زيدون النبهاني
ها قَد حدث ما كان متوقعاً؛ داعش تخرج عن سيطرة اردوغان، وهذا مصير مَن يربي الأفاعي في بيته، يحتضن كبارها ويُطعم صِغارها، متناسياً إن اللدغ هو غريزة الأفاعي!
ضَربةٌ أخرى تتعرض لها تُركيا، هَذه المرة مِن الداخل والخارج، فتنظيم داعش الذي تَستورده تُركيا من دول العالم، وتُصدره مِثلَ الفُستق لكل الأرض، باتَ المعول الأمضى، في هدم الإقتصاد التركي.
تُركيا خارج حسابات السياحة العالمية، والإيرانيون المُستهدف الأول، هَكذا صَرح تنظيم داعش عِبرَ "تويتر"، مُهددين بهجمات ستقضي على إحتفالات النوروز القادم، بِحجة "شيطانية" هذه التقاليد، والقصاص مِن أتباع الدولة "الصفوية".
النوروز التُركي القاتل، كَشفَ ضِعف التقديرات الأردوغانية، فهو صاحب نَظرية التجارة بالإرهابيين، وقع في فخ "التَفريخ"، فمن يأتي يتزاوج ويتناسل، ويَكون جزءاً مِن شَعب الدولة، التي أحتضنت فيما سَبق معتقداته المتطرفة.
لم يكن في حسابات اردوغان، إن تركيا ستكتوي بنارٍ أشعلها بِنفسه، فإحتضانه لداعش لحساب مشاريعه التوسعية، عادَ ليحاصر كُرسي حكمه، روسيا وطائرتها، مشاكل الغاز، التفجيرات و الحراك الكُردي، كُله نتيجة إنضام اردوغان لحلف دعم التَطرف، الذي تقوده السعودية.
اردوغان واجه التحديات الإقتصادية، بدعم مجالات السياحة، إلا إن داعش كان بالمِرصاد، وهدد خُطط الرئيس الداعم، فأزدهرت التفجيرات بدلاً من السياحة، وقضى على أخر فرصة "نوروز" لدعم الإقتصاد التركي.
الخلافات العقائدية تعود للواجهة، فبينَ تقارب تركي_إماراتي، تجد السعودية على الطرف الأخر، مهددةً بوليدها داعش، لِتوجع الليرة التُركية بالمعتاشين على ريالها، مؤكدةً إن الأظفر لا يَخرج من اللحم، وهذه رسالة مُبطنة لأردوغان، الذي جعلَ من تركيا فُندقاً، لعتاة الإرهاب العالمي.
داعش يُهدد الشعب الإيراني، يُدمر إقتصاد تُركيا، ويعود لأحضان المفتي السعودي، هذا الأخير الذي سيرتد عليه الأمر قريباً، فالأفعى سامة قاتلة، وإن غذيتها مِن نفطك!
https://telegram.me/buratha