كشفت صحيفة العربي الجديد، الخميس، عن خفايا المنطقة الخضراء وسط بغداد، فيما اكدت ان المسؤولين لا يغادرون المنازل التي يسكنون فيها حتى بعد ترك المناصب.
وقالت الصحيفة في تقرير لها ان "المنطقة الخضراء في بغداد سرعان ما غصت بالسياسيين والمسؤولين، الذين تضخم عددهم أخيراً إلى الآلاف، بشكل أدى إلى أزمة سكن حقيقية فيها"، مبينة ان "ذلك يؤدي إلى توسيع ضمني لحدود هذه المنطقة التي استحدثتها القوات الاميركية لسكن حكام البلد وسفارات الدول فيها".
واضافت الصحيفة ان "عدد من يقيم في المنطقة الخضراء من السياسيين البارزين ورؤساء الأحزاب ووزراء ووكلائهم وكبار قادة الجيش وأجهزة الاستخبارات ورؤساء الهيئات المستقلة بلغ أكثر من 3 آلاف شخصية نافذة مع عائلاتهم"، مشيرة الى ان "المسؤول في الحكومة لا يترك منزله داخل المنطقة الخضراء حتى بعد مغادرته المنصب، وسط حماية أمنية لا تتوفر لباقي العراقيين، فضلاً عن النوادي والمسابح والجوانب الترفيهية الأخرى، كالحدائق ومدن الترفيه والألعاب واستراحات بين المنازل والشقق".
وتابعت الصحيفة ان "اختيار المنطقة جاء لوقوعها في قلب العاصمة، وأنها تحوي عدداً كبيراً من القصور الرئاسية التي يعود عمر بعضها إلى حقبة الدولة العثمانية"، موضحة ان "المنطقة تضم نحو 3 آلاف منزل وعدداً كبيراً من الشقق السكنية التي تم إجلاء أهلها منها ومنحها لكبار السياسيين العراقيين، فضلاً عن قادة الجيش الأميركي والدبلوماسيين".
واكدت الصحيفة انه "بعد عام واحد من تحول حي الحارثية الراقي إلى ثكنة عسكرية مغلقة، بسبب سكن وزراء ومسؤولين فيه، وتحديد نقطة تفتيش واحدة للدخول والخروج من الحي، يأتي الدور اليوم على منطقة الأميرات الواقعة في حي المنصور الراقي وسط بغداد، إذ تؤكد مصادر في وزارة مطلعة وجود أكثر من 70 مسؤولاً قاموا بشراء أو استئجار منازل في المنطقة وطالبوا بتوفير الحماية لهم".
ونقلت الصحيفة عن احد المسؤولين قولهم إن "منطقة الأميرات تحولت إلى منطقة خضراء هي الأخرى يخنق فيها السكان الذين بدأ بعضهم يفكر بمغادرتها بسبب التضييق على حرية خروجهم ودخولهم إلى منازلهم"، لافتا الى انه "تم خلال الأسبوع الماضي نصب نقاط تفتيش وتحديد مدخل ومخرج واحد للمنطقة، وذلك بسبب هجرة السياسيين والمسؤولين من المنطقة الخضراء إليها، أو لأنهم لم يجدوا سكناً هناك".
واكد ان "التفتيش يطاول حتى أطفال المدارس داخل باصات المدرسة، وفي حال اكتشف السياسي أو المسؤول أن عناصر الأمن لا يفتشون جيداً، تتم معاقبتهم أو حتى نقلهم".
والمنطقة الخضراء هو الاسم الشائع للحي الدولي في بغداد، أنشأتها القوات الاميركية، وتقع في وسط بغداد، وتعد من أكثر المواقع العسكرية تحصنا في العراق، وهي مقر الدولة من حكومة وجيش، إلى جانب احتوائها على مقر السفارة الأمريكية ومقرات منظمات ووكالات حكومية وأجنبية لدول أخرى.
https://telegram.me/buratha