" الحكومة وشخصيات من المعارضة لزيارتها وأن هذا يجيء في إطار جهود الصين للقيام بدور إيجابي لتعزيز الحل السياسي للأزمة.
الجمهورية الشيوعية على الرغم من انها سبق واستضافت من قبل شخصيات من الحكومة والمعارضة السورية، لكنها ظلت لاعبا ثانويا في الأزمة السورية وكانت مصرة بشكل كبير على ذلك من خلال منع مواطنيها من السفر الى سوريا والعراق من خلال إطلاق تحذيرات من قبل وزارة خارجيتها من التوجه إلى مناطق الخطر مثل سوريا والعراق بعد تقرير تم نشره عن شاب صيني سافر إلى الأراضي السورية للقتال مع جماعة كردية ضد تنظيم "
داعش " و إن الشاب يدعى بان يانغ ومنتمي لأسرة ريفية تقيم في منطقة جبلية بإقليم سيشوان في جنوب الصين، وانه سافر إلى سوريا في
سبتمبر 2015م ، وانتهى به المطاف للقتال بجانب جماعة كردية مسلحة و بعد إطلاع وزارة الخارجية الصينية على التقارير الإعلامية التي تناولت سفر الشاب الصيني، أكدت على أنها ليست على علم بوضعه وانها سبق وشددت على نش تحذيرات أمان على مواقع خدماتها القنصلية تذكّر المواطنين الصينيين بتجنب التوجه إلى سوريا والعراق والمناطق الأخرى عالية الخطر وتأمل أن ينتبه المواطنون الصينيون لتحذيرات الأمان تلك عن كثب، وإلى حالة الأمان في المناطق التي يزورونها".
الدولة الشيوعية الأكبر سبق وعبرت عن قلقها من صعود
داعش في الشرق الأوسط وخشيتها من تأثير ذلك على منطقة شينجيانغ المضطربة في غرب البلاد باعتبارها مسؤولية عن شن هجمات في منطقة شينجيانغ التي يعيش فيها المسلمون لكن حكومة بكين لم تكن واضحة في أعداد الصينيين الذين يقاتلون في الشرق الأوسط ولكنها سرعان ما كشفت عن أن هناك نحو 100 صيني غالبيتهم أعضاء في حركة
تركستان الشرقية يحاربون في الشرق الأوسط أو يتدربون على القتال إن متشددي حركة
تركستان الشرقية متمركزون أيضا في منطقة الحدود الأفغانية الباكستانية الخارجة عن نطاق السيطرة وأنهم يريدون إقامة دولة منفصلة في شينجيانغ وأن تشكك عدد كبير من المحللين الأجانب في مدى تماسك الحركة.
مواقف الصين وتأكيداتها وتحذيراتها لا تنفى حقيقة ان العديد من الصينيين متورطين بالفعل في القتال في صفوف تنظيم الدولة "
داعش " وعلى رأسهم عددا من مسلميها من إقليم شينجيانغ المضطرب بل أن سلطاتها اعتقلت السلطات الصينية في إقليم شينجيانغ جهاديين عائدين من سوريا، حيث من المحتمل أن يكونوا شاركوا في القتال إلى جانب تنظيم
داعش، و أكدت صحيفة ،جلوبال تايمز، إن نحو 300 صيني يحاربون في صفوف داعش في العراق وسوريا وتزايد هذه الأعداد قد يزيد قلق الصين من التهديد الذي يشكله المتشددون على الأمن القومي ونقلت عن زانغ شونشيان، مسؤول الحزب الشيوعي في الإقليم، أن جهاديين اعتقلوا خلال عملية سمحت بالكشف عن الاستعداد لارتكاب اعتداءات وإن أعضاء صينيين في حركة
تركستان الشرقية الإسلامية يسافرون إلى سوريا عبر
تركيا للانضمام الى داعش وطبقا لمعلومات من مصادر عدة منها ضباط أمن في المنطقة الكردية العراقية وسوريا
ولبنان هناك نحو 300 صيني متطرف يحاربون في العراق وسوريا".
وتأكيدا على جدية نوايا الصين فى التدخل على الطريقة الصينية كشفت صحيفة "الفاينشيال تايمز" عن عرض قدمته الصين للعراق لمساعدته على هزيمة تنظيم "
داعش" الإرهابي من خلال دعم الغارات الجوية، ولكنها اشترطت أن تكون هذه المساعدات خارج التحالف الدولي وهو الامر الذى عبر عنه وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قائلا "العرض الصيني قدمه وزير الخارجية وانغ يي حينما التقينا في نيويورك خلال اجتماع الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في
سبتمبر ، ولقد رحبنا بهذه المبادرة وقلت له اننا مستعدون للتعامل مع التحالف ومع دول من خارج التحالف و إن نظيره الصيني أبلغه بأن أي مساعدات صينية ستكون خارج التحالف بقيادة الولايات المتحدة، لأن سياستها لا تسمح لها بالتورط في التحالف الدولي".
مما سبق نستطيع أن نؤكد على أن الصين بدأت بالفعل إدرك أهمية تواجدها في الأزمة السورية والعراقية وان تنظيم
داعش الارهابى واستقطابه للعديد من الصينيين بات يشكل خطر مباشر يدفعها الى التدخل ولكن على الطريق الصينية التى تعتمد على استخدام حق "الفيتو " فى الوقت الذى ترى فيه تهديدا لمصالحها فى الشرق الاوسط واستخدام السلاح ايضا فى حال تهديد هذه المصالح .