عدّتها أخطر أنواع الإرهاب نمواً خلال السنوات الأخيرة
في تقرير للجنرال « ستيفن هوفمان « المتابع لحركة التنظيمات الارهابية المسلحة وكيفية عملها تم نشره على صفحات التايمز البريطانية اشار فيه الى ان « المراكز الامنية الدولية المنتشرة في جميع الدول الاوروبية على وجه التحديد ما زالت في قلق مستمر وتوجس لا يهدأ من تحركات « الذئاب المنفردة « التي باتت تنتشر في الاراضي الاوروبية بنحو مرعب , والتي تعد من اهم التحركات الخطيرة ومن اكثر اشكال الارهاب نمواً خلال السنوات الاخيرة , هذا القلق والتحسب لا يعود لخطورة تسلحها وذكائها وكمية ما تحمل من تطرف يصب جام غضبه على تجمعات الابرياء , بقدر ما يعود لصعوبة التنبؤ بأماكنها وتواجدها على وجه التحديد , اضافة الى صعوبة رصد وتتبع الفعل الارهابي التي ستقوم به في الساعات والايام المقبلة من تواجدها في المكان نفسه.»
واضاف ان «من البديهي القول ان العالم اليوم بات في خطر ازاء وجود تنظيمات خطيرة كتنظيمي «داعش» و»القاعدة» وتنافسهما في السيطرة على ما يسمى «الحركة الجهادية العالمية» منتهجين في ذلك العنف المسلح في أشرس صوره والتحريض على ممارسته عبر استعمال أحدث التقنيات الاتصالية وأكثرها تطوراً.»
وبين هوفمان في تقريره ان « الذئاب المنفردة « التي انتشرت واثبتت نجاحاً في تحركاتها السرية وتحقيق اهدافها الارهابية في كل من فرنسا واميركا والمانيا وحتى تركيا , كما تعد العملية الارهابية التي قام بها الاميركي من اصل افغاني « عمر متين « على ناد للمثليين، أسفر عن سقوط 50 قتيلا و53 جريحا، في 12 حزيران/ يونيو 2016. هي من دون شك الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة منذ هجمات الحادي عشر , وقد أعلن متين في اتصال هاتفي مع شبكة الطوارئ الأميركية ولاءه لتنظيم داعش الارهابي , كما تبنى التنظيم العملية .»
واشار هوفمان ايضا ان « هذه الذئاب التي تعتمد على التكتيك في مخططاتهم الارهابية تعد واجهة اعلامية لامعة للتنظيمات الارهابية كون اهدافها اكثر دموية , وايضاً مؤشرًا قوياً لنجاح هذه التنظيمات في كسب الانظار نحو دقة اهدافها , وايضاً فهي عامل كبير لتصعيد الحال التعبوية لأتباع ومناصري والمتعاطفين مع تلك « الذئاب « ، وربما كسب بعض المحايدين عبر جاذبية نجاح الفعل الإرهابي وطريقة تنفيذه التي قد تغري بعض الفئات، ولاسيما من المراهقين والشباب المندفع أو الشخصيات المضطربة بسبب طبيعة هذه الحوادث المثيرة وتسويقها بحرفية عالية عبر وسائط التواصل الاجتماعي كما يفعل تنظيم «داعش» مع هذه الحوادث وسواها.»
واكد هوفمان ايضا في تقريره ان « مشكلات وخطورة تلك الذئاب تكون موجودة اكثر في المناطق الاقل ارهاباً في العالم والتي يكون الناس في مأمن من ارتكاب عمليات ارهابية فيها , كما ان هذه الذئاب تتمتع بمميزات منها قلة العدد حيث لا يتجاوز عددها اكثر من اثنين او ثلاثة على وجه التحديد , وتمتاز ويصفها الاغلب ايضا بأنها قنابل موقوتة تنتشر في كل الأرض لا تمنعها حدود ولا تكشفها أجهزة التعقب , كما إن عالم الإنترنت بتطبيقاته ومنصاته المتجددة والمؤثرة يمثل أداة مهمة في توفير البيئة الملائمة لنشر الآيديولوجيا المتطرفة مع سهولة التواصل والتنسيق وتشكيل عوالم افتراضية لها تأثير فاعل في العالم الواقعي».
وفي سؤال طرحه هوفمان هل تحولت دول أوروبا إلى دول حاضنة للذئاب المنفردة؟ حيث وضح ان متلقي الافكار الجهادية عبر مواقع الانترنيت يمثلون نواة لضم الذئاب المنفردة في خلايا موالية للتنظيم المتطرف، لكنه لا ينتظر أمراً من قادتها لبدء تنفيذ العملية. كما ان هناك عدداً كبيراً من المقاتلين الأجانب والمنتمين لجنسيات مختلفة من دول أوروبية ضمن صفوف تنظيم داعش في سوريا والعراق، وهو ما يشير إلى أنه حال عودة هؤلاء إلى مدنهم ودولهم مرة أخرى سيكونون متشبعين بأفكار جهادية حماسية بحتة .»
كما بين هوفمان ان التنظيمات الارهابية كداعش والقاعدة تسعى الى الاعتماد على تلك « الذئاب « لتخفيف ضغط الضربات التي يتعرض لها في سوريا والعراق سواء على المستوى العسكري او التنظيمي حيث يتعرض التنظيم بحسب مراقبين إلى حملات اختراق منظمة من قبل أجهزة المخابرات العالمية ومراقبة وسائل التواصل بين أعضاء التنظيم، وهي استراتيجية نقل الحرب إلى أماكن جديدة غير تلك التي تتواجد فيها معاقل التنظيم.»
وأكد هوفمان ان الهجمات الارهابية التي تندرج كأنجاز كبير لتلك « الذئاب المنفردة « هو هجوم سيدنى الذي نفذه المهاجر مان هارون مونيس، الذي احتجز عشرات الرهائن في مقهى بسيدني، إلا أن أخطر هجوم لما يعرف بـ»الذئاب المنفردة» يتمثل في هجمات باريس الأخيرة التي طالت مسرح باتكلان واستاد فرنسا الدولي ومواقع أخرى، وأسفرت عن مقتل 129 شخصا وإصابة العشرات، وفي حين تبنى «داعش» الهجمات، إلا أن منفذيها شكلوا تطورًا محورياً في هجمات الذئاب المنفردة من حيث الأسلحة المستعملة وما كان بحوزتهم من أسلحة في منازلهم وطريق اختيار الأهداف الأكثر اكتظاظاً بالسكان .»
كما اوضح هوفمان في نهاية تقريره الى ان « ما قامت به اوروبا في الاونة الاخيرة من اجراءات بحق الهجرة والمهاجرين يرشحها الى ان تكون حاضنة قوية لما يسمى بـ» الذئاب المنفردة « فألمانيا استقبلت نحو 750 ألف لاجئ، واستقبلت فرنسا بدورها نحو 350 ألف لاجئ، واستقبلت بريطانيا نحو 170 ألف لاجئ. خاصة في حال تبخر حلم هؤلاء في حصولهم على الجنسية او قيام الدول المستضيفة باجراءات تعقيدية كي يتم عدم استقبالهم ونفيهم الى بلادهم التي جاءوا منها .»
صحيفة الـ«صن تايمز البريطانية»
https://telegram.me/buratha