واثق الجابري
إجتمع وزراء دفاع 40 دولة في واشنطن؛ في ظل تطورات الأحداث في سوريا والعراق، وتماشياً مع أحداث إرهابية في فرنسا وألمانيا، والعلم يترقب حلول سريعة لإنتشار الإرهاب؛ بعد أن أصبحت لا بقعة في العالم بمأمن وبوسائل لا تخطر في بال أحد.
أبرز الحضور وزير الدفاع العراقي، ووزير الخارجية الأمريكي والعراقي، وغياب الوفد السوري.
ليس سراً تلك الحركة الإرهابية التي تجتاح العالم، وأن لم تتأسس بدعم بعض الدول لأسباب سياسية او طائفية؛ لما تنامى هذا الفكر، ومنذ خمسينات القرن الماضي وصولاً الى داعش، ومثالاً تأييد بعض الدول الأقليمية لحركة النصرة في سوريا، وتحت غطاء ومنظار الدول الكُبرى بذريعة إسقاط نظام الأسد ونشر الديموقراطية، ومن ثم توالت الحركات بمسميات قد تقتتل بينها، ولكنها تتفق على رفض الرأي المخالف بوسائل شتى أيسرها النحر، وبررت بعض الدول هذه الافعال وسمحت لنمو الإرهاب في العراق؛ خوفاً من وصول رياح التغيير الى أنظمة المنطقة المحكومة بين الدكتاتورية والإسلامية المتطرفة.
المجتمعون هذه المرة قد يكونوا أكثر جدية؛ من سابق عشرات الإجتماعات حول سوريا والعراق، وسبق أن إتفقوا على نقاط إختلفوا في إختيار الآليات، وهذا ما شكك أحياناً بنوايا القضاء على الإرهاب، وإقتصار المشاركة الدوليةفي حينها؛ على تحجيمه وحصره في المنطقة، ولكن النتائج جعلت من هذه الدول تعيد حساباتها؛ مع وجود قوة في الأرض قادرة على دحر داعش، وإنهيار المراهنات على إمتداد الحرب لسنوات، وهذا ما حدث في هزيمة داعش في أهم معاقله وعاصمته الفلوجة، وفتح أبواب معركة الموصل بصورة متيسرة على القوات العراقية وجانب تقدم القوات السورية.
ركز الإجتماع الأخير على دعم القوات العراقية والإهتمام بالنازحين، وزيادة زخم المعارك؛ بإرسال بارجات وقاذفات طائرات محمولة، وتكثيف حجم الطلعات الجوية، وتبادل الجهود الإستخبارية، والنتيجة إقتناع العالم بالإنقسام الى شقين؛ أما أن يكون مع الإرهاب فكريا وإعلامياً، وهذا ما يغيب عن الظاهر، أو ضمن نسق الشعوب الباحثة عن حرية ممارسة تقاليدها وعباداتها وضمان سلامها.
إن الدعم الدولي بالأدوات العسكرية قد لا يكون كافياً لهزيمة الإرهاب؛ مع وجود من لا يرتبطون به تنظيمياً ولكنهم يؤمنون به أيدلوجيا، ويطبقون حسب الإيحاءات، ويبدو أن كثير من الدول سواء بالضغط من قبل شعوبها أو يقينها بحقيقة تجذر الإرهاب ستعمل بصورة إنتقامية كردود أفعال، وبعض كثير من منهم وصل الى قناعة هزيمة داعش خاصة في العراق، وأن الأيام القادمة تفرض إعادة ترتيب أوراق المنطقة وتقاسم النفوذ؛ فما عليه إلاّ الدخول بقوة؛ ليكون من بين أول الواصلين الى نقطة توزيع الجوائز.
العراقيون الآن لا يعتبروها حرب وقٌد أوشكت على حسم نصرها، وإنما معارك أو مطاردة لفلول منهزمة، لم تحلف فكراً إنساياً بقدر ما زرعت من الموت.
التجربة العراقية وحدها؛ يمكن أن تصبح درساً للعالم، وقدرة العراقيين رغم التحديات الأقليمية والإقتصادية؛ خير مثال على شعب وقف بوجه كل الأبواق الإعلامية والفكرية، وعندما يقرر العالم القضاء على الإرهاب؛ عليه البحث عن منابعه الفكرية، وإعطاء دور فاعل للدول التي تعاني من بطش داعش، وقطع الألسن الإعلامية التي تسعى لإيقاف المعركة؛ وإلاّ ما إجتماع التحالف الدولي؛ إلا لتقسيم النفوذ والمكتسبات التي تحققت بفعل تصدري العراقيون بصدورهم للإنتحاريين، وإلجامهم بنصرهم لتلك الأفواه التي لا تنطق؛ إلاّ رصاص يوزع على الأبرياء في العالم.
https://telegram.me/buratha