عدت أوساط اقتصادية عراقية، اليوم الخميس، تصدير العراق للغاز السائل "إنجازاً" برغم تأخر هذه الخطوة، وفيما بينت حاجة البلاد للغاز الجاف لتشغيل محطاته الكهربائية وعدم توفر بنى تحتية لإنتاجه، أكدوا هدر العراق أموالاً طائلة باستيراد الغاز الجاف وعدم بناء مصاف بطريقة الاستثمار.
وكانت وزارة النفط العراقية اعلنت في (20 من آذار 2016) تصدير أول شحنة من الغاز المكثف (السائل) من إنتاج شركة غاز البصرة عبر مرفأ تصدير الغاز في شركة غاز الجنوب، وفيما كشفت أن الشحنة بمعدل 10 آلاف متر مكعب وبواقع 7 آلاف طن، أكدت أن تصدير الغاز المكثف يتم من دون الحاجة إلى تعاقدات لوجود طلب على المادة.
وقال نائب رئيس لجنة النفط والطاقة النيابية علي معارج البهادلي في حديث الى (المدى برس)، إن "توقيت تصدير واستيراد أنواع من الغاز لم يأت من فراغ، فموضوع تصدير الغاز السائل جاء بعد جهود من قبل شركتي البصرة وشركة شل المؤتلفة معها".
وبيّن البهادلي أن "هذا الانجاز يسجل للعراق برغم تأخر هذه الخطوة، لكن في المقابل مازلنا نعاني من القطاع ذاته فنحن بحاجة الى نوع معين من الغاز وهو الجاف من اجل تشغيل محطاتنا الكهربائية وهذا النوع غير متوفر بشكل كبير في العراق فنضطر الى استيراده".
من جهته قال الخبير في الشؤون النفطية حمزة الجواهري في حديث الى (المدى برس)، ان "الغاز الذي يصدر هو غاز سائل (الأجزاء الثقيلة من الغاز)، والتي تكون على شكل سائل وهذا ما تقوم به شركة غاز البصرة مع شركة شل ومتسوبيشي"، مبيناً أن "الغاز الذي يأتي من إيران لتشغيل المحطات الغازية الكهربائية هو غاز جاف طبيعي فيه نسبة عالية من الميثان".
وتابع الجواهري إن "الغاز الجاف لا يمكن تصديره إلا من خلال طريقتين، الأولى هي عبر الأنابيب أو عبر تبريده إلى ما دون 162- درجة مئوية حتى يتحول إلى سائل ويمكن نقله عبر ناقلات خاصة بالبحر مثل ما تفعله الآن دولة قطر وهذه الخاصية غير موجودة لدينا".
وأوضح الجواهري أن "الغاز الذي نصدره ممكن استغلاله بشكل جيد بالمصافي وإنتاج البنزين عالي الأوكتين وهناك عمليات توسيع وتطوير بالمصافي إضافة إلى المصافي الجديدة التي تقام في محافظتي كربلاء وميسان"، لافتاً الى "إمكانية الاستفادة من هذا النوع من الغاز وتحويله الى بنزين عالي الاوكتين في حال اكتمال هذه المصافي الجديدة".
بدوره قال عضو لجنة النفط النيابية عواد العوادي في حديث الى (المدى برس)، إن "بإمكان العراق أن ينتج ما يقارب أكثر من 2000 مقمق وهذا الإنتاج يمكن أن يشغل كل المحطات الكهربائية الغازية"، لافتاً الى أن الانتاج العراقي حالياً يصل يومياً إلى 1100 مقمق"،
وبيّن العوادي أن "هناك هدراً كبيراً للغاز لكن بكل الأحوال فإن الاعتماد على محطات الغاز أفضل من الاعتماد على المحطات التي تعمل بزيت الغاز لأن الأخير يكون أغلى من الغاز الجاف".
وأضاف العوادي أن "لدى العراق اكتفاءً ذاتياً من الغاز السائل وبنفس الوقت لا توجد بنى تحتية لتصدير هذا الغاز، كون التصدير يكون بشكل بطيء جداً عبر الباخرة من الموانئ وليس عبر الأنابيب".
ولفت عضو لجنة الطاقة البرلمانية الى أن "العراق ضعيف بإنشاء المصافي عبر الاستثمار ونجد هناك استيراداً كبيراً للغاز وهذا يكلف العراق أموالاً كبيرة كان بإمكانه أن يستثمرها في الداخل".
https://telegram.me/buratha