علي فضل الله الزبيدي
لقد ضرب الإرهاب أنحاء المعمورة، فهو أعمى لا يمييز بين أبيض أو أسود، ولا بين صغير أو كبير، فالكل لديه سواسية، إلا الذي يقوده، قد يكون مستثنى من بطشه! إن هذا الأمر، أصبح الشغل الشاغل لكل المجتمعات الإنسانية، فهو فايروس قاتل، ما حل في مكان إلا عاث فيه فسادا، ورغم هذا الخطر الكبير، الذي يسببه وجود هذه الآفة، إلا إن هنالك غش وتدليس، من قبل المنظمات الأممية، في التعامل مع هذا الملف الخطير، فإزدواجية القرارات الأممية جلية وواضحة، مع موضوعة الإرهاب ومن يرعاه، لذلك نراه قد تمدد، وعلى مساحات كبيرة، وخصوصا"في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
الغريب في هذا الأمر، هو تعدد تعريفات الإرهاب، لذا أستغل هذا الأمر، من قبل الراعين للإرهاب، حيث إن تلك التعاريف الفضفاضة للإرهاب، جعلت من الحركات الإجرامية المسلحة، حركات شرعية للمقاومة، لإسقاط أنظمة سياسية، لإن تلك الأنظمة السياسية، لاتتفق وسياسة الغرب، ورغم ذلك نستطيع أن نحدد مرتكزات الإرهاب، حيث إن العصابات الإجرامية، تبنى على فكر متطرف، يؤسس لذلك من خلال الأدلجة الدينة، كأصحاب الحركات السلفية الوهابية، ثم يأتي المال فهو الوسيلة التي عن طريقها، يتم تجنيد الموارد البشرية، وتهئية الأمور اللوجستية، لتنفيذ المخططات الإرهابية.
علينا أن نعرف شئ نحن دول العالم الثالث، إن حرب الإرهاب، هي إستعمار جديد، حيث إن الغرض منه، جعل المجموعات الإرهابية، أداة لإستنزاف قوى الشعوب المراد السيطرة عليها، ومن ثم إتخاذ وجود تلك المجاميع الإجرامية، ذريعة لدخول أراضي الدول، التي يتواجد عليها داعش، وبالتالي هي حرب بالوكالة تقع منفعتها للغرب، حيث إن داعش، هو الوكيل للسياسة الغربية، التي أنتجته ليكون عصا" تلوح بها، لكل الذين يبتعدون عن نهج الغرب وسياساته، وأحداث العراق وسوريا، خير دليل على ذلك، فلقد إستطاعت أمريكا وبالتعاون مع العديد من دول المنطقة، أن تزرع غدة سرطانية إسمها داعش.
إن خيار الحرب العسكرية مع داعش، هو غاية الغرب وطموحهم، لما لذلك الخيار، من أبعاد تدميرية لشعوب المنطقة، لذا أصبح من المفروض، البحث عن حلول وقائية، ترتكز تلك الحلول على الجهد الدبلوماسي، الذي من خلاله نستطيع أن نحجم، دور تلك المجاميع التكفيرية، وأنا أعتقد إن منظومة الإرهاب، قائمة على عدة مرتكزات أساسية هي:
1ـفعالية الفكر المتطرف والعقيدة التكفيرية، وغالبا" ما يكون مصدره السعودية وجمع من مفتيها.
2ـ المال الإرهابي والذي تقف وراءه دول ومؤسسات تعمل على توفير رؤوس الأموال، لإدامة زخم العمليات الإرهابية.
3ـ القنوات والبرامج الطائفية، التي تعمل على تأجيج النعرة الطائفية، وسياستها واضحة قائمة على تكفير الطرف الثاني.
4ـ الموارد البشرية التي يتم تجنيدها من الدول الفقيرة للعلم والمال.
5ـ الممرات الأمنة التي توفرها دول عديدة، لإنتقال العصابات التكفرية، إلى مناطق النزاع الطائفي.
نحتاج كدولة وقع شعبها ضحية للمطية داعش، إلى جهد دبلوماسي دقيق، يتوازى مع الجهد الأمني والعسكري لقواتنا الأمنية، فإذا ما نجحنا، في إثبات الدول والمؤسسات، التي تقف وراء تهيئة الأمور الخمسة، التي أشرت إليها في سالف مقالي، فنحن سوف نستطيع، أن ننهي وجود داعش على أراضينا، ومطالبة تلك الدول بتعويض العراق، عن جميع الأضرار التي لحقت بالشعب العراقي، وكما فعل مع العراق، عند دخوله الكويت عام 1990، ولا يكون ذلك، إلا من خلال التعاون مع دول كبرى، تحارب الإرهاب فعلا"، وتلك الدول تعلم إن الإرهاب، يراد في يوم ما توجيه بوصلته لأراضيهم، كالصين وروسيا وبعض الدول الأوربية.
https://telegram.me/buratha