وعلى الرغم من إن أقوى التنظيمات الإرهابية [طالبان]، تأسست في فترة رئاسة الديمقراطي الأمريكي "بيل كلينتون”، إلا أن بوادر الإعتماد على التنظيمات المتشددة، كانت موجودة بالفعل قبل ذلك بسنوات، ويمكن أن تكون نتيجة واقعية لنجاح "الجهاديين العرب” في أفغانستان.
ومع إن تنظيم القاعدة كان موجوداً أصلاً قبل طالبان، لكن ورقته الرابحة لم تُستخدم حتى اكتوبر عام ٢٠٠٠، بعد قصف تنظيم القاعدة في اليمن للمدمرة الأمريكية "يو أس أس كول”، حيث يعتبر الحادث الأكثر ضرراً بشرياً للأمريكيين، بمقتل سبعة عشر جندي، على العكس من تفجيرات نيروبي ١٩٩٨ التي كانَ ضحيتها المواطنين المحليين.
وقبلَ حادثة المدمرة الأمريكية؛ لم يكن لتنظيم القاعدة دور مؤثر في عالم الضغط، لا بتفجير فنادق عدن "موفنيك” و "جولدموهر”، ولا حتى في تفجير مركز التجارة العالمي عام ١٩٩٣، تلك العملية التي نفذها "رمزي يوسف” أحد معتنقي فكر القاعدة، لم يُحسب للتنظيم، بل لم يريدوا أن يحسبوه للتنظيم، والغاية معروفة، فقد كان موعد الإعلان لم يحن بعد.
أما حالياً؛ وبعد تقليص دور القاعدة، ظهر تنظيم داعش! تكملة حقيقية لسلسلة التنظيمات التكفيرية، وداعش معروفٌ بخواص يتميز عن سابقيه، فهو أكثر جرمية، واكثر إنتشاراً، وأيضاً أكثر نفوذاً، مايعني.. إننا لا نتعامل معَ تنظيم حديث الولادة، بل هو تنظيم ولدَ بولادة طالبان والقاعدة وجهاديي العرب.
كلينتون، بوش، أوباما.. هذه السلسلة من الرؤساء الذين خلفوا الحرب الباردة، وسيطروا على مقدرات الشعوب بتنظيمات "عميلة”، أبدعت أجهزة الإمن الأمريكية بإخراجها، خصوصاً معَ توفر الحاضنة [السعودية]، والدعم [البترول]، والأرضية [الفكر الوهابي المنحرف].
وكجزء من السياسة الأمريكية، التي غادرت الحروب العالمية، وحروب الإستنزاف الإقتصادي والباردة، جاءت الحرب بالمجاميع الإرهابية خطوة مكملة لسياسة الأمن القومي الأمريكي، وبالفعل نجحت في تحقيق الأهداف المرسومة لها، ولا يزال السؤال المهم بعد إعلان الولايات المتحدة الحرب على أبنها الثالث داعش، ماذا بعد داعش؟!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha