زيدون النبهاني
لستُ أراه بالطبع مِثلما يرى نفسه، لكني أعتقده الأفضل مِن بينَ الوزراء، أحاديث والدي القديمة التي ورثها من أجدادي، مَن مشى مُلتصقاً بحائط الخوف.. آمن حديث الناس!
منطقي جِداً أن تجِد عدو؛ يصُب كلَ جهده لكي تفشل، وليسَ مقبولاً ذاك الأمر على المُعارضة، فمن المفروض إنها داعمة للتصحيح، مُبتعدة عن التسقيط والتلفيق.
السؤال؛ هَل سمعتم يوماً بحكومة تحاول افشال وزراءها؟!
هذا ما حَدثَ فعلياً في العِراق، مُنذُ عام ألفين وستة والحُكومة تمتهن التسقيط، ظاهرة دخيلة على النُظم الدولية في ادارة الدول، على الأقل "حصلنا" براءة أختراع للحكومة العراقية..
أتذكرون معي مصرف الزوية؟! ذاكَ الذي سرقه عادل عبد المهدي، روجَّت لهُ الحُكومة، فيما كذبها المختصون بالتحقيقات!
اللواء عبد الكريم خلف الناطق بأسم الداخلية وقتها، كذّب الموضوع جملةً وتفصيلا، بل ذهب الى اكثر من ذلك، حين قال ان السيد عبد المهدي؛ تعاونَ كثيراً من اجل القبض على المجرمين، وإن هناك شخصية نافذة حاولت دفعي لالصاق التُهمة به، رفضتُ أنا فكانت النتيجة احالتي على التقاعد!
قبل السيد عبد المهدي، كانت مُنحة التسقيط من نصيب المرحوم الجلبي، مصرف البتراء وعمالته للأمريكان، تُهمة السرقة التي نفاها في وقتٍ سابق، الملك حسين بن طلال ملك الأردن بنفسه!
كذلك؛ ابراهيم بَحر العلوم، الخبير النفطي الأشهر في العراق، أخذَ نصيبه مِن مُنح التسقيط الحكومي، فأبعدوه عن المشهد، وأكتفوا بشخصيات مهزوزة عقلياً.
مما ذُكرَ في أعلاه؛ يتضح جلياً تفسير حادثتين مهمتين، رافقت السيد باقر الزبيدي، ملجأ الجادرية والدريل، والخطوط الجوية وسوء الإدارة، هذه الأسماء جميعاً تشترك في نقطة هامة، هي مُنافسة دولة الرئيس على الكُرسي، كما يشتركون بميزة أهم، أنهم لا يطرحون أنفسهم بديلاً، بل هناك ظروف تجعلهم الأقرب لتخليص العِراق من العبث، الفساد، سوء الإدارة وانحلال الأمن.
عِندما يكون التفكير سجين الشهوات، تأتي القرارات والأجراءات "عارية"، يصبح المضمون خاوياً، ما يتسبب بكثير من الأزمات، سياسية وأمنية.
هذا ما حصلَ بالضبط، تَخيل معي حكومة فيها هذه الأسماء، كُلٌ في موقعه المُناسب، رئيسها يدعم ويساند، هل كنا سنصل إلى هذا الحال المُزري؟!
الجلبي عقلية أقتصادية فذة، وعادل عبد المهدي رجل دولة بأمتياز، أما القطاع النفطي العالمي فيبجل أبراهيم بحر العلوم، والزبيدي الناجح الأول في قائمة وزراء بعد ٢٠٠٣.
هُم ليسوا اول وجبة ولا الأخيرة، أستهدفها رأس الحكومة المريض بالكرسي، سنان الشبيبي ومظهر محمد صالح، البنك المركزي والمؤسسات، مُدراء ناجحون ووزراء أكفاء، رؤساء جامعات ومدراء مستشفيات، كُلهم أستلموا بفخر حصصهم من التسقيط، هُم باقون في ذاكرة الإنصاف، وهو نتذكره بسبايكر والموصل والدماء، التي سالت في كل صوب.
https://telegram.me/buratha