قال معهد واشنطن إن الهجوم الذي شنه تنظيم "داعش" في ديسمبر/كانون الأول وما أعقبه من ملاحقات في منطقة الكرك جنوب الأردن يشير إلى تنامي خطر التنظيم في البلاد.
وأشار تقرير بالخصوص أعده الباحث في المعهد المذكور ديفيد شينكر إلى أن الأحداث تلك في العام الماضي أسفرت عن مقتل نحو 30 مدنيا، بالإضافة إلى 3 جنود أمريكيين وسائحة كندية.
وأكد التقرير من جهة أخرى، أن الأردن على الرغم من الصعوبات الأمنية التي يواجهها، يبقى بمثابة جزيرة تنعم بالاستقرار في منطقة مضطربة، لافتا إلى دور عمان الهام في محاربة تنظيم داعش.
وشدد بالمقابل على أن غياب أي بصيص أمل لانتهاء الحرب في سوريا في المستقبل القريب يلقي بالمزيد من التحديات الأمنية والسياسية على الأردن في العام الجديد 2017.
ورصد التقرير الأمريكي الحملات الأمنية التي قامت بها السلطات الأردنية ضد المتشددين، وبخاصة المنتمين إلى "داعش" ومجموعات للتنظيم كانت تخطط لشن هجمات إرهابية بالبلاد، ولفت إلى أنه "علاوة على استهداف المدنيين، صبت عناصر تنظيم داعش تركيزها خلال العام الماضي على المواقع الأمنية الأردنية. ففي 6 يونيو/حزيران قام مهاجم منفرد بدخول مجمّع لدائرة المخابرات العامة في مخيم البقعة للاجئين الذي يقع على بعد عشرين دقيقة شمال عمان، وأطلق النار على خمسة ضباط وأرداهم قتلى قبل أن يلوذ بالفرار".
وسجل التقرير في نفس الشهر تفجير إرهابيين لسيارة مفخخة في قاعدة عسكرية أردنية بمنطقة الرقبان على الحدود السورية، ما أسفر عن مقتل 6 جنود، وحادثة قاعدة الجفر الجوية التي قتل خلالها جندي أردني 3 جنود أمريكيين في نوفمبر الماضي.
ولفت إلى وجود ثغرات في عمل الأجهزة الأمنية الأردنية، وإلى أوجه قصور أخرى، مشيرا إلى أن صحيفة "نيويورك تايمز" كانت أعلنت في يونيو/حزيران الماضي أن إدارة "المخابرات العامة" الأردنية استولت على الآلاف من بنادق كلاشنكوف " AK-47 " كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أرسلتها خصيصا إلى المتمردين السوريين "المعتدلين".
وزعم التقرير أن السلطات الأردنية أصيبت بالحرج بعد أن تبين لاحقا " شراء أحد تلك الأسلحة في السوق السوداء واستخدامه على يد ضابط أردني متطرف لقتل أمريكيين ومدربين من جنوب أفريقيا وأردنيين في مركز لتدريب الشرطة"، وتحدث التقرير أيضا عن "اختفاء 87 ألف رصاصة تعود للجيش البريطاني خلال تمارين صحراوية مشتركة بالقرب من العقبة".
وحذر الباحث من مضاعفات التحديات الإرهابية المتزايدة التي يواجهها الأردن، خاصة أنها تلهيه عن تحديات أخرى ملحة "بما فيها الاقتصاد الضعيف، والبطالة المرتفعة للغاية، واستقبال أكثر من مليون لاجئ سوري"، لافتا أيضا في هذا الصدد إلى وجود نحو 2500 أردني يقاتلون في صفوف "داعش" وفروع تنظيم "القاعدة" الأخرى في سوريا.
ودعا التقرير إلى أن تعطي الولايات المتحدة أولوية قصوى لمساعدة الأردن، مشيرا إلى كون هذا البلد "صوتاً أساسياً للاعتدال الديني في منطقة تعج بالتشدد الإسلامي"، وهو(الأردن) قاعدة رئيسية للعمليات الجوية الأمريكية ضد "داعش" في سوريا.
المصدر: washingtoninstitute
https://telegram.me/buratha