يبدو أن العلاقات السرية بين الكيان الاسرائيلي وبين المملكة العربية السعودية، ليست وليدة اليوم ولا أمس، ولا أمس الأول، بل هي علاقات قديمة جدا، وإن كانت بوساطة أمیركية بين الدولتين اللتين لا تقيمان بينهما علاقات دبلوماسية.
ونقلاً عن موقع رأي اليوم ففي خضم تغطية الإعلام الإسرائيلي لنقل السيادة على جزيرتي صنافر من مصر إلى السعودية، والتأكيد الإسرائيلي على أن الأمر تم بموافقة مسبقة من تل أبيب، عادت صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية إلى الأرشيف، قائلة إن نقل السيادة في الجزيرتين للمملكة العربية السعودية أعادت إلى أذهان الإسرائيليين، قيادة ومستوطنين، الدراما التي وقعت في العام 1981 بعد أن عبرت سفينة صواريخ إسرائيلية مضيق تيران في طريقها إلى إيلات (أم رشرش) في جنوب الاراضي الفلسطينية المحتلة، وجرفتها المياه نحو شواطئ المملكة العربية السعودية.
وساقت الصحيفة الاسرائيلية قائلة إن الواقعة بقيت سرية لفترة طويلة، بعد أن بقي قارب الصواريخ الإسرائيلي عالقاً في منطقة تعرف بحسب تل أبيب بأنها دولة معادية لإسرائيل. علاوة على ذلك، لفتت الصحيفة الاسرائيلية إلى أن عملية الإنقاذ استمرت 62 ساعة بالتعاون بين القوات الخاصة الإسرائيلية ونظيرتها السعودية، ووصفتها بأنها كانت عملية مثيرة ومعقدة.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الصحيفة الصهيونية أنه في أواخر (أيلول) سبتمبر من العام 1981 تمت عملية الإنقاذ التي أطلق عليها اسم "أولندي ماعوف" بنجاح، وظلت في سرية تامة لأكثر من 10 أيام عن وسائل الإعلام الإسرائيلية. كما أشارت الصحيفة إلى أن قارب الصواريخ الإسرائيلي كان في طريقه إلى إيلات، ونتيجة عطل فني جنح على الساحل السعودي من مضيق تيران.
ولفتت الصحيفة إلى أن سفينة الصواريخ وهي من طراز "ساعر INS" كانت قد بنيت بشكل خاص للقوات البحرية في فرنسا وتم تهريبها إلى إسرائيل في العام 1969 في ظل الحظر الفرنسي على بيع الأسلحة لإسرائيل بسبب الأوضاع في المنطقة والحرب بينها وبين مصر.
وتابعت الصحيفة قائلة إن سفينة الصواريخ المذكورة غادرت ميناء حيفا في 22 أيلول (سبتمبر) 1981، وكانت في طريقها إلى القاعدة البحرية في إيلات للصيانة، وعبرت ميناء أشدود (أسدود) وبورسعيد وقناة السويس إلى أن وصلت إلى مضيق تيران فى طريقها إلى إيلات، وفي صباح يوم 24 أيلول (سبتمبر)، تابعت الصحيفة، حدث عطل فني أدى لتعطيل أنظمة الرادار والملاحة وبسبب سوء تدريب الملاحين على متنها جنحت إلى أراضى المملكة العربية السعودية.
وقالت الصحيفة أيضا إن وزير الأمن الإسرائيلي في حينها آرييل شارون، قد أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بإنشاء لجنة تحقيق لفحص انحراف السفينة، وذلك بعد أن تمت عملية الإنقاذ بوساطة أمیركية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
جدير بالذكر أن السفينة التي كانت تقصف الأراضي اللبنانية، ونجح حزب الله في إغراقها في حرب لبنان الثانية بصيف العام 2006 هي من نفس الطراز، وربما تكون هي ذاتها التي أنقذتها السعودية.
https://telegram.me/buratha