في محاورة طريفة, كما نقلها أحد الأصدقاء, سأله صديق له, عن سبب عدم وجود, مقدم برامج يعتمد التهريج, أو كما قال له حرفيا "يكمز", في قناة الفرات, فأجابه بطريقة تهكمية, القناة إعلامية إخبارية, فمن قال لك أنها قفص للقرود؟
الجواب كان طريفا, لكنه أثار تساؤلا مهما جدا, عن القنوات الفضائية, والواقع الإعلامي ككل, في العراق بعد سقوط نظام البعث, فقد إنتشرت برامج ظاهرها, نقل وتوضيح ومعايشة, هموم الناس ومشاكل, وما يعانونه من ظلم, وتقصير في تقديم الخدمات, وفضح ومحاربة الفساد, وخصوصا لدى الساسة.. لكن باطنها شيء أخر.
كل تلك "الشعارات", هي صحيحة وممتازة, من حيث ظاهرها, ولكن هل يجب أن يكون أسلوب هذه البرامج, سوقيا ورقيعا, ويعتمد أسوء أنواع الشتائم والألفاظ التي لا تليق؟! والتهريج والإستخفاف, وإستخدام دمى حيوانات, توصف بالغباء كالحمار مثلا؟!
هل يصح أن يكون طلب الحق, بإستخدام أدوات باطلة؟!
معروف أن الفضائيات لها التأثير الأكبر, من بين أدوات الأعلام, على الجمهور المتلقي والمجتمع, ومن الواضح أيضا, أن كل القنوات الفضائية, تتبع لجهات سياسية أو غيرها, وتلك القنوات تتبنى منهجا معينا, يسير تبعا لرغبات تلك الجهات, أو من يدعمها ويمولها.. فهل أن تلك البرامج, وإعتماد طريقة الإسفاف والتهريج, هو جزء من توجه تلك الجهة, مالكة القناة؟
الجمهور بشكل عام, يتأثر ويردد ويكرر, ما يراه في برامج الفضائيات, ويستخدم أحيانا كلمات, أو كما يسمى "قفشات أو لازمة", بعض الشخصيات فيها, فهل أن الإسفاف, ونشر ثقافة التهريج وتسفيه المتلقي, هو هدف تلك القنوات؟! هل هي ثقافة جديدة يزرعها هؤلاء في مجتمعنا؟! وهل ينقص مجتمعنا الأمراض لنزيدها؟!
من الواضح أن هؤلاء, إما يبحثون عن شهرة, ولا يفهمون عواقب أفعالهم, فهم أغبياء تماما, أو هم جزء من مخطط كبير, لتدمير المجتمع العراقي, وإضافة أفة جديدة إليه, تحقق مأربا يسعون إليها على المدى البعيد.
قد يتصور ساذج, أن اللصوص والسراق, لا يليق بهم, إلا أن يتم مخاطبتهم, بهذه الطريقة.. لكن هل يظن هؤلاء, أن الفاسد يهتم أن شتم؟! هو ترك مخافة ربه, ولم يهتم بعواقب القانون.. يهتم لشتيمة؟! أوليس الطريق القانوني, أكثر ردعا؟
تلك الأساليب تفيد الفاسدين, ولن تضرهم, ولو إفترضنا أنها حسنة النية.. فهل هناك من حسن نية, في تهريج, ضد جهة أو شخصية, وترك أخرى, عليها ألف دليل ودليل؟!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha