عد مراقبون للشأن السياسي، السبت، زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد بأن السعودية ترى في العراق طرفا مهما بالتسوية التي تجري في المنطقة، وأشاروا أنه لا يوجد عدو واحد في السياسية إنما هناك مصالح دائمة. فيما أكدوا أن الزيارة تشير إلى التوازن العراقي في العلاقات العربية.
وقال المحلل السياسي احسان الشمري، إن "زيارة الجبير إلى بغداد خطوة في اعادة العلاقات بشكل اكثر ثبات من السابق بين بغداد والرياض، وإنها مؤشر على عودة السعودية للعراق بثقلها العربي المهم".
وأضاف، أن "الزيارة تؤكد أن رئيس الوزراء حيدر العبادي لم يؤشر عليه انه انخرط بسياسية المحاور المعادية للسعودية او اي دولة اخرى"، مبينا أن "المنطقة تمضي نحو التسوية والسعودية تجد بالعراق طرفاً مهما ويحظى بثقة الجميع".
ورجح الشمري، أن "يكون الحياد العراقي بوابة للتقارب السعودي الايراني".
من جانبه، يرى المحلل السياسي واثق الهاشمي، ضرورة "الانطلاق من مفهوم لايوجد عدو دائم في السياسية بل هناك مصالح دائمة"، عادا الزيارة "تأتي وفق متغيرات على الارض في ظل إنجازات رائعة لقواتنا الامنية بجميع صنوفها، وقرب نهاية داعش في العراق".
وأضاف الهاشمي، أن "الزيارة تأتي كذلك من خشية إقليمية من تشظي يقابل التنظيم الى دول الجوار وخاصة السعودية، وهذا ما حذّر منه العراق سابقا، وأيضا ترتيبات إقليمية ودولية في المنطقة بدأت بترطيب الأجواء بين السعودية وإيران فضلا متغيرات في سوريا وريما اليمن".
بدور، اعتبر رجل الدين عبد الهادي الدراجي، أن "التوازن العراقي في العلاقات العربية مهم جدا، بالاضافة لما يتمتع به العراق من علاقات اخرى على الصعيد الدولي".
وبين، أن "الزيارة تؤكد نجاح رئيس الوزراء على مستوى الدبلوماسية يضاف الى رصيد النجاح الأمني المتحقق".
إلى ذلك، أبدى الإعلامي محمد حنون الحمداني تساؤله، عن "سبب زيارة وزير الخارجية السعودية الى بغداد بشكل لم يعلن عنه من قبل الحكومة، ولا من قبل الاعلام العراقي الرسمي، في حين كان مصدر الخبر قناة العربية والوكالات السعودية".
وأضاف الحمداني، "هل السبب دوافع امنية، ام خجل في اعلان الزيارة وبيان المواضيع التي تناقش فيها والتي تم تسريبها لوساطة عراقية، ولمواضيع اخرى تتعلق في امور ما بعد تحرير الموصل".
المحلل السياسي حيدر الموسوي اشار الى ان "جزء من الزيارة هو لمعالجة مشكلة اتهامات السعودية للعراق بخصوص اندماجه مع ايران والجزء الاخر هو الحديث عن ضرورة اعادة العراق الى الحاضنة العربية وهذا ما تعمل عليه امريكا".
واكد ان "العراق لم يكن جزءاً من صراع المحاور الى هذه اللحظة حسب ما تفكر به الادارة الامريكية وهناك قرارا مهما حدث يوم امس من خلال اصدار القائد العام للقوات المسلحة للقوة الجوية في ضرب معاقل تنظيم داعش الارهابي في سوريا بالتنسيق مع الحكومة السورية وهذا الامر جعل دول الخليج تتخوف من هذه الخطوة والتحول الجديد للقوة العسكرية العراقية".
وتابع "الان السعودية بدأت تعيد حساباتها في العلاقات مع العراق وتحاول جبر الخواطر".
ووصل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، صباح اليوم، إلى العاصمة بغداد في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقا، وهي الأولى للجبير إلى العراق، والتقى خلالها برئيس الحكومة حيدر العبادي.
ولاقت زيارة الوزير السعودي إلى بغداد، ترحيبا برلمانيا وحكوميا وسياسيا، كونها الخطوة الأولى في إعادة العلاقات العراقية ـ السعودية إلى ما كانت عليه من قبل.
https://telegram.me/buratha