أعرب "مجلس سوريا الديمقراطية" عن أمله في أن يؤدي التقارب الروسي التركي إلى الضغط على الحكومة التركية ورئيسها من أجل وقف الدعم للإرهابيين وإغلاق الحدود التركية والوصول إلى حل سياسي.
وقال العضو المستقل في المجلس ريزان حدو في تصريح لمراسل RT "خلافا للشائعات لا تنتابنا مخاوف من اللقاء الروسي-التركي، ونأمل أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على الأزمة السورية".
ونفى حدو أي علاقة لأكراد سورية وأحزابها ووحداتها العسكرية بأكراد تركيا وحزب العمال الكردستاني، قائلاً "نحن نرى في عبد الله أوجلان مفكرا شأنه شأن مانديلا وغاندي، وعلاقتنا مع أكراد تركيا أو غيرها هي علاقة تعاطف فقط، دون وجود ارتباط إداري أو تنظيمي، ولا نتدخل في الشأن الداخلي التركي".
ريزان حدو، الذي شدد على أن الحكومة التركية الحالية والحكومات السابقة تعاني من الكورد فوبيا، ما يدفعها لمحاربة خيمة كردية قد تنشأ في أبعد دولة أفريقية، حمّل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته مسؤولية دخول الإرهابيين من مختلف جنسيات العالم إلى سوريا ووقوفها وراء استبعاد المجلس المعارض من المشاركة في المحادثات الدولية التي تجمع وفد الرياض مع الحكومة السورية.
وصرح حدو "طرحت، كوننا أجمعنا على تبني الخط الثالث، أن يتوجه قسم منا إلى دمشق للحوار مع المعنيين في الحكومة، وأن يتوجه قسم آخر للحوار مع المعارضة بشكل عام، أي تفعيل شعار الخط الثالث ليكون صلة الوصل بين السوريين والسعي لخلق أرضية لحوار سوري-سوري على الأرض السورية، انطلاقاً من آمال الشعب السوري والعمل على إنهاء آلامه بغض النظر عن تسميات باتت سمجة (مؤيد-معارض) في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري".
مضيفا أن "مجلس سورية الديمقراطية" إلى الآن لم يستطع للأسف تقديم أداء يواكب الانتصارات والتضحيات التي تقدمها "قوات سورية الديمقراطية".
وحول تهديدات قائد غرفة عمليات "فتح حلب" الرائد ياسر عبد الرحيم لوحدات حماية الشعب الكردي "بحرب طاحنة" قال حدو "نحن نعرف أبو عبدو (ياسر عبد الرحيم) معرفة شخصية ونعرف بأنه واجهة لجهات تقوم بتحريكه"، مشيرا إلى أن لجبهة النصرة وكتائب نور الدين الزنكي المرتبطة بالمخابرات التركية دوراً كبيراً في غرفة عمليات "فتح حلب".
وكان ياسر عبد الرحيم اتهم وحدات حماية الشعب الكردي "بالخيانة" متوعدا بأنهم "لن يجدوا مكاناً لدفن قتلاهم في حلب، وأن المعارضة مصممة على الانتقام من غدر وحدات الحماية بها خلال هجوم النظام السوري على طريق الكاستيلو"، حسب وصفه.
اتهام رد عليه حدو بالقول "سأذكر أبو عبدو الذي يراهن على ضعف ذاكرة الناس بمن غدر بالاتفاقية التي أبرمت في ديسمبر/كانون الأول 2015 بين الوحدات وغرفة عمليات حلب، لكنها لم تصمد ليومين مع إعلان لواء أحرار سورية بقيادة أحمد عفش عدم الالتزام بها، ومنذ ذلك الحين وحي الشيخ مقصود يتعرض للقصف اليومي لم يخلو من استخدام المواد الكيماوية كما اعترف بإحداها جيش الإسلام سابقا".
وتتحدث المصادر الكردية عن مقتل 150 مدنيا وجرح أكثر من ألف، نتيجة القصف بالقذائف والصواريخ واسطوانات الغاز الذي تعرضت له منطقة الشيخ مقصود شمال مدينة حلب من قبل المجموعات المسلحة.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار قد أبرم بين وحدات حماية الشعب الكردي والفصائل المسلحة نص على وقف العمليات القتالية في المناطق التي تسيطر عليها الوحدات في كل من الشيخ مقصود في المدينة وعفرين في ريف حلب الشمالي، إضافة إلى عدم تقييد حركة المدنيين وتبادل الأسرى بين الجانبين، ولكن لم يكتب لهذا الاتفاق النجاح.
وحول سبب فشل الاتفاق قال حدو "الاتفاق نقض من قبل المسلحين بعد تسلم الشيخ توفيق المدعوم من قبل المخابرات التركية قيادة حركة نور الدين الزنكي، ليطوي خلاف الحركة مع تركيا".
وعن سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي على السكن الشبابي واتهامها من قبل المعارضة بالغدر عبر التنسيق مع الجيش السوري خلال عملية السيطرة على حي بني زيد والليرمون قال حدو "لم يكن هناك تنسيق وانما استثمرنا الفرصة من أجل توسيع طوق الأمان حول مناطق سكن المدنيين في الشيخ مقصود لحمايتهم من جرر الغاز والصواريخ عبر السيطرة على السكن الشبابي".
وأضاف "كل ما يشاع عن نيتنا في الانسحاب من الأشرفية والسكن الشبابي عار عن الصحة لأنه يتعارض مع هدف وحدات حماية الشعب الكردي في الحفاظ على أمن المدنيين وحياتهم".
واتهم حدو الاعلام الداعم للمسلحين بالطائفية قائلاً "بعض وسائل الاعلام حاولت عبر نشر صور أدعت أنها تعود لسوريين من أصل أرمني يحتفلون بإطباق الحصار على مسلحي الأحياء الشرقية التحريض طائفياً ضد المكون الأرمني السوري، رغم أن الاحتفال في الأساس كان نتيجة سيطرة الجيش على حي بني زيد وبالتالي انتهاء كابوس قصف مناطقهم بالصواريخ وجرر الغاز دون الالتفات إلى احتفالات الحلبيين حيث يتشكل نسبة 95% من العرب السنة بذلك".
وأضاف "أود القول أننا لن نقف مكتوفي الايدي أمام سياسة التحريض الطائفي والعرقي التي يتبعها البعض، ولن نقبل بإعادة المجازر بحق الأرمن في القرن الـ 21".
ورداً على سؤال حول علاقة قوات سورية الديمقراطية (الجناح العسكري للمجلس) مع الأمريكيين بين حدو أنه "حينما حوصرت كوباني (عين العرب) من قبل داعش من 3 جهات وأغلقت تركيا حدودها في وجه المدنيين داخل المدينة لم يقف معنا سوى التحالف الدولي، وكنا في وضع الجريح المحتاج للاسعاف نواجه بأسلحتنا الخفيفة تنظيم داعش الإرهابي الذي استعمل في حربه ضدنا كافة الأسلحة الثقيلة التي حصل عليها من الموصل ومطار الطبقة والفرقة 17".
وأضاف "التحالف الدولي دعمنا في حربنا على الإرهاب فقط، ولا نرى فارقاً بين داعش والنصرة، ولا تعنينا تغيير الأسماء، انما المهم هو تغيير النهج والفكر، فمن واجبنا محاربة الإرهاب، أما باقي الفصائل فإننا نؤمن بضرورة الحل السياسي معها بعيداً عن العسكرة والاحتكام للسلاح".
واستطرد بالقول "هجوم داعش البربري على المدينة كان طلباً تركياً فبمنطق التكتيك العسكري لا مصلحة لداعش من احتلال كوباني التي لا تحتوي لا على أراض زراعية ولا نفط، وهي التي تملك أكثر من 60 منفذاً حدودياً مع تركيا في المنطقة".
وردأ على سؤال حول نزعة المجلس الانفصالية قال حدو "أبسط رد على ذلك يأتي من عفرين التي تستقبل أكثر من نصف مليون نازح عربي من أبناء كافة المناطق السورية بدءاً من ريف حلب وصولا إلى درعا، ولو أننا بصدد التفكير في الانفصال فإن استقبال كل هؤلاء العرب ليس من صالح هذه الفكرة ديموغرافياً، كما أن قواتنا، وان تألفت من غالبية كردية، لكنها تضم أيضاً فصائل من الجيش الحر وكتائب تركمانية وفي حلب والرقة وسريان في الجزيرة".
وأكد حدو "نحن مشروع عابر للأقليات الأثنية والطائفية، ومطالبنا منذ البداية هي ذاتها: الحل السياسي ورفض العسكرة، رفض التدخل الخارجي، ووحدة سوريا".
https://telegram.me/buratha