حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم
زياد منى - صحيفة الأخبار
اقتيد عشرات من اللاجئين السوريين والعراقيين في ألمانيا لـ«خدمة» حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم أثناء نزهته مع بطانته في إحدى المحميات الطبيعية، وذلك من دون أي أجر ولا تأمين صحي، ما مثّل فضيحة جديدة في سجلات حكام الخليج من جهة، والمؤسسات الغربية التي تُبرم صفقات معهم على حساب حقوق الإنسان
من النادر أن يعثر المرء على أخبار فضائح حكام الخليج أتباع الغرب الاستعماري في وسائل الإعلام/ التضليل، إلا إذا كانت صحيفة أو مجلة تلوّح بإمكانية ابتياع صمتها وغض الطرف عن فضائح، ما لم تحصل على دعم مادي وفق مقولة «أطعم التمّ بتستحي العين»! ضمن هذا الإطار، ننظر إلى أخبار فضيحة سِران (وفق قاموس المورد الأكبر) حاكم مشيخة دبي السيد محمد بن راشد آل مكتوم في ربوع محمية طبيعية في منطقة نيدرراين في ولاية نوردراين فستفالن قرب بلدة نتِّتال والمطلة على بحيرة كركنبكر، كما وردت في موقع صحيفة (راينشِ بوست أونلاين/ RP Online)، وموقع مجلة فوكس (Focus) أيام الخامس من آب والتاسع والعاشر منه).
ليس في رغبة «طويل العمر» أي أمر غريب، فهو في حاجة مستمرة إلى الراحة واستعادة قواه «إن لجسدك عليك حقاً» بعد قضاء أشهر طوال في حساب الصفقات والعمولات الماضية والجارية والمستقبلية، التي ستحدد وجهة تطور «الدولة» ــ المدينة. وأن يختار محمية طبيعية في قلب أوروبا أمر طبيعي أيضاً، حيث من المستحيل العثور على موقع مماثل في غابات الاسمنت في دبي، مع أننا كنا نتوقع تفضيل شيوخ الخليج الفارسي قضاء السِران في ربوع «الأم الحنون»، حيث مشيخاتهم كافة أكان اسمها إمارة أم دولة أم مملكة أم سلطنة، ليست أكثر من دائرة في وزارة الخارجية البريطانية.
على أي حال، المشكلة تكمن في أن قوانين المحميات الطبيعية في ألمانيا تمنع إشعال النيران فيها، و«طويل العمر» طلب من الشركة المعدة للسِران والمنفذة له واسمها إِيفنت أجنتور (Event Agentur) ضمان شيّ اللحوم. طلب السماح جاء في رسالة مباشرة من سفارة دولة الإمارات في برلين إلى وزارة الخارجية الألمانية.
الآن قد «يتوهم» مشكك في أن سبب منح مجلس المدينة الإذن لسِران «طويل العمر» هو المال! لكن رئيس بلدية البلدة نفى ذلك، مع تأكيد الصحيفة أن ثروة الشيخ الشخصية تبلغ نحو 12 ألف مليون دولار!
عندما بدأت الشركة المتخصصة بإعداد متطلبات «طويل العمر»، تبيّن لها عدم توافر أيدٍ عاملة كافية لإنجاز واجباتها ضمن المدة المحددة في العقد، فاتصلت برئاسة بلدية فيرزن القريبة، طالبة المساعدة في توفير أيدٍ عاملة. ولأن سلطان رأس المال لا حدود له، اتصلت بلدية فيرزن بمأوى لاجئين يضم سوريين وعراقيين وأفغاناً، طالبة توفير عمال منهم للشركة. المسؤولون عن مأوى اللاجئين سألوا النزلاء إن كان بينهم متطوعون لعمل ما لم تفصح عنه، فاستجاب أكثر من عشرة أفراد، وهو العدد المطلوب، من سوريا والعراق، إذ رأوا في الطلب مناسبة لتغيير ملل الأجواء القاتمة التي يعيشونها في المأوى المؤقت منذ نحو ثلاثة أشهر.
https://telegram.me/buratha