مصطفى معرفة الحبوبي
يعد العراق منذ قديم الزمان في طليعة الدول التي تميزت بالعلم والمعرفة, لما له من فضل في وضع اساس التدوين والقراءة, التي لها الفضل الاكبر في حفظ النصوص من نظريات وأصاطير وروايات وشعر, حيث اول من اكتشف التدوين هم السومريون الذين سكنوا جنوب وادي الرافدين, ومن بعدها اخذت الكتابة تشمل جميع نواحي الحياة, فلولاه لما عرفنا تاريخنا ولا حضارتنا العريقة.
لكل عراقي هناك وسام على صدره يحمله حيث ما ذهب, وهو تاريخه العريق الحافل بالاكتشافات والمليء بالعلم والمعرفة, فإذا سؤول عن أصله لا يذكر سوى انه عراقي صاحب حضارة عريقة, ويبدأ يكلمهم عن تاريخه لان حاضره مخزي, عجيب لمذا تغير كل شيء فأحفاد مخترعي الكتابة في عصر التطور يعانون من وباء الامية؟!! نحن علمنا الناس كيف يكون لهم تاريخ والان يسودنا الجهل, فماذا سنترك لأحفادنا ياترى؟ هل سنترك لهم تاريخ يتباهون به مثل ما نتباها نحن الان؟.
لمذا فشل التعليم بالعراق؟! ماهي الاسباب التي جعلت المسئولين ينشغلون عن الاهتمام بالتعليم؟! ان من اسباب قيام الدولة واساس بناءها هو وجود نظام تعليم صحيح, متبع بدقة يتم على اثره انشاء جيل واعي مثقف يعتمد عليه في بناء ركائز المجتمع والسعي في تطويره.
هذا اذا كانت الدولة تعمل عمل صحيح, لكن اذا كانت منشغلة في نزاعاتها السياسية, والسعي وراء السلطة غير مبالية بمصير العراق, ستكون نتيجتها جيل فاشل على جميع النواحي أي لايمتلك ثقافة, لايمتلك هدف, ليس لديه روية صحيحة وبالتالي ستكون الدولة اشبه بدولة البطيخ.
الكثير من الدراسات أثبتت أن الإنسان العراقي هو أذكى إنسان على وجه الأرض, لذا نجد إن اغلب المستشفيات بالخارج إدارتها وكادرها من العراقيين, بل إن بريطانية لا تخلوا اي مؤسسة من مؤسساتها من وجود شخص عراقي, أما مدير لها او واحد من أعضائها هذا يعني ان السبب ليس بالشعب العراقي.
اذا قلنا ان الحكومة الفاسدة ليس لها ذنب في انحدار مستوى التعليم وتدنيه, إذا السبب يعود مثلا الى الأساتذة ولِمَ لا يكون هم المذنبون, لكن هؤلاء هم عراقيين وسبق وان ذكرنا إن العراقي أذكى إنسان على وجه الأرض, إضافة إلى إن الجميع يلاحظ مدى اهتمام الأساتذة بطلابها, ومدى إصرارهم على إيصال الفكرة رغم قلة الأدوات المساعدة للطالب على كسب المعلومة.
من أهم الأسباب التي أدت إلى فشل التعليم بالعراق هو تبديل المناهج الدراسية باستمرار, وضعف الوضع الاجتماعي والمادي لدى الكثير من الطلاب لكثر الأيتام بسبب الحروب, مما يضطرهم الى ترك التعليم والاتجاه نحو الأعمال الحرة لسد حاجة الأسرة ماديا.
ليس هذه الأسباب فقط بل هناك أسباب كثيرة معروفة من قبل الدولة, والأمر المدهش ان الدولة واقفة مكتوفة الأيدي, وكأنها ضمن خطة خبيثة لتدمير الأجيال القادمة والحاضرة معرفيا.
فلا بد من وقفة حازمة من قبل أبناء الشعب لوضع حد لهذه المهزلة وإنهائها قبل أن يكون الأوان قد فات, على الأقل ليكون لنا انجاز يفتخرون به أجيالنا القادمة ولبناء عراق يستحق حمل تاريخ مثل تاريخ حضارة وادي الرافدين.
https://telegram.me/buratha