يبدأ أحمد أبو الغيط عمله أمينا عاما لجامعة الدول العربية مطلع يوليو/تموز المقبل، وقد ورث العديد من الملفات العالقة والنزاعات في العالم العربي.
وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط يتولى منصبه الجديد خلفا لنبيل العربي، الذي تنتهي ولايته في آخر شهر يونيو/حزيران المقبل. وقد أتى الاختيار العربي لأبو الغيط بعد مشاورات ومداولات، استمرت أمس (10 03 2016) حتى التاسعة مساء، رغم أنه كان المرشح الوحيد للمنصب.
وفيما شددت الأمانة العامة للجامعة على ضرورة التوافق على اختيار الأمين الجديد من دون اللجوء إلى التصويت، فإن قطر أبدت اعتراضها على المرشح المصري، وطلبت تأجيل انتخابه شهرا، وأيدها السودان في طلبها؛ لكن وزراء مجلس التعاون الخليجي تدخلوا لإقناع الدوحة، ونجحوا في ذلك.
وبعيدا عن مخاض اختيار الأمين العام الجديد، فإننا نجد أن ميراثا ثقيلا ينتظره في ميدان العمل العربي، الذي يعيش مرحلة دقيقة، وبالغة الخطورة على مختلف الصعد.
فبعد مضي فترة، سادت فيها موجات ما سمي "الربيع العربي"، وأسقطت فيها الأنظمة، التي كانت مستقرة لعقود مضت في بلدان المنطقة، نجد أن جروحا ﻻ تزال تنزف في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، بينما يقبع لبنان من دون رئيس، منذ نحو عامين.
ثم.. وبين هذه الملفات والمهمات الثقال، نجد تعددا في وجهات النظر بين الدول العربية، التي منها من يحارب الإرهاب، ومنها من يموله خدمة لمآرب خاصة تارة، أو ﻷجندات خارجية تارة أخرى؛ ومع كل تلك الملفات، بقيت القضية الفلسطينية من دون أي تقدم يذكر.
وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي يرى أن الأمين العام الجديد للجامعة تنتظره مهمات صعبة، يجب أن يعد لها بشكل جيد، وأن يركز على تقديم حلول للمشكلات القائمة وبشكل عاجل، وأن يمارس دورا عربيا فاعلاً في حل الملفات العالقة في العالم العربي من دون الالتفات إلى صراعات الكتل العربية المختلفة.
وأشار العرابي إلى أن الجامعة العربية تعاني أزمة مالية حقيقية، إذ يبلغ إجمالي ميزانيتها 60 مليون دوﻻر، ﻻ تسدد الدول العربية سوى الثلث منها؛ فضلا عن تشابك الصراعات والتكتلات في ملفات المنطقة كافة.
العرابي أضاف أن المساعي القطرية لتعطيل فوز أبو الغيط بالمنصب كانت متوقعة، خاصة أنها سبق أن اعترضت على طرح اسمه منذ عدة أشهر، ساعية بذلك التحفظ لإعلان موقف محدد، والظهور في صورة الدولة المؤثرة في المشهد العربي.
وأوضح وزير الخارجية المصري الأسبق أن دعم السودان للاعتراض القطري في بداية اليوم جاء استكمالا للمناورة، التي تقوم بها الخرطوم ضد القاهرة في أزمة سد النهضة، وكذلك لرغبتها المسبقة في الدفع بمرشح آخر إلى المنصب.
مهمات جسام تنتظر اﻷمين العام الجديد لجامعة الدول العربية، والذي يسعى لدراستها بكل دقائقها وتفاصيلها قبل محاولة فك طلاسمها، وتحديد نقاط الصدام بين كل دولة عربية وأخرى فيها.
ويرى كثيرون أن المسألة معقدة، بحيث أن خبرته الدبلوماسية السابقة لن تكون عوناً كافياً له في تحقيق ما يتطلبه المنصب الجديد؛ فالأمر بحاجة إلى قدرات ومهارات كبيرة، للتمكن من تحقيق جزء ولو يسير من الأهداف المرجوة من هذه المؤسسة العربية.
إيهاب نافع
https://telegram.me/buratha