د. عبد الحي زلوم
ديمقراطية فارغة
اثناء تنصيب الرئيس كلينتون قال احد كبار سياسي واشنطن : ” تتغير الوجوه في البيت الابيض . أما القابضون على الحكم من وراء ستار منهم ثابتون لا يتغيرون .” انهم مافيا المال العالمي الذين يضعون برامج المرشحين للرئاسة والمناصب العامة ويمولوا حملاتهم الانتخابية .
وماذا عن مرشحي الرئاسية لسنة 2016
دعنا نرى كيف يصف مرشحو الرئاسة الامريكية بعضهم بعضاً وكيف وصفهم دونالد ترامب ( والذي سنقوم بكشف علاقته مع المانيا أيضاً في هذا المقال .)
وصف ترامب المرشح كروز :” أنه رجل شرير لا يحبه أحد وانه أبله ينام في احضان وول ستريت ” . كما وصف منافسه في الحزب الجمهوري جب بوش : ” إنه سخيف ومثير للشفقة ” . وقال عن هيلاري كلينتون : ” انها تكذب دائماً ” . ووصف المرشح ساندرز ” انه كارثة”. لكن مجلة ناشونال ريفيو وصفت ترامب نفسه بانه ” إنتهازي وأناني وفارغ”.
أصحاب النظام الرأسمالي الامريكي من مافيا المال والاعلام والتكتل الصناعي العسكري استقرؤا الرأي العام من جماهير الشعب الامريكي المغلوب على امره كبقية شعوب العالم من فئة الواحد بالمئة القابضة على الحكم والمال ومفاصل السلطة . فرشحوا اثنين على طرف نقيض : دونالد ترامب الذي يحتوي بأقواله العنصرية من فئة اليمين المتطرف . و بيرني ساندرز لفئة الناقمين على النظام الرأسمالي والذي يهاجمه ساندرز مدعياً أنه اشتراكي . فمن هو ترامب ومن هو ساندرز ؟
ترامب والمافيا واليهودي ساندرز!
الاستاذة في جامعة كولومبيا البروفيسور بلير Blair كتبت كتاباً عن ال ترامب عنوانه : The Trumps: Three Generations That Built an Empire وخلاصة قولها أن جده فردريك ترامب كون ثروته بواسطة بيت دعارة افتتحه في محيط مناجم الذهب الكندية والذي كان داخل فندق ومطعم وبار يتردد عليه ممن وجدوا الذهب . كتبت الاستاذة بلير ” كان اكثر الربح يأتي من المشروب والجنس“. واعطت مثالاً للدعاية التي كان ينشرها الجد ترامب :” هناك غرف مخصصة للسيدات وبها موازين لمن يحب أن يدفع بالذهب .” : توفي الجد فريدريك ترامب في نيويورك بعد ان بدأ العمل في مجالات العقار سنة 1918 واستلم العمل والد دونالد ترامب الذي طور تلك الشركة الى امبراطورية امريكية للعقارات ثم طورها ابنة دونالد ترامب لتصبح عالمية المجال .
اذا كان الجد قد كوّن ثروته من الدعارة ،فقد مشى الحفيد دونالد على خطاه حيث زاد من الثروة بإنشاء كازونيهات القمار وما صاحبها من جنس وكذلك بالعمل مع المافيا . في تقرير بتاريخ 31/7/2015 لــCNN بعنوان : دونالد ترامب والمافيا جاء فيه : ” إن امبراطورية دونالد ترامب البرّاقه من ناطحات سحاب في نيويورك وكازينوهات قمار في اتلانتك سيتي كان لها دائماً جهة سوداء وهي اتهامه بان المافيا هي التي ساعدته في بناءهم ” واضافت ال CNN” :” إن التهم عن علاقة ترامب بعائلات المافيا في نيويورك وفيلادلفيا ترجع الى عقود عديدة وتم تكرارها في الكتب والجرائد وفي سجلات الحكومة وإن هذه العلاقة بدأت مع والده: وعند اتصال CNN بدونالد ترامب رفض الادلاء بأي تصريح .
إن امثال هؤلاء الحثالة من الدجالين الفاسدين المفسدين التافهين هم من يتم ايصالهم الى رئاسة اقوى دولة في التاريخ ، فهم ليسوا اكثر من احجار شطرنج يقومون بتنفيذ برامج من اوصلوهم الى الحكم . ومن المعلوم أن ابنة دونالد ترامب المدعوة IVANKA قد اعلنت سنة 2009 بانها قد اعتنقت اليهودية .
ومن هو بيرني ساندرز
رشح اصحاب النظام المالي والاعلامي والتكتل الصناعي العسكري دونالد ترامب ليُسخر اليمين المتطرف . ورشحوا بيرني ساندرز ليسخر الناقمين على النظام الرأسمالي مدعياً أنه اشتراكي الهوى ، وذلك لجذب الجماهير المغفلة التي سحقها النظام وأخرجها من بيوتها في أزمة 2008 وهو يقول قولاً جميلاً وهو قول حق ارادوا به باطل . ألم يكن شعار حملة الانتخابات لأوباما هي المطالبة بالتغيير ؟ لكن يبدو ان كلام الانتخابات يمحوها الوصول الى السلطة .
للمرة الاولى في تاريخ الولايات المتحدة يتجرأ اصحاب النظام الرأسمالي من مافيا وول ستريت والاعلام بترشيح يهودي لمنصب الرئاسة يعترف بيهوديته جهارا نهارا.ً اما من اين جاء صاحبنا بيرني ساندرز باشتراكيته ؟ كشفت جريدة هارتس الاسبوع الماضي أن ساندرز تطوع في مستعمرة ( كيبوتز) اسمه مشمار هاعيمكم في شمال فلسطين في سنة 1963 . اللافت هنا ان اصحاب النظام الرأسمالي من مافيا المال والاعلام والمنظمات السرية وشبه السرية التي تحكم الولايات المتحدة قد اصبحت على ثقة الان أن ترشيح يهودي للرئاسة اصبح امراً مقبولاً ، وبواسطة ساندرز فهم يُطْبقون على اليمين وعلى اليسار . كان ترشيح يهودي لنائب الرئيس سابقاً امراً يتطلب الجرأة كما كان الحال لمرشح منصب نائب الرئيس مع آل غور. حتى ايام كلينتون كانت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت تتستر على يهوديتها بالديانة المسيحية الى ان كشفها ابن عم لها في احد المستوطنات اليهودية في فلسطين . إن الدعم الذي يلقاه ساندرز كونه اشتراكياً هو دلالة على ان التغيير من داخل الولايات المتحدة قد اصبح مطلباً . لذلك فتغير النظام العنصري الطفيلي الرأٍسمالي الامريكي آتٍ اجلاً ام عاجلاً وربما اجلاً فلماكنة غسيل الدماغ و فبركة الرأي العام حدود حينما يصل الظلم الى اساسيات الحياة .
وماذا عن هيلاري كلينتون .
كانت ادارة كلينتون من رأسها حتى قدميها ادارة يهودية صهيونية حيث ان شطحات الرئيس كلينتون كانت جميعها مع يهود . كانت عشيقته التي مارس الجنس معها في البيت الابيض يهودية . وكانت من احتفظت بتسجيلات واحاديث الغرام بين كلينتون وعشيقته يهودية ايضاً. وكانت Paula Jones التي رفعت ضده قضية التحرش يهودية ، وكان كاتب مذكراته Branch يهودي ، وزوجته كانت سكرتيرة هيلاري كلينتون . كان Morris مدير حملته يهودياً ، وكانت المناصب الكبرى في ادارته لليهود – مثل مدير CIA ، وزير المالية ، وزير الخارجية واكثر المناصب السيادة .
ابنة بل وهيلاري كلينتون الوحيدة تزوجت من اليهودي مارك ميزفينسكي ، وانجبت مؤخراً طفلة يهودية . وهكذا اصبحت هيلاري كلينتون ايضاً جدة ليهودية !
لا داعي ان نذكر أن من اكتشف باراك اوباما كانت استاذة يهودية في جامعة هارفارد ، عرّفته على ابوها وهو من كبار محركي الحزب الديمقراطي في شيكاغو ومن هناك اوصلوه الى رئاسة الولايات المتحدة .
افضل وصف للديمقراطية الامريكية التي تديرها المؤسسة الدائمة من مافيا المال والتكتل الصناعي العسكري هو ما كتبه الكاتب الامريكي وليم غريدر وهو مؤلف لعدة كتب ومساعد مدير تحرير سابق في صحيفة الواشنطن بوست في احد كتبه تحت عنوان “من الذي سيبلغ الناس″ Who Will Tell The People ، جاء فيه “ان الرسالة الصريحة التي يعلنها هذا الكتاب هي ان الديمقراطية الاميركية تعاني من المشاكل العميقة اكثر مما يود معظم الناس الاعتراف به . وخلف الوجه الزائف الذي يدعو الى الاطمئنان تم افـراغ معارك الانتخابات الاعتيادية والمعاني الجوهرية لضبط النفس من مضامينها . وما يقبع خلف الاطار او القشرة الرسمية هو تحطيم منظم للقيم المدنية والفضائل التي نسميها الديمقراطية”. واضاف “انه في اعلى المستويات من الحكم ، فإن سلطة اتخاذ القرار قد سحبت من ايدي الكثرة الى القلة” . وقال أوباما انه لا بد من خفض “التأثير المضر” للمال على الحياة السياسية الامريكية عبر تطوير قواعد لتجنب سيطرة “حفنة من العائلات والمصالح الخفية” على تمويل الانتخابات . الا ان منظمة روتسترايكرز التي تعمل من اجل تنظيم افضل للتمويل السياسي عبرت عن اسفها لان الرئيس الامريكي وبمعزل عن الخطاب السياسي، لم يتخذ اي “اجراء عملي” في هذا الشأن منذ توليه الرئاسة.
سأل صحفي الرئيس ريغان كيف يمكن لممثل مثلك من هوليود أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة . أجابه ريغان : سؤالك معكوس ويجب أن يكون : كيف يمكن لاي رئيس امريكي الا يكون ممثلاً ؟
هذا النظام وهؤلاء الاشخاص الذين يحكمون الولايات المتحدة والذي يرى فيهم مفاوضو اوسلو الابديون كوسطاء شرفاء ليحققوا على ايديهم الاستقلال والعدالة المنشودين ! وهؤلاء من يديروا نظاماً عالمياً مفترساً دموياً تعاني شعوبنا منه الويلات !
مستشار ومؤلف وباحث
https://telegram.me/buratha