التقارير

نقاط على الحروف/صنّاع الكراهية والنصر الموهوم

1509 06:20:51 2016-04-20

محمد محمود مرتضى 

«الحوثي على خطى الخميني» هذا هو عنوان مقالة كتبها  «هاني سالم مسهور» في صحيفة الجزيرة السعودية، سعى من خلالها إلى إجراء نوع من المقارنة بين السيد عبد الملك الحوثي والامام الخميني (قدس سره). ان النقطة التي تمحورت حولها المقالة في اجراء المقارنة هي وقف اطلاق النار الذي بدأ سريانه في العاشر من الشهر الحالي. معتبرا ان وقف اطلاق النار هذا هو بمثابة السم الذي سيتجرعه السيد الحوثي مقارنا ذلك بما قاله الامام الخميني قدس سره عام 1988 عندما اعلن موافقته على وقف اطلاق النار في الحرب التي فرضت على الجمهورية الاسلامية من قبل نظام صدام حسين العراقي حيث اعتبر الامام وقتها ان وقف اطلاق النار بمثابة تجرع السم.

ما يستوقفنا في مقالة الكاتب اعتباره ان هذا السم هو سم الهزيمة متناسيا ان الحرب قد بدأها صدام حسين بهدف اسقاط الثورة والجمهورية الاسلامية التي انبثقت عنها، تلك الحرب التي دعمتها اميركا وانظمة الخليج البائسة على رأسهم نظام آل سعود الذي انفق مليارات الدولارات في دعمه لصدام حسين، لكنها مليارات ما لبثت ان ارتدت على دافعيها عندما قام صدام حسين بغزواته اللاحقة ضد داعميه، فهل كان وقف اطلاق النار هزيمة لايران بالفعل او هو هزيمة لمشروع اسقاط الثورة الاسلامية الايرانية؟. وها نحن اليوم نشهد بزوغ ايران النووية والعلمية والعالمية، مقابل انظمة خليجية سعودية داعشية.

لعل اكثر ما اصاب به الكاتب في مقارنته هذه هو ان ما يحصل في اليمن يشابه الى حد كبير ما حصل في العدوان الصدامي على ايران. فالشعار الابرز لايران الثورة كان وما يزال هو محاربة الكيان الصهيوني الغاصب ودعم القضية الفلسطينية، وهو شعار حركة انصار الله بشكل خاص وعموم اهالي اليمن بشكل عام.

كما ان الحرب على اليمن وقبلها ايران كان الداعم والممول والعقل الشيطاني واحدًا، وأعني مملكة الظلام والفتن مملكة آل سعود. فلا غرابة ان تكون هذه المملكة التي تدمر اليمن وسوريا والعراق هي ذاتها التي شنت حربها بواسطة صدام حسين على ايران الثورة. ولا غرابة ان تقيم هذه المملكة مجالس النواح والعزاء وتتحسر على ايام صدام حسين، فغالبا ما يتحسر المجرمون على بعضهم البعض.

لكن الغريب ان يقول الكاتب ان السيد عبد الملك الحوثي يحمل كأساً "مملوءا بالسُم بل ويكاد يقترب أكثر من أي وقت مضى من شرب الرشفات الأولى ليعلن هزيمته ليس أمام «عاصفة الحزم»، وليس فقط أمام القرار السعودي الحاسم، بل أمام إرادة الشعب اليمني التي ترفض أن يكون اليمن محسوباً لتيارات ما يسمى المقاومة وأن يتم تصنيفه وفق التجاذبات الإقليمية، فالشعب اليمني يبقى عربياً منحازاً لعروبته متشبثاً بتلابيب الجزيرة العربية فهو جزء لا يتجزأ منها". نعم غريب هذا الكلام من كاتب ينتمي لمملكة يقوم ولي ولي عهدها محمد بن سلمان بمساع حثيثة لمنهزم يسعى لوقف اطلاق نار يظهره بمظهر المنتصر.

هذا دون ان ننسى وجه الاشتراك ايضا بين الحرب على اليمن والحرب على ايران لجهة استهداف المدنيين، هذا الاستهداف الذي كان قد طغى على حرب صدام والسعودية على ايران لا سيما في الاشهر الاخيرة من الحرب، دون ان يخرج عن هذا النطاق اسقاط الولايات المتحدة الاميركية للطائرة المدنية الايرانية. وفي المشهد اليمني نجد كيف ان المملكة لم تبق مدرسة او جامعة او مؤسسة تعليمية وتربوية واقتصادية، ولم تبق جسرا ولا مشفى ولا مصنعا الا ودمرته. هي نجحت في حربها بارجاع اليمن عشرات السنين الى الوراء، فلطالما برعت المملكة في ارجاع الناس الى عصور الجاهلية الاولى، الى حيث تعيش هي بملوكها وامرائها ودعاتها ووهابيتها البغيضة.

ربما افلحت المملكة في ارجاع اليمن الى تلك الحقبات، لكنه ارجاع من ناحية عمرانية فقط، لان الشعب اليمني شعب مثقف ومتعلم ومتمسك بحضارة العقل والعلم، ولا يمكن لعقول ظلامية وهابية ان ترجعه الى عصور خلت، ولا يمكن لعائلة بائدة مصيرها البوار ومزابل التاريخ ان تغيّر من طبيعة الشعب اليمني المتحفز للاستنارة دائما.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك