بغداد (رويترز) - قال مسؤول عراقي بارز يوم الجمعة إن شركات النفط العالمية حذرت العراق من أن المشروعات التي تهدف إلى زيادة إنتاجه من الخام ستتأخر إذا أصرت الحكومة على تخفيضات كبيرة في الإنفاق هذا العام.
وتلعب شركات النفط التي تساعد العراق على تطوير حقوله النفطية الواسعة بفاعلية دورا مشابها لذلك الذي تلعبه شركات الخدمات النفطية من حيث أنه يتعين على تلك الشركات تحديد الإنفاق مع الحكومة كل سنة على أن يتلقوا مستحقاتهم بعد ذلك من النفط المنتج من الحقول القائمة بالفعل.
وكان ذلك النظام يسير بسلاسة عندما كانت أسعار الخام فوق 100 دولار للبرميل لكن منذ أن انهارت أسعار النفط إلى 40 دولارا للبرميل يواجه العراق صعوبة لإيجاد ما يكفي من الخام لسداد مستحقات الشركات عما نفذته من استثمارات.
ويعتمد العراق في كل إيراداته تقريبا على النفط كما ينفق بكثافة في حربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية في المحافظات الواقعة بشمال وغرب البلاد.
ومع تضرر وضع العراق المالي طالبت بغداد شركات النفط الأجنبية بتقليص ميزانياتها الخاصة بتطوير موارد البلاد النفطية للعام الثاني على التوالي لكن الطرفين لم يتوصلا حتى الآن إلى اتفاق بشأن مستويات الإنفاق.
وورد طلب الحكومة العراقية في خطابات من وزارة النفط اطلعت عليها رويترز وكانت موجهة إلى بي.بي ورويال داتش شل وإكسون موبيل وإيني ولوك أويل وبتروناس.
وقال المسؤول العراقي "لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن مع الشركات الأجنبية بشأن الميزانيات المقترحة.. وهذا يتسبب في تأخيرات في جميع مشروعات حقول النفط الرئيسية" مضيفا أن المباحثات مستمرة.
وتقول الحكومة أيضا إن أسعار السلع والخدمات هبطت هبوطا حادا مع تراجع السوق ومن ثم ينبغي خفض ما تحصل عليه شركات النفط.
لكن المسؤول قال إن بعض الشركات الأجنبية شكت من أن الميزانيات المقترحة قد تمنعها من مواصلة عمليات بالعراق. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل. وقال إن شركات بي.بي وشل ولوك أويل اعترضت بالفعل على ميزانيات الاستثمار المقترحة.
كان وزير النفط العراقي المنتهية ولايته عادل عبد المهدي قال في فبراير شباط إن ميزانية تكاليف عمليات التطوير التي تقوم بها شركات النفط الأجنبية قد عُدلت بالخفض إلى ما يزيد قليلا عن تسعة مليارات دولار في 2016 من 23 مليار دولار بعد مفاوضات معقدة.
وارتفع إنتاج العراق من الخام إلى مستوى قياسي بلغ 4.775 مليون برميل يوميا في يناير كانون الثاني 2016.
* أهداف الإنفاق والإنتاج
بحسب ملخص للمقترحات العراقية اطلعت عليه رويترز:
- طلب العراق من شركة بي.بي تخفيض ميزانيتها لسنة 2016 إلى 2.48 مليار دولار مع إنتاج مستهدف 1.4 مليون برميل يوميا من حقل الرميلة الذي تقوم بتشغيله. واقترحت بي.بي ميزانية بقيمة 3.25 مليار دولار لسنة 2015 لكن المبلغ الذي اتفقت عليه مع العراق ربما كان مختلفا
- من المتوقع أن تخفض لوك أويل إنفاقها إلى 1.26 مليار دولار وتسعى لإنتاج 400 ألف برميل يوميا من مشروع غرب القرنة-2. واقترحت الشركة الروسية ميزانية بقيمة 2.1 مليار دولار في 2015.
- من المتوقع أن تخفض إيني إنفاقها إلى 1.62 مليار دولار وتستهدف إنتاج 351 ألف برميل يوميا من حقل الزبير. وقالت الشركة الإيطالية في فبراير شباط إنها ستخفض إنفاقها العام 20 بالمئة هذا العام من دون تحديد حجم تخفيض الإنفاق في العراق.
- طلب العراق من إكسون موبيل تخفيض إنفاقها إلى 878 مليون دولار وتهدف الشركة لإنتاج 379 ألف برميل يوميا من مشروع غرب القرنة-1. وأصرت الشركة الأمريكية العام الماضي على إنفاق 1.8 مليار دولار.
- من المتوقع أن تخفض شركة شل إنفاقها إلى 855 مليون دولار وتهدف لإنتاج 200 ألف برميل يوميا من حقل مجنون. واقترحت الشركة العام الماضي ميزانية بقيمة 1.5 مليار دولار.
- من المتوقع أن تخفض بتروناس تكاليفها إلى 712 مليون دولار وتهدف لإنتاج 100 ألف برميل يوميا من حقل الغراف.
وانقسمت شركات النفط المذكورة ما بين رافضة للتعليق وأخرى قالت إنه ليس لديها تعليق على الفور.
https://telegram.me/buratha