كشفت شبكة "ايه بي سي" نيوز في تقرير لها، أن السلطات الأمريكية والأوروبية قامت خلال الأيام الماضية بتتبع مسارات مهربي تنظيم "داعش الارهابي" للآثار التي تم نهبها من مصر وسوريا وليبيا، وتهريبها إلى الغرب.
وقالت في تقرير لها أنه "في الأسابيع الأخيرة، بدأ المحققون بالولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا في اتخاذ إجراءات صارمة ضد تسويق القطع الأثرية التي تم نهبها من المواقع التاريخية في سوريا وليبيا ومصر".
وبحسب التقرير، فقد تم التعاون بين مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي آي" ووزارة الأمن الداخلي للقبض على رجل أمريكي قادم من سوريا يدعى محمد ياسين الشارحي تم اتهامه بتهريب فسيفساء قديمة تعود إلى القرن الثالث الميلادي للولايات المتحدة بوثائق مزورة.
وتقول التحقيقات إنه "من المرجح أن تكون قد سرقت من سوريا وتم تهريبها إلى الولايات المتحدة عبر تركيا".
وتشير وثائق المحكمة إلى أن "مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) كان يحقق مع الشارحي بسبب تورطه في تهريب آثار نهبت من منطقة صراع أجنبي إلى الولايات المتحدة، وأن المواد الأثرية السورية المنهوبة يتم تهريبها بشكل روتيني عبر تركيا".
وأضاف التقرير أن "الشرطة الإسبانية شنت اعتقالات مكثفة من بينها القبض على تاجر آثار شهير في برشلونة، وهو جاومي باجوت بيكس، الذي اتُهم بالتورط طوال سنوات في عصابة تهريب قامت بتهريب قطع أثرية نُهبت من ليبيا لتمويل تنظيم داعش"، مشيرة الى ان "باجوت وشريكه في العمل أوريول كاريراس بالومار يواجهان الاتهامات المتعلقة بتمويل الإرهاب وتزوير الوثائق والانتماء إلى منظمة إجرامية".
وأغارت الشرطة الإسبانية على ممتلكات في برشلونة أو بالقرب منها، وتحفظت على أعمال تشمل الفسيفساء وغيرها من الآثار من شمال ليبيا والمناطق التاريخية حول طرابلس ومصر.
وتقول وزارة الداخلية الإسبانية إنها "أول عملية من نوعها تستهدف تمويل الإرهاب عبر تهريب الآثار التي نهبتها الجماعات الإرهابية".
وجاءت الاعتقالات الإسبانية بعد تحقيق طال أمده شمل دعم السلطات في فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وليبيا، ولفتت الشبكة إلى "مصادرة السلطات الإيطالية الآلاف من الآثار المشبوهة هذا العام، بما في ذلك مواد أثرية مصرية ربما تم تهريبها من قبل مسلحين من تنظيم داعش او منتمين له".
وأفادت صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية عن وجود صلات بين أعضاء التنظيم أو المتعاطفين معه وبين جماعات المافيا بما في ذلك "ندرانجيتا" وهي منظمة مافيا إيطالية تبادل "داعش" الآثار المنهوبة من مصر وسوريا وليبيا بالأسلحة.
ويقول جيسون فيلتش، الخبير في تجارة الآثار غير المشروعة إن الاعتقالات الأخيرة والمصادرة للقطع الأثرية في الولايات المتحدة وأوروبا هي بداية ايقاف عمليات التهريب التي يقوم بها "داعش"،
مضيفًا "بناء على حجم عمليات النهب التي يمكننا مشاهدتها من خلال صور القمر الصناعي لسوريا خلال الحرب الأهلية والعراق، هناك كمية ضخمة من المواد التي تمت إزالتها بشكل غير قانوني من مناطق الحرب وتم تهريبها إلى خارج البلاد".
وأوضح "فيلتش" أنها المرة الأولى التي تمتلك فيها سلطات مكافحة الاتجار في أمريكا وأوروبا دليلًا ملموسًا على تهريب الآثار التي نهبها "داعش" في طريقها إلى الأسواق الغربية.
https://telegram.me/buratha