بعد إنجاز تحرير الموصل وحسم المعركة عسكريا ورمزية هذا الانتصار الكبير، الذي هو في الحقيقة إعلان هزيمة نكراء واندحار لـ"داعش" في العراق وانهيار لما يسمى بدولة خلافته المزعومة التي أعلن عنها قبل ثلاث سنوات من الموصل، اليوم نعلن هزيمة وزوال هذه الدولة المزعومة وعودة الموصل كاملة للعراق وتحرير أهلها من قبضة هذا الإرهاب الذي مارس شتى أنواع الجرائم.
هكذا بدأ المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي حديثه لبرنامج "البعد الآخر" عبر إذاعة "سبوتنيك" حيث صرح بأن هذا النصر جاء ليؤكد وفاء الحكومة العراقية بوعدها بتحرير الموصل، وها هي اليوم توجد في الموصل لمتابعة عملية التحرير وحسم المعركة وإعلان النصر من هناك.
وأردف الحديثي قائلا إن القوات العراقية بعد حسم المعركة من جانبها الأمني في الموصل ستتوجه ناحية المدن التي يوجد بها تنظيم "داعش" الإرهابي مثل تلعفر وقضاء الحويجة وغرب الأنبار والشريط الحدودي المحاذي لسوريا لتحريرها أيضا من قبضة هذا التنظيم، وهذا التزام من الحكومة العراقية وعلى رأسها السيد حيدر العبادي "وسوف نفي به كما وفينا من قبل باستعادة الفلوجة وصلاح الدين وبقية أجزاء محافظة الأنبار".
وحول إدارة الأمور في الموصل بعد تحريرها ومساعدة المشردين في العودة إلى أماكنهم أكد الحديثي أنه منذ فترة ليست قصيرة كان هناك عمل مشترك بين الحكومة العراقية والقوات الأمنية من خلال لجنة عليا تسمى خلية الأزمات المدنية، تحت إشراف ومباشرة القائد العام للقوات المسلحة العراقية ورئيس مجلس الوزراء، وتقوم هذه اللجنة بالتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة في العراق لتمارس مهمتها الرئيسية وهي إعادة تأهيل المناطق المحررة بشكل سريع وتوفير الخدمات الرئيسة وإعادة العمل في دوائر ومؤسسات هذه المناطق لعودة النازحين إليها، وأن العمل حسب قوله يجري بشكل متصاعد يوما بعد يوم وتم تحقيق إنجاز كبير في هذا الإطار، والدليل على ذلك عودة حوالي تسعين بالمائة من سكان الجانب الأيسر من الموصل والمناطق التي تقع في جنوب المحافظة والتي تم تحريرها منذ ستة أشهر، بحسب قوله.
وحول التحديات التي تواجه الحكومة العراقية بعد تحرير الموصل صرح المتحدث باسم الحكومة العراقية بأن "التحديات الموجودة حاليا أمامنا من إعادة اعمار ووحدة وطنية هي أقل حدة من التحدي الأكبر الذي كان يهدد العراق بأكمله وواجهناه جميعا واستطعنا بوحدتنا تجاوزه وهو القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي، لكن هذه التحديات تعطيها الحكومة العراقية سلم أولويات في عملها الفترة القادمة دون استهانة بها كمهمة واجبة مع الحفاظ على السلم الأهلي والوئام المجتمعي في المناطق المحررة بشكل كامل، وعدم وجود مشاكل سياسية باعتبار أن هذه المناطق بها تنوع إثني كبير، وهنالك بعض المناطق فيها تدخل في إطار ما سمي في الدستور بالمناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم والتي لم يتم الحسم فيها حتى الآن".
وأشار الحديثي إلى أنه في إطار إعادة إعمار المناطق المحررة وتوفير فرص عمل لأهالي هذه المناطق فإن الحكومة لديها بعد يومين مشاركة في مؤتمر سوف يعقد في الولايات المتحدة يشارك فيه صندوق النقد والبنك الدوليين لوضع تصور عن آلية دعم لعراق في الفترة المقبلة، كما أن الحكومة تسعى مع الجانب الكويتي لعقد مؤتمر للمانحين في الفترة المقبلة والبحث في دور الشركات الاستثمارية من مختلف دول العالم والتي تلعب دورا في إعادة الإعمار بما يحقق مصالح العراق ومصالح هذه الشركات.
وأنكر الحديثي وجود أي دور لقوات "البشمركة" الكردية في عملية تحرير مدينة الموصل مؤكدا أنها لم تدخل ضمن قوات الجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب وذلك ضمن اتفاق تم إبرامه قبل بدء عملية التحرير، كما أكد أن إدارة الموصل أمنيا ستكون تابعة لقوات الشرطة المحلية ومتطوعين من أهالي المدينة بمساعدة الجيش العراقي إلى أن يتم الاستقرار الأمني الكامل.
من جانبه قال المحلل السياسي العراقي خالد الناصر إن التنظيم بخروجه من الموصل نهائيا وباستمرار ملاحقة القوات العراقية له في باقي الجيوب المتواجد فيها مثل تلعفر سينتهي عسكريا في الوقت القريب، لكن انتهائه فكريا وأيديولوجيا من الممكن أن يأخذ وقتا أطول ويحتاج إلى حرب معلوماتية وتكنولوجية وفكرية.
وحول ما بعد تحرير الموصل من تنظيم "داعش" الإرهابي أشار الناصر إلى وجود حالة من الانقسام بين أطياف الشعب وبين القوى السياسية نفسها كل حسب رؤيته لأمريكا وما فعلته في العراق بين مرحب ورافض لدور الولايات المتحدة الأمريكية السياسي في العراق، وربما سيكون هذا الدور حسب قوله قويا خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية.
https://telegram.me/buratha