[القاعدة العسكرية التركية في قطر.. وانعكاساتها على المنطقة]
كتب الباحثان "Olivier Decottignies" و"Soner Cagaptay" مقالة نشرت على موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى، تناولا فيه الاتفاق التركي - القطري على إنشاء قاعدة عسكرية تركية جديدة في قطر، المُعلن عنه في شهر كانون الأول الماضي.
وبحسب المقال، فإن هذا الاتفاق يدل على استعداد حلفاء واشنطن في حلف "الناتو" للانخراط بمنطقة الخليج بشكل أحادي، ويسلط الضوء على اتفاقيات شراكة بين دول الخليج الصغيرة والغنية، مع دولٍ أطلسية تتمتع بجيوش قوية. ويعود ذلك، وفقاً للمقال، بشكل كبير الى التصدي لايران "الصاعدة".
ورأى المقال أن قطر تدين بوجودها الى العلاقة الخاصة التي أنشأتها مع الامبراطورية العثمانية أواخر القرن التاسع عشر، موضحاً أن وجود الجيش العثماني في قطر استمر حتى انهيار الامبراطورية في الحرب العالمية الأولى، أكثر من أي إمارة خليجية أخرى.
كما تناول المقال رؤية سياسية مشتركة بين البلدين (قطر وتركيا) حيال الشرق الأوسط، والتي عززتها العلاقات الثنائية، حيث يدعم البلدان الحركات الاسلامية ذاتها في دول مثل مصر وسوريا. ويلفت الى أن "أنقرة والدوحة يجريان حالياً محادثات حول اتفاقية لوضع القوات التركية على الأراضي القطرية، ما يؤسس لتواجد عسكري تركي طويل الامد، وستشمل الاتفاقية هذه على الارجح بنداً ينص على ضرورة تدخل أيّ من الدولتين لصالح الأخرى في حال تعرضت إحداهما لهجوم عسكري، وهذا سيجعل قطر إحدى الدول ذات العلاقة المميزة مع أنقرة، إذ لدى تركيا اتفاقيات مماثلة مع شريكين آخرين اثنين فقط، وهما: قبرص الشمالية وآذربيجان".
وفيما أوضح المقال أن "القاعدة العسكرية التركية الجديدة ستعزز استقلالية قطر عن السعودية"، حذّر من أن "تعزيز التواجد التركي في الخليج يعني المزيد من الانكشاف، خاصة على ضوء التوتر الصاعد بين السعودية وايران والذي تتخذ في ظله تركيا موقفاً اكثر انحيازاً للرياض، وعليه ستكون القوات التركية المتمركزة في القاعدة الجديدة في قطر في مرمى قدرات ايران الصاروخية"، معتبراً أن "طهران ستعتبر القاعدة التركية الجديدة بقطر خطوة عدائية، وكذلك إشارة على اصطفاف تركيا مع الملكيات الخليجية السنية. كما أن المؤشرات على تطبيع انقرة العلاقات مع "اسرائيل" لن تساعد على تحسين المناخ بين تركيا وايران".
https://telegram.me/buratha