وليد كريم الناصري..
حرامي يحلف المبيوگ .. والمبيوگ يتعذر من الباگه.
أهزوجة جنوبية، نقاوة وبساطة مفرداتها، بعيداَ عن التكلف، جعلها تجسد مؤتمر البرلمانات الإسلامية، المنعقد في بغداد بوضوح، لا حاجة لروتين الكلام الممل، الذي ملأ مسامع المؤتمرين، وأذهب عنهم غفوتهم، أمام شاشات التلفاز، في الوقت الذي قتل فيه ( الجبوري)، شبح التقشف كونه مؤتمراً، وأنقذ العراق من سطوة البلدان الداعمة للإرهاب كونه وطني ، يبقى السؤال يجوب أزقة السياسة.
هل سيبعث العراق من جديد؟؟ وكيف ستكون صورة البعث القادم؟.
رائداً كان العراق؟! هل سيادته عذراء لم يطمثها محتل؟ وأفلت من امريكا وسياستها؟ هل حدوده مغلقة، لم تعبث بها دول الجوار؟ ولم تتدخل بريطانيا وأمريكا، بترسيم حدود سياسته، هيبته؛ هل أخرست العرب وحقارتهم بترسانة خامس جيش بالعالم؟ أخرجوه من إيران ليقتلوه بالكويت،هل تنعم شعبه بكرامة العيش؟ وضمنت حقوق كل الطوائف، هل مارس كل مذهب طقوسه بما يعتقد؟ شعارات الوحدة والحرية، كانتا حاضرتين بلا تطبيق؟، هل الطائفية جعلت الأب يشي بأبنه، والأخ بأخيه؟ لكي يعدم، لأنه ترك الخدمة العسكرية.
سطوة حاكم متجبر، تفرد في قراره ليتخذه في بيت راحته، في حين ينتظره مستشاريه، للإدلاء بأراءهم المكممة في القصور الفارهه، سلطة أهتمت (بالشُعَب)، ولم تعي دور (الشَعَب)، في الوقت الذي يحفر للأساس الذي تبنى عليه معالم البلد، على نهر دجلة والفرات، تحفر مقابر جماعية للشعب، توضع فيها جثث الأبرياء، لتكون أساس المملكة الدموية، التي بناها البعثيين لأنفسهم، وليأتي اليوم من يأتي، ويصرح بأنه مؤتمراً، وصاحب ضيافة، من أجل إستعادة هيبة العراق، وريادته بين الدول.
خمسين دولة إسلامية، يأتمرون في بغداد نهاية الشهر الاول لعام 2016، للخروج بنتيجة ليس لإيقاف الإرهاب ، بل لإيجاد الحلول في كيفية إيقاف أنفسهم، عن دعم الارهاب بالعراق والمنطقة، من لا يعي دور السعودية وقطر، والإمارات والبحرين، ومصر والأردن، بدعم الجماعات المسلحة الارهابية، في سوريا والعراق، من لا يعرف دور فتوى التضليل القاتلة والمنحرفة، التي يصدرها علماء مكة والمدينة والأزهر.
بغداد؛ لم تعد بحاجة الى تلك المؤتمرات، بقدر ماهي تحتاج وقفة جادة، من سيادة رئاسة المؤتمر في قطع العلاقات المصيرية، التي تربطه وغيره بالدول المنتجة والمصدرة للإرهاب، ما يشهده وضع البلد الأقتصادي، وما يعانيه من تقشف، لا يسمح أن ترصد الحكومة العراقية، لهذا المؤتمر مبلغ يتراوح بين (6 و7)، مليارات دينار أي( 6 ملايين دولار أمريكي)، في حين إن القوات الأمنية، والحشد التطوعي، في أشد الحاجة الى هذه المبالغ، تصرف في توفير الطعام والسلاح لهم .
رئة (أصحاب الضيافة) برئاسة المؤتمر، تطأها أنفاس تعيد للبعث رائحتهم بالبلد، العلم الذي أعترفت به دول العالم، في محافل العراق ، وتمثيله الدبلوماسي، يتلاشى أمام هذا المؤتمر، ليعيد الى الأذهان أن العراق مازال بعثياً، هل هذا ما أنتجه السياسيين في محاربة الإرهاب؟ هل يريدون أن يوصلوا لنا رسالة، أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب الا بالبعث، سواء كان البعث يمثل الإرهاب فنصالحه، ونتقاسمه الحكم، أو إنه سوف يتحمل تلك الحرب بالنيابة عنا.
(السارق والمسروق) لم يعدا غائبين كالسابق، الى اليوم يجلس (المسروق) في مكانه، تحت حرارة شمس الأجندة الخارجية، إذ لا يقوى أن يتلفظ بكلمات، يتعرف بها على هوية (السارق) ، وقد تكون الأسباب بإرتباط طائفي أو لحماية مكون، إذا ما غادر قفص المصلحة الشخصية.
وأخيراَ؛ ولكي تتحقق فرصة القضاء على الإرهاب في العراق، لابد من ترجمة هذه المؤتمرات، الى لغة صحيحة، عبر قاموس المصلحة الوطنية المشتركة، والتي تتيح لنا تشخيص وحظر الإرهاب، ومنع الاتصال به كلياً، وقطع كل ما يمت الى حواضنه بصله، وبهذا وصلنا الى نصف الطريق، وإذا ما توحدنا لموقف واحد، يشيع ثقافة الحس الوطني بيننا، تحت قيادة سليمة لايشوبها التحزب والتفرد،ودون التخندق بأقصاء الشريك القوي، حتما سنكمل ما تبقى من ذلك الطريق، نحو التخلص من الأرهاب.
https://telegram.me/buratha