في الاول من شباط / فبراير من كل عام تطلق ايران الاحتفالات بذكرى انتصار ثورتها الاسلامية، فيما تستعرض انجازاتها على مختلف الصعد وخاصة تلك التي جعلت منها مركز ثقل اقليمي ودولي.
سبعة وثلاثون عاما هي الاعوام التي خاضتها ايران الثورة معترك بناء الدولة الحديثة في ضوء القيم الدينية لتخرج موفورة الوفاض رغم الضغوط والتهديدات والحروب والاغتيالات التي وقفت وراءها قوى عالمية عبر استخدام قوى اقليمية كاداة لتحقيقها.
اخر هذه الانجازات هو انهاء الغرب اجراءات حظره على ايران وانفتاحه عليها باتفاقيات اقتصادية غير مسبوقة وبتعزيز دورها في تسوية الازمات الاقليمية، وذلك بعد الاتفاق النووي الذي ابرمته هذه الدول.
ويرى المختصون ان هذا المنحى تتويج لما انجزته ايران الثورة في جميع المجالات الدفاعية والعلمية والتكنولوجية وصولا الى ثقة شعوب المنطقة بدور ايران وقدرتها على مواجهة تحديدات واخطار كالارهاب.
القدرات العسكرية الرادعة التي بنتها ايران اعتمادا على طاقاتها الداخلية واستلهاما من قيم ثورتها الشعبية والدينية اصبحت مثار اعجاب من قبل اصدقائها ومثار قلق لدى القوى المعادية لها، ولاسيما تعزيزها لمنظومة صواريخها البالستية.
ووراء هذه القدرات الدفاعية نمو علمي وصناعي مبهر في المجالات التي تتنافس بها القوى الكبرى في العالم كانتاج دورة الوقود النووي ومن بينها تخصيب اليورانيوم للاستخدامات الطبية بنسبة عشرين في المئة.
كما ان الفضاء الذي لا تنشط فيه سوى دول قلائل في العالم، حققت ايران انجازات كبيرة فيه في مقدمتها ارسال اقمار صناعية وبعثات فضائية بكائنات حية واعادتها الى الارض من جديد.
انجازاتها العلمية دخلت معترك الطب حيث انتاج الخلايا الجذعية الدخيلة في علاج امراض جينية ومستعصية الى جانب اجراء عمليات استنساخ ناجحة.
وفي صناعات النانو التي تتميز بها القوى الصناعية الكبرى في العالم حظيت ايران برتب كبيرة فيه ايضا.
اهمية هذه الانجازات تتضاعف كونها تحققت في ظل حظر شامل تعرضت له، ومن ثم اقنعت القوى الغربية بعدم جدوى اجراءاتها.
انجاز اخر على صعيد قدراتها الناعمة حققته ايران انطلاقا من ثلاثية الثورة والدين والجماهير الحاضرة في كل مراحل المواجهة والتصدي والبناء، وهي التي جعلت من ايران الثورة ملهمة لشعوب المنطقة في التحرر والمقاومة كما اصبح نظامها السياسي الذي يمزج بين المنحيين الديني والديمقراطي، احد ابرز منافسي النظام الليبرالي في العالم.
ويظل خطاب الوحدة الاسلامية التي التزمت بها ايران رغم محاولات اقليمية ودولية لاستدراجها الى صراعات مذهبية اهم عنصر في قدرتها الناعمة، والتي تمكنت ايضا من فضح مشاريع الفتنة التي تقف وراءها دول واطراف تمثل منابع للفكر التكفيري والمتطرف فضلا عن دعمها للجماعات الارهابية التي تبشر بالقتل والدمار.
https://telegram.me/buratha