بعد نحو شهر من سيطرته على مدينة الموصل والمدن المجاورة وارتكابه ابشع المجازر بحق المدنيين والابرياء العزل، اقدم تنظيم "داعش" الإجرامي على ارتكاب سلسلة جرائم بربرية بحق التراث والحضارة والمقدسات استهدفت عشرات المساجد والاضرحة والمقامات والكنائس والاديرة، حيث بلغت عدد المساجد والمراقد فجرت وهدمت أكثر من 30 بين مسجد تاريخي ومرقد وضريح لأنبياء وائمة وصالحين.
ومن ابرز تلك المراقد جامع ومرقد نبي الله يونس (ع)، حيث اقدمت عصابة "داعش" الإجرامية في عصر يوم الـ24 من تموز 2014 على تفجير الجامع وهدم اجزاء واسعة منه وتسويته بالارض بعد زرع كميات من المتفجرات في داخله ومحيطه، ودعا الاهالي الى التجمع ورؤية اثار الدمار الكبير الذي لحق بالمكان.
ولاقت جريمة "داعش" تلك استنكارا واستياءً على الصعيدين الإقليمي والدولي، فيما اصدر عشرات المراجع ورجال الدين والمؤسسات الإسلامية والمسيحية بيانات استنكار وادانة وشجب للجريمة التي اقترفها "داعش" بحق التاريخ والحضارة، مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء ذلك.
ويؤكد المتحدث باسم حملة "حشد" المعنية بإدراج تفجيرات العراق على لائحة الإبادة الجماعية أحمد الشمري، أن التنظيمات الإرهابية ومنذ الأيام الأولى من سيطرتها على مدينة الموصل وأجزاء من محافظة كركوك في منتصف العام 2014 أقدمت على هدم عدد كبير من المزارات والمراقد الدينية والأثرية والمهمة والتي يعود تاريخ بعضها إلى مئات السنيين وتحظى بقدسية واحترام كافة مكونات الشعب العراقي .
ويضيف الشمري في حديث لموقع "الحشد الشعبي"، ان الإحصائيات التي توفرت في حينها تشير الى أن عدد المراقد والمزارت والمساجد التي تم تفجيرها وهدمها حتى الان هو أكثر من 30 مرقداً ومزاراً ومسجداً على الأقل كان أبرزها قبور الأنبياء يونس وشيت وجرجيس ودانيال، موضحا أن عدد المراقد التي تم هدمها ونسفها بواسطة مواد شديدة الانفجار وعبوات ناسفة هي 19 مرقداً ومزاراً دينيا لكافة الطوائف و9 مساجد.
وبعد مرور عامين على تلك الجريمة واستمرار "داعش" في سيطرته على مدينة الموصل الحدباء وجعل اهلها رهائن واسرى وارتكابه ابشع المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ والشباب والكفاءات، تستعد قوات الحشد الشعبي وبقية صنوف وتشكيلات القوات الأمنية لخوض معركة التحرير الكبرى التي سينقض فيها على "داعش" واعوانه ويعلن نهايته وزواله من ارض الموصل العراق بالكامل ويرفع آذان النصر من مئذنة جامع النبي يونس (ع).
وبالرغم من الحملة الشعواء التي شنتها بعض الاطراف بهدف منع الحشد الشعبي من المشاركة في تحرير الموصل، تتصاعد المطالب الشعبية والسياسية والرسمية بضرورة مشاركة قوات الحشد الشعبي في استعادة المدينة من دنس التنظيم الإجرامي والاقتصاص من المجرمين على ما اقترفته اياديهم طيلة الفترة السابقة.
وبالتزامن مع تلك الاستعدادات، أكد المتحدث الأمني باسم الحشد الشعبي يوسف الكلابي صدور موافقة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي على مشاركة قوات الحشد الشعبي في عملية تحرير الموصل والشرقاط، حيث لجمت الحكومة بذلك الاصوات البغيضة التي سعت جاهدة لابعاد الحشد عن تلك المهمة المقدسة.
..............
https://telegram.me/buratha