التقارير

في سنوية الشهيد السعيد حميد تقوي

6353 08:35:21 2015-12-27

((وَ لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۞ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)) صدق الله العلي العظيم.

والذي أستشهد في مدينة بلد التي تضم مرقد السيد محمد الملقب بـ(سبع الدجيل) إبن الامام علي الهادي عليه السلام.

أستشهد كما أستشهد أبي الفضل العباس عليه السلام برصاصة قناص داعشي كان متسلقا نخلة في أرض المعركة ، أصابته ووقع شهيدا مضرجا بدمائه وهو يؤدي واجبه كقائدا عسكريا وميدانيا لسرايا الخراساني في منطقة بلد القريبة من سامراء ، التي تضم مرقد الإمامين العسكريين عليهم السلام.

في ذكراه السنوية نستذكر شخصيته الأخلاقية وتواضعه وزهده وإيمانه وتهجده المستمر في الليالي وخلوته مع الله سبحانه وتعالى حتى عند إحتدام المعارك وإشتباك الأسنة حيث كان دائم الصوم ودائم الإستمرار على صلاة الليل ، كما كان قائدا عسكريا شجاعا يتمنى الشهادة ويعشقها ولا يهاب الموت حتى رزقه الله الشهادة وشرفه بها كما شرف بها من قبل والده وأخيه في جبهات القتال ضد الباطل البعثي الصدامي.

في ذكراه نحن مدعوين لاقتفاء أثر الشهيد وطريقه ونهجه للدفاع عن محور المقاومة والعتبات المقدسة فهو كالعميد الشهيد محمد علی الله دادي وجهاد مغنية وبقة شهداء القنيطرة الذين إمتزجت دمائهم حيث إمتزج الدم اللبناني والايراني في سوريا ، وإمزج الدم العراقي والدم الايراني في العراق من أجل الدفاع عن مراقد أهل البيت وإجتثاث جذور الارهاب الأنغلوامريكي الصهيوني وعملائهم الدواعش وحلفائهم من أيتام صدام المقبور

 السابع والعشرين من كانون الأول  هذا العام هو الذكرى السنوية للعميد الشهيد السعيد السيد حميد تقوي فر مسقط رأسه في كوت عبد الله وقرية “أبودبس” جنوب مدينة أهواز في محافظة خوزستان الإيرانية

اللواء الحاج السيد حميد تقوي فر أحد كبار قادة حرس الثورة الإسلامية في إيران ومن المناضلين والمجاهدين ضد الظلم والإستبداد الشاهنشاهي منذ نعومة أظفاره. إنه النموذج الرسالي للقرن الواحد والعشرين وبمثابة أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث كان مثالا للإنسان العابد والزاهد والمتواضع ، وكان دائم العبادة والتهجد والصيام طوال العام ، فهو إبن الشهيد وأخ الشهيد.

الشهيد الحاج حميد تقوي فر كان عاشقا للإمام الخميني ونهجه وخطه ورسالته في الحياة ، كما كان عاشقا لقائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي ومتمسكا بخط ونهج ولاية الفقيه وسعى دائما أن لا يحيد عن هذا الطريق وعن هذا الخط قيد أنمله ،وكان يعتقد إعتقادا راسخا بأن موفقية نظام الجمهورية الإسلامية تتمثل في التمسك بخط الولاية والسير بخطى مستقيمة وراسخة تحت بيرق الولاية الربانية لأهل البيت عليهم السلام وولاية الفقيه.

في عام 1980م ومنذ بداية تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية والبدء بتأسيس حرس الثورة الإسلامية كان من النواة الأولى الذين ساهموا بتأسيس حرس الثورة في محافظة خوزستان ومدينة الأهواز ، وبعد أن بدأت الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية من قبل نظام البعث البائد وصدام المقبور بالنيابة عن الإستكبار العالمي وعملائه من الأنظمة الخليجية المستبدة، كان من المقاتلين الأوائل الذين شاركوا في صد العدوان البعثي الصهيوأمريكي وقد أستشهد والده وأخوه في تلك الحرب المفروضة ، وبقي الحاج حميد تقوي يواصل مسيرته وطريقه في حرس الثورة حتى النهاية إلى أن ختم حياته بالشهادة وفاز بالدرجات العلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

لقد كان العميد تقوي يتمنى الشهادة وينتظرها بفارغ من الصبر بعد أن ودع والده وأخيه شهيدا وبعد أن ودع عشرات الآلاف من رفاق دربه في ميادين الحرب المفروضة ، وإستمر في عمله ونضاله وجهاده للحفاظ على نظام الجمهورية الإسلامية بإقتدار تام وعزيمة راسخة ، إلى أن تقاعد عن عمله في حرس الثورة ليسافر إلى مسقط رأسه في قرية “أبودبس” في منطقة كوت عبد الله إحدى بلدات مدينة الأهواز بمحافظة خوزستان ويمارس مهنة الزراعة ولكنه كان يطلب من والدته ومن أهالي قريته بأن يدعون له بالفوز بالشهادة وأن لا يموت على الفراش بسبب مرض السكر أو الضغط أو أي مرض آخر ، وإنما كان يعشق الشهادة.

 

منذ بداية الغزو الأمريكي للعراق وإحتلاله وإسقاط النظام البعثي الصدامي كان العميد تقوي يؤدي واجبه في مقاومة الإحتلال الأمريكي مع رفاق دربه في حركة المقاومة الإسلامية العراقية

وخلال أكثر من 10 أعوام إلتزم الإعداد لإنشاء سرايا الخراساني لمقاومة الإحتلال الأمريكي ومقاومة بقايا أيتام البعث البائد، وبعد أن قامت قوى التكفير والإرهاب الداعشية الوهابية الصهيونية بتهديد مقام السيدة العقيلة زينب عليها السلام في دمشق أمر العميد تقوي سرايا الخراساني بالتوجه إلى سوريا والدفاع عن حرم العقيلة زينب لكي لا تسبى مرة أخرى، وقد قدمت في دفاعها عن مقام العقيلة الهاشمية زينب الكبرى عشرات من الشهداء والجرحى.

عندما قامت القوى التكفيرية الظلامية الداعشية وحلفائهم من بقايا وأيتام النظام البعثي الصدامي المقبور بإحتلال المحافظات الغربية للعراق بما فيها الموصل والرمادي وديالى وغيرها وقاموا بتهديد مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء وسائر العتبات المقدسة في العراق ، فإنه وجه بعض قوات سرايا الخراساني بالعودة وتنظيم صفوفها وإعدادها لتحرير المناطق المحتلة من قبل هذه الزمر الإرهابية وحلفائهم البعثيين الصداميين ، فشارك في قيادة هذه السرايا وقوات الحشد الشعبي في تحرير جرف الصخر التي تعرف اليوم بـ “جرف النصر” ، وشارك في تحرير منطقة آمرلي وجلولاء ومناطق من ديالى ، وبعدها عقد العزم لتحرير منطقة بلد وأطراف سامراء من القوى الداعشية البعثية ، حيث كانت هذه المنطقة والتي تضم مرقد السيد محمد إبن الإمام علي الهادي عليه السلام تتعرض يوما لصواريخ وهجوم مسلح من قبل الدواعش ويقتل يوميا العشرات من أبناء هذه المدينة ، وتهدد هذه الزمر الإرهابية مرقد سبع الدجيل ومدينة سامراء.

بشهادته الدامية خسرت الساحة العربية والإسلامية في العراق ولبنان والبحرين واليمن وسائر البلدان العربية والإسلامية أحد أبرز قادة الجهاد والنضال ضد الإستكبار العالمي والشيطان الأكبر أمريكا والصهيونية.

لقد شارك العميد تقوي قوى المقاومة الشعبية في العراق الجهاد والمقاومة ضد الإحتلال الأمريكي بعد سقوط الصنم صدام في العراق، وكان مطلوبا من قبل الأمريكان وكانوا يطلقون عليه الجنرال سليماني الثاني، وقد تم إعتقاله مرة في العراق على يد القوات الأمريكية ولكنهم لم يتعرفوا عليه ومن ثم تم إطلاق سراحه بوساطة أحد الشخصيات الإسلامية العراقية ، وبعدما عرف الأمريكان بذلك فقد أعلنوا بأنهم خسروا صيدا ثمينا.

إن العميد تقوي كان مثالا للإنسان القائد الرسالي المتدين المتواضع الزاهد والعابد والمتهجد، وكان يتمنى الشهادة وكان ينتظر بدء المعركة لكي ينال الشهادة ، وعندما يتأخر موعد الهجوم والمعركة في أحد القواطع والمحاور أيام الحرب البعثية المفروضة على إيران فإنه يبدي عدم إرتياحه ويقول لرفاقه وقادة المعركة لماذا تأخرون وقت شهادتي ليوم آخر؟؟!!. كان دائم الإبتسامة وكان ينتظر الشهادة بفارغ من الصبر لكي يلتحق بشهداء دربه وشهداء كربلاء ويلتحق بوالده وأخيه في الجنة عند جده رسول الله وجدته فاطمة الزهراء وجده أمير المؤمنين والإمام الحسن المجتبى وجده سيد الشهداء الإمام الحسين وسائر الأئمة المعصومين عليهم السلام.

لقد كان الشهيد السيد حميد تقوي فر يتمتع بروحية فدائية رسالية ثورية حسينية كصحابة الرسول الأعظم وجده الإمام علي بن أبي طالب وجده سيد الشهداء الإمام الحسين عليهما السلام ، وكانت كل حركاته وسكناته وقيامه وقعوده مليئة بالإخلاص والتقوى ، فكان زاهدا عابدا قائما ومصليا وصائما وشجاعا كجده أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في المعارك وجبهات القتال ، وكان لا يأبه بوابل المطر من الرصاص والقصف المدفعي والصاروخي الذي يأتيه مباشرة وهو في منطقة بلد، ولم يكن ليتحرك من مكانه وإنما ينزل رأسه شيئا والإبتسامة تملأ فمه ووجناته لأنه كان ينتظر الشهادة بفارغ الصبر ليلتحق مع والده وأخيه في جنان الخلد مع جدهم رسول الله والأئمة المعصومين الأطهار عليهم السلام.

من صفات اللواء العميد الحاج حميد تقوي أنه كان نعم الصديق المخلص لرفاقه وصادق الكلام والوعد في حياته النضالية التي إمتدت لأكثر من 40 عاما من عمره الشريف والمبارك ، وكان يمقت الغيبة والنميمة ويمقت مجالس اللهو واللعب ومجالس البطالين ، وكان مثابرا على الخدمة لدينه وقيمه ومبادئه وكان يؤدي مسئولياته الدينية والرسالية والعسكرية بإخلاص وأمانة ، وكان يذلل كل الصعاب من أجل تحقيق أهداف الثورة ، فكان نعم المسئول والقائد في نظام الجمهورية الإسلامية الذي كان يؤدي واجباته على أحسن وجه وكان يتمنى الشهادة ويعشقها حتى رزقه الله وسام الشهادة وهو في عمر الــ 61 عاما ، فأصبح شهيدا مدافعا عن حرم أجداده الطاهرين في سامراء و”الشهداء أمراء أهل الجنة”.

 

في عام 1983م أستشهد والده في عمليات خيبر ، ومن ثم في عام 1984م أستشهد أخيه في عمليات الفاو داخل العراق ، وكان العميد تقوي ومنذ اليوم الذي تم تشييع والده وإلى اليوم الذي أستشهد في منطقة “بلد” في العراق كان يقضي لياليه والأسحار بالدعاء والصلاة والمناجات طالبا ومتمنيا للشهادة ، ولذلك فالأمة الإسلامية والعالم الإسلامي والشعب الإيراني والعراقي قد إفتقدوا شخصية رسالية ثورية عسكرية شجاعة لا يمكن أن تعوض بسهولة.

 

بعد شهادته عرف أقرب المقربين منه ومن رفاق عمله بأنه وعلى إمتداد أكثر من ثلاثين عاما كان دائم الصوم والتهجد والعبادة والدعاء والتضرع وكان يصوم أكثر أيام السنة ولم يشارك رفاقه في مقر عمله في سفرة الطعام متذرعا بأنه ليس بجوعان ، فكان لا يحب أن يطلع عليه أحد من رفاقه وزملائه بأنه صائما.

على المناضلين والمجاهدين في حركات المقاومة في العراق واليمن وسوريا ولبنان وغزة والضفة الغربية والأراضي المحتلة وسائر البلاد الإسلامية والعالم أن يدرسوا شخصية اللواء الحاج السيد حميد تقوي فر لكي تكون حياته وتاريخ نضاله وجهاده ضد الإستكبار العالمي وعملائهم من البعثيين الصداميين والزمر الإرهابية الداعشية لهم نبراسا ودروسا وعبرا يحتذوا به في جهادهم ومقاومتهم ضد القوى الظلامية الداعشية وضد الكيان الصهيوني والإحتلال الأنغلوأمريكي في البلاد الإسلامية.

((وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا)).

لقد سلك الشهيد تقوي طريقه إلى النهاية على خط الأنبياء والأئمة المعصومين (ع) وعلى طريق الأنبياء والرسل والأئمة المعصومين وعلى طريق نهضة وثورة جده سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وخط ولاية الفقيه خاتما حياته بالشهادة الدامية كما والده وأخيه مدافعا عن العتبات المقدسة من دنس العابثين الدواعش وحلفائهم البعثيين الصداميين ، فقد أراد اللواء تقوي الآخرة وسعى لها سعيها بإيمان راسخ فكان سعيه مشكورا

 ((يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {32} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)).

((«يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)).

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك