دخلت القوات العراقية، المجمع الحكومي وسط الرمادي بعد أسابيع من محاصرته. وقدرت السلطات المحلية نسبة الدمار في المدينة بنحو 80% نتيجة معارك استمرت لأكثر من شهرين.
وفجر داعش قبل انسحابه اغلب المباني الحكومية والمنازل العائدة للاهالي، في حين لم يعد هناك أي جسر صالح للعمل في المدينة.
وعلى أمل ان تبدأ الدوائر البلدية والخدمية برفع الانقاض وإعادة الحياة تدريجيا الى المدينة، التي سقطت في أيار الماضي بيد داعش.
وتستعد ثلاث لجان قريبة من الرمادي لاستقبال النازحين تمهيدا لاعادتهم الى منازلهم.
بقايا داعش في الانفاق
وقال العميد يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، "تحررت مدينة الرمادي ورفعت القوات المسلحة، من رجال جهاز مكافحة الارهاب الابطال العلم العراقي فوق المجمع الحكومي بالانبار بمساندة 11 تشكيلا عسكريا".
ويؤكد إبراهيم العوسج، عضو مجلس قضاء الرمادي، ان "الجيش حرر اغلب احياء المدينة"، مشيرا الى ان "95% من الرمادي أصبحت تحت سيطرة القوات العراقية".
ويرجح العوسج، "وجود بعض الجيوب التابعة لداعش في بعض المناطق التي دخلها الجيش"، متوقعاً أن يكون هناك انتحاريون يختبئون في الأنفاق أو في بعض المنازل.
وكان الفريق عبدالغني الاسدي، رئيس جهاز مكافحة الارهاب، نفى إمتلاكه احصائية محددة لاعداد المسلحين في الرمادي عازيا ذلك الى استخدامهم شبكة انفاق سرية للتنقل بين الاحياء والمنازل.
ولازالت القوات المشتركة لم تدخل منطقة الثيلة القريبة من المجمع الحكومي الذي يضم الدوائر الحكومية ومقر الشرطة.
ويقول العوسج "منطقة الثيلة يتوقع ان تكون فارغة من المسلحين"، مؤكدا إن "داعش هرب خلال اليومين الماضيين الى الفلوجة بعد خسارته وسط الرمادي".
وبحسب مصادر أمنية مطلعة، فان داعش لازال يحظى بحضور في مناطق الثيلة، والعزيزية، والسجارية، والصوفية، والبوعيثة والمناطق المحيطة بها.
وحررت القوات المشتركة مناطق الحوز، الارامل، الضباط، واحياء العادل، الاندلس، البكر، المعلمين، والشرطة وحي الملعب ومنطقة الورار.
هذا وشرعت قوات قيادة عمليات الأنبار، في المحور الشمالي، بإزالة الألغام التي زرعها التنظيم على الطريق الرابط بين البوفراج وجسر الجزيرة المحاذي لنهر الفرات.
ويقول قائمقام الرمادي السابق ان "السكان في أحياء وسط الرمادي رفعوا الرايات البيضاء لتمييزهم عن المسلحين".
وكان مراقبون قدروا خروج نحو 400 عائلة من الرمادي خلال الاسابيع الماضية، فيما كان داعش يحرص على استخدامهم كدروع بشرية.
وأظهرت تسجيلات بثت على مواقع التواصل الاجتماعي الاسبوع الماضي تجمع العشرات من سكان الرمادي حول اليات الجيش للاحتفال بتحرير مناطق غرب المدينة.
وعجل عبور القوات المشتركة نهر الورار بفقدان المسلحين قدرتهم على المقاومة. وقال بيان الجيش "بعد ان عبرنا الجسر العائم من التأميم الى الحميرة الذي صنع بجهود الهندسة العسكرية ببناء جسر على نهر الورار تمكنا من بعدها تحرير حي البكر والحوز والضباط الثانية محطمين غطرسة الدواعش".
ثلاث لجان بانتظار النازحين
في هذه الاثناء، تستعد سلطات الرمادي المحلية لاستقبال النازحين من المدينة بتشكيل ثلاث لجان حكومية. ويحتل نازحو الانبار ثلث أعداد نازحي العراق الذين تجاوز عددهم 3.2 مليون نازح بحسب آخر الاحصائيات.
ويقول العوسج "هناك لجان في مجمع الوفاء القريب من عامرية الفلوجة، وآخر في الخالدية، ووثالث قرب معبر بزيبز لاستقبال النازحين من بغداد والخالدية والمناطق الاخرى تمهيدا لإعادتهم الى الديار".
وتتوقف عودة السكان على سرعة إعادة الحياة الى مدينة الرمادي. ويقول المسؤول المحلي "ستدخل اليوم الثلاثاء الدوائر البلدية لرفع الانقاض وإعادة بعض الخدمات الى المدينة".
ونقلت قناة "العراقية" لقطات مباشرة من المجمع الحكومي، أظهرت مقاتلين من قوات مكافحة الارهاب يطلقون الاهازيج في باحة المجمع الحكومي، احتفالاً بتحرير المدينة، بينما بدت أثار الدمار في انحاء المكان.
الرمادي "مدينة انقاض"
ويصف عذال الفهداوي، عضو مجلس محافظة الانبار، وضع المدينة بعد تحريرها بـ"المدمرة".
وقدر الفهداوي، نسبة الدمار بنحو 80%، مؤكدا إن أغلب المباني الحكومية قد تهدمت جراء العمليات العسكرية.
وفجر مسلحو داعش قبل هروبهم من مدينة الرمادي أغلب الدوائر الحكومية الواقعة وسط المدينة. كما تضرر مبنى مجلس المحافظة وديوان المحافظة وقيادة الشرطة بشكل كبير.
ويؤكد الفهداوي ان "عددا كبيرا من منازل المدنيين قد فجرت بالكامل، فيما الاخرى تعرضت لقذائف وصواريخ".
وكان التنظيم فجر، في وقت مبكر من سيطرته على الرمادي في أيار الماضي، منازل اعضاء الاحزاب السياسية والمرشحين السابقين للانتخابات والمنتسبين في الاجهزة الامنية، فضلا عن مضافات العشائر.
وكشف عضو مجلس محافظة الانبار عن "قيام داعش بتفجير أغلب الجسور"، مشيرا الى أن "ما تبقى من الجسور لم يعد صالحا للاستخدام". وأشار الى أضرار كبيرة لحقت بالبنى التحتية من شبكات الكهرباء والماء والمجاري.
العشائر: لن نفرط بالنصر
في غضون ذلك يقول رافع عبدالكريم الفهداوي، زعيم قبيلة البوفهد في الرمادي، ان "ترتيبات لما بعد مرحلة داعش قد بدأت في وقت مبكر قبل تحرير المدينة".
ويؤكد الفهداوي، في تصريح صحفي ، ان "المتطوعين من الحشد الشعبي في الانبار سيعملون على إعادة النازحين الى الرمادي".
ويرفض القيادي العشائري السماح بعودة أعضاء داعش مرة اخرى الى المدينة، لكنه يقول ايضا "نحن لانريد الانتقام، لكننا لن نفرط بالنصر الصعب الذي تحقق في الرمادي ونبحث عن السلام".
ويسعى مجلس العشائر المنتفضة ضد داعش، الذي شكل العام الماضي لمساندة القوات العراقية، لاعلان ميثاق بين العشائر المختلفة في الانبار، شبيه لما حدث في صلاح الدين للحفاظ على المدن من السقوط مرة أخرى بيد المسلحين.
وقام مجلس العشائر بوضع قوائم تضم مئات الاسماء عن شخصيات متورطة وداعمة للمسلحين في الانبار. ونشر المجلس، مطلع العام الحالي، قائمة تضم 50 إسماً عن شخصيات منتمية لداعش في الانبار، بينهم سلمان عزيز أحمد النوفل، مدير مخابرات في النظام السابق، فضلا عن أسماء اخرى لموظفين في الصحة والكمارك ومعلمين وأساتذة جامعات.
https://telegram.me/buratha