مديحة الربيعي
لم يكن المشهد السياسي في المنطقة العربية قبل سنوات واضح تماما, كما هو اليوم فأبعاد الصورة أكتملت, والحقيقة تتحدث عن نفسها, وصار القاصي والداني يدرك أن قادة العالم العربي ينقسمون الى معسكرين, يندرج ضمن المعسكر الأول كل عربي مقاوم, ويندرج ضمن المعسكر الثاني دمى, تحركها أيادي اللاعبين بالشرق الأوسط الجديد, ممن يعبر عنهم العرب المتصهينين, أو صهاينة العرب.
مشروع الشرق الأوسط الجديد والذي طال الحديث عنه, من أول أهدافه أعلان الكيان الصهيوني دولة, وأن تكون القدس عاصمة لدولة أسرائيل, وقبل أن يحصل كل هذا هناك أشواط يجب أن يقطعها المخططون, كما أن هناك أدوات يجب أن تنفذ المشروع بحذافيره, وكما مخطط له.
من ضمن المحطات الأولى القضاء على الجيوش الثلاثة, في المنطقة العربية التي تهدد أمن أسرائيل, الجيش العراقي, والمصري والسوري, ثم تبدأ الخطوة التالية القضاء على المقاومة اللبنانية.
المقبور زهران علوش, وكبير قطيع الكلاب أبو بكر البغدادي, وكل حمير المرحلة مجرد أدوات لتنفيذ هذا المخطط, وصهاينة العرب يمولون ويتأمرون, أنطلاقا من حرصهم على مواقعهم, بصفتهم أجراء لدى سادة البيت الأبيض.
تلك هي الحقيقية التي أفصح عنها الرئيس الليبي السابق, معمر القذافي عندما القى خطابه الأخير في الجامعة العربية, وهو يخاطب قادة العرب, بعد أن أقدمت أمريكا على التخلص من صدام حسين, قائلاً " أمريكا جابتكم وستتخلص منكم , بعد أن تنهي مهامها", فأجابه حاكم السعودية السابق, عبد العزيز " وأنت مين جابك"؟
هذا الحوار البسيط يكشف أن المنطقة العربية, يحكمها مجرد أجراء, وربما مشهد بعض قادة العرب, وهم يبكون على صدام حسين, بعد أن تخلصت منه أمريكا لأن دوره أنتهى, رغم أن الطائرات أنطلقت من بلدانهم, التي تحولت لقواعد امريكية ساهمت بشكل مباشر في الاجهاز عليه, هي خير دليل على أنهم مجرد أجراء مجبورين, على أداء ما يطلب منهم!
أتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي أوباما, ورئيس قطر السابق كانت نتيجته التنحي عن السلطة, ليحل أبنه بدلا منهم, لأن دور الوالد أنتهى ببساطة, فما كان منه الا أن يلبي رغبة سادة البيت الأبيض, ويتنحى عن السلطة بمنتهى السهولة!
أستهداف الشهيد سمير القنطار, وأعدام الشيخ النمر جزء من خدمة ضرب المقاومة الذي يقدمه العرب الصهاينة, لقادة البيت الأبيض.
آل سعور كان لهم الدور الأكبر, في أغتيال الشهيد القنطار, عن طريق تقديم المعلومات لإسرائيل من خلال أذنابهم في سوريا, واليوم يكملون ما بدأوه بإعدام الشيخ النمر, لم يفكروا أن صدام حسين قدم خدمة لأمريكا, بأغتيال الشهيد الصدر الأول, ومن بعده أولاده وأحفاده, فما كان من أمريكا الا أن تخلصت منه, بعد أن أنتهى دوره, وأداور ال سعور توشك أن تنتهي.
دم عربي يراق ومقصلة عبرية تسمى ال سعود, تستهدف رموز المقاومة, وكل وجه من وجوه الحياة الآمنة, وما يحصل في العراق من أستهداف للشعب العراقي, بمختلف أطيافه, من مسيحين وصابئة وآيزيدين, ومسلمين سنة وشيعة, على يد ما يسمى بداعش, تلك البذرة الشيطانية, الي نمت وترعرعت برعاية سعودية ومباركة قطرية وتأييد بعض أذنابهم في المنطقة العربية, تؤكد أن الشرق الأوسط الجديد, حلم يهودي يحرص المتصهينين العرب على تنفيذه بدقة.
https://telegram.me/buratha