إعداد: هيام الخياط
هي عقيلة المرحوم الدكتور عناد غزوان ولدت في بغداد عام 1937 م وفيها اكملت الدراسة والتحقت بكلية البنات (كلية التربية للبنات لاحقاً) / جامعة بغداد / عام 1958 م وتخرجت منها عام 1962 م نالت شهادة الماجستير في تاريخ الفن الإسلامي ـ جامعة (درهام) / بريطانيا / عام 1969م
استاذة (بروفيسورة) مادة تاريخ الفن الإسلامي في كلية الفنون الجميلة / قسم الفنون التشكيلية / جامعة بغداد / من عام 1970 ـ 2008 (حيث أحيلت الى التقاعد) ...
لها العديد من المؤلفات الأكاديمية في مجال تخصصها العلمي .. منها من إعتمدت ككتب منهجية في قسمها … من مؤلفاتها :
1ـ كتاب (تاريخ الفن العربي الإسلامي) / طُبع في جامعة بغداد / 1990 (كتاب منهجي لطلبة قسم الفنون التشكيلية)
2ـ كتاب (تاريخ الفن قبل الإسلام وبعده) / طُبع في جامعة بغداد/2001
(كتاب منهجي لطلبة قسم الفنون التشكيلية)
3ـ كتاب (الملائكة في التصوير الإسلامي) / بغداد / 2007
4 ـ كتاب (دراسات في الفن الإسلامي) / دمشق ـ دار علاء الدين للنشر / 2010
إضافة للكثير من البحوث العلمية المنشورة في مختلف المجلات الأكاديمية العلمية الرصينة…..
(رحلت إلى جوار ربها في 18 / 2 / 2015)
واختارت بلقيس محسن هادي ان تكون استاذة لتاريخ الفن الاسلامي رغم اشكالية هذا الموضوع، وانه من المحرمات عند بعض العلماء المسلمين، وهي في هذا الاختيار لم تلجأ الى الاعتماد على ما يتوافر من مصادر قليلة، وانما كتبت محاضراتها وبحوثها عن الفن الاسلامي بنفسها حيث تذكر في كتابها (الملائكة في التصوير الاسلامي) ما يميز كتابها عن المؤلفات المكتوبة عن هذا الموضوع. وما قدمت من اضافة واختلاف، ذلك ان المعنيين (بالفن الاسلامي كتبوا عن موقف الدين من التصوير وكان من بين العلماء من هو مؤيد وآخر معارض، ولكل رأيه واجتهاداته في تحريم وتحليل التصوير، الا ان هذا الفن تطور تطورا كبيرا خلال العصور الاسلامية المختلفة، ابتداء من العصر الاموي في القرن السابع الميلادي حيث نهاية القرن الثامن عشر الميلادي. وقد نال التصوير الديني حظا وفيرا فقد رسم المصورون رسوما وردت في قصص القرآن الكريم واخرى وردت في سرد الحوادث التاريخية والدينية فظهرت صور للانبياء والرسل تفنن المصور في رسمها مرة بملامح واخرى بدونها وثالثة بنقاب على الوجه وبهالات حول رؤوسهم، ورسمت الملائكة وفق ما ورد ذكرها في القرآن الكريم مصاحبة للانبياء او وفق ما انيط بها من اعمال ووظائف، وكان في قصة معراج الرسول الكريم (ص) مادة غنية لتصوير الملائكة باختلاف اشكالها ووظائفها، وقد ابدع الفنان المسلم في تصويرها واظهارها بالشكل اللائق بها.لم يخصص الباحثون دراسة تحليلية لرسوم الملائكة وانما كانت توصف ضمن سرد الحدث المرسوم، ففي كتاب عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات لزكريا القزويني يصف اشكال الملائكة وصفا دقيقاً، كذلك ملابسهم ووظائفهم وفقا لما جاء في الكتب السماوية، العهد القديم والعهد الجديد والقرآن الكريم، وهناك عرض موجز في بحث لصلاح المنجد عنوانه (الملائكة في تصوير الفنانين المسلمين) نشرته مجلة الهلال عام 1956 تحدث فيه عن رسوم الملائكة في نسخة عن مخطوط عجائب المخلوقات رسمت عام 1571 ميلادية مخطوطة في مكتبة رامبور بالهند، وتناول في هذا البحث اشكال الملائكة واوصافهم كما وردت في كتاب القزويني مشيرا الى مخطوطات اخرى بنفس العنوان رسمت في مدد محدودة ولكن من دون ان يتناول تلك الرسوم بالتحليل والدراسة. وفي كتاب (الملائكة حقيقتهم، صفاتهم الصادر في بيروت عام 1991 م كتب المؤلف احمد حسن الشيخ عن حقيقة الملائكة وصفاتهم ووظائفهم استنادا لما جاء في القرآن الكريم والكتب السماوية الاخرى، اما في كتاب ثروت عكاشة (التصوير الاسلامي الديني فقد جاء وصفه للملائكة من حيث اهميتها ووظيفتها واشكالها) وتأخذ الدكتورة بلقيس محسن هادي على الكتاب عدا عنايته بالتحليل، ويتضح من خلال ذلك ان هذا الكتاب (الملائكة في التصوير الاسلامي) في الوقت الذي يعبر عن احترام لكل رأي وموقف فأنه يحاول ان يقدم اضافة مهمة للكتب التي سبقته في تناول (الملائكة في التصوير الاسلامي)، كما انه يقدم الكثير من المصورات الملونة معززا ذلك بدراستها وتحليلها، وتندرج مواضيع الكتاب في العناوين الاتية: الملائكة في الكتب السماوية، العلامة بين الملائكة رمز مخطوطات القرن السابع الهجري مخطوطات القرن الثامن الهجري، صور الملائكة في مخطوطات القرن التاسع الهجري، صور الملائكة في مخطوطات القرن العاشر الهجري، صور الملائكة في مخطوطات القرن الحادي عشر الهجري، ولقد ادى اعتمادها على التسلسل التاريخي الى تحديد التطور الحاصل في تصوير الملائكة بين قرن وآخر، كما ان وجود التصوير في هذه القرون يدل على اهتمام المسلمين به، وضرورة استمرارهم، ويدل على سعة خيال الفنانين المسلمين، ذلك ان الملائكة يشكلون حالة محرجة للتصوير، لانهم من المخلوقات التي يمكن مشاهدتها، وتقديم صور واقعية عنها. ويكشف هذا الكتاب والمؤلفات الاخرى لبلقيس محسن هادي انها كانت في بحوثها ومحاضراتها تحاول ان تتجاوز السائد والمحرم ثقافيا وان تحفز طلبتها على ذلك خاصة وانها تعزز هذا التوجه بالتاريخ الاسلامي في مراحله المختلفة مؤكدة ان المسلمين مارسوا التصوير في مختلف المراحل، وقدموا انجازات مهمة في هذا المجال، وان علينا ان نواصل مسيرتهم بمزيد من الابداع.
رحلت بعد صراع طويل ومرير وقاسٍ مع المرض وقد خرج من معطفها الأكاديمي طوال تلك المدة الطويلة المئات من الأكاديميين والأساتذة التدريسيين في مختلف الكليات
https://telegram.me/buratha