في تجسيد جديد لخداع تنظيم "داعش" الارهابي الذي لا يترك كبيرا أو صغيرا حتى يحاول نشر السم في عقوله، تأتي قصة البريطانية صفاء لابور التي أدانتها محكمة بريطانية أول أمس بتهمة التخطيط لمهاجمة متحف، وذلك بعدما فشلت في أن تصبح "عروسا داعشية".
وصفاء بولار تعد مأساة جديدة لفتاة خدعها التنظيم، ووعدها بالزواج مقابل تنفيذ عدة هجمات إرهابية بوطنها.
وبدأت القصة مع صفاء منذ أن كان عمرها 16 عاما، عندما حدثها شاب عبر الإنترنت، ووعدها بأحلام وردية عن الزواج والحب والانتقال لسوريا، بعد تنفيذ طلباته.
وتقيم صفاء بمنزل على جانب نهر التايمز في فوكسهول في طريق المخابرات البريطانية، ولديها أخت ووالدة فرنسية من أصل مغربي، انفصلت عن والدها منذ أن كانت صفاء بعمر 6 سنوات، ولكنهما حافظا على العلاقة بينهما، وهو ما أثر عليها بعد ذلك.
وتدعى والدتها مينا ووصفتها صفاء عدة مرات بأنها عنيفة وتعاقبهم على الخطأ بشكل انتقامي، فكانت تضربهم بالأكواب والآلات الحادة ثم تعتذر وكأن شيئا لم يحدث.
وحاولت الأم تربية ابنتيها على الإسلام المتشدد الذي تحول لفهم خاطئ، وكانت تحاضرهما حول ضرورة ارتداء الزي المحتشم، وغضبت كثيرا من ابنتها الكبرى عندما دخلت في عامها 16 وصاحبت على الإنترنت وارتدت الملابس الغربية.
وأيضا كانت تحرم على فتياتها مكالمة الأولاد بالمدرسة أو على الهاتف، لذلك منعت عنهن الهواتف وأرغمتهن على ارتداء ملابس محتشمة.
وفي عامها الـ16، أصيبت صفاء بمرض السكري، ومع انشغال والدتها وإحساسها بالوحدة والإهمال والمرض لجأت للإنترنت وكرهت المنزل وباتت تحلم بالخروج منه.
وفي 26 اب 2014 هربت صفاء من المنزل، وتركت لوالدتها ورقة، كتبت عليها: إن المنزل لم يعد مكانا لها، ولكن بعد فترة عثرت عليها والدتها وأعادتها لمنزلها.
وصفاء اتبعت محاولات أختها الكبرى رزلين، للتخلص من كابوس والدتها، فحاولت الشقيقة الكبرى السفر لسوريا، ولكن الشرطة أوقفتها وأعادتها من إسطنبول، وبعد ذلك تزوجت من رجل حملت منه ثم انفصلت عنه بعد فترة.
وبعد تفجيرات باريس عام 2015، بدأت صفاء تبحث عن ملجأ آخر لها، وهو سوريا، لذلك خضعت بسهولة لأحد أعضاء "داعش" ويدعى نويد حسين، وهو بريطاني من أصل باكستاني، انضم "لداعش"الارهابي عام 2015، وبدأت تنجذب لكلامه الرومانسي وتتأثر بتفكيره "الداعشي" حتى دعاها للقيام بعدة تفجيرات بالمملكة ثم يتزوجها عبر عرس على الإنترنت، وبالفعل وافقت الفتاة المراهقة.
وصفاء لم تلتقِ أبدًا بحسين الذي قتل خلال غارة بسوريا العام الماضي، وكانت المخابرات البريطانية تتابع المحادثات بينهما، ولينتحل أحد أعضاء المخابرات هويته للوصول لصفاء، بمجرد وفاة الحبيب "الداعشي".
وبالفعل نجح ضباط المخابرات في الحديث مع صفاء عبر حساب حسين على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن المؤامرة الإرهابية التي كانت سترتكبها باستخدام السلاح والقنابل.
ورصدت صفاء ووالدتها وأختها اللاتي كن يخططن للسفر لسوريا بعد تفجير المتحف، قبل القبض عليهن ومصادرة جوازات سفرهن، حيث التقطت الكاميرات صورا لصفاء وهي تجري عملية استطلاعية للمتحف من أجل تفجيره، وكذلك وهي تلتقط صورا لمبنى المخابرات البريطانية من الخارج.
وحاولت صفاء التحدث مع أختها بعد القبض عليها في نيسان من العام الماضي، وتجنيدها داعية إياها لتنفيذ الهجوم على متحف لندن، من خلال رسائل مشفرة تتحدث عن حفلة للشاي.
وبعد القبض على صفاء بعام، ألقي القبض على شقيقتها رزلين (21 عاما)، وصديقها برغوثي العام الماضي، في غارة على شرق لندن.
وخلصت هيئة المحكمة، إلى أن صفاء بولار (18 عاما) مذنبة بتهمة التحضير لأعمال إرهابية، وأدينت والدة صفاء وشقيقتها لمساعدتها، وذلك في أول قضية من نوعها في بريطانيا لخلية تستلهم فكر تنظيم "داعش" يكون كل أعضائها من النساء، حسب ما ذكرت "أسوشيتد برس".
وقال الادعاء إن صفاء خططت لشن الهجوم بعد رسائل متبادلة مع مقاتل في تنظيم "داعش"الارهابي أكبر سنا في سوريا، حيث كانت صفاء تأمل أن تتزوجه، إلا أنه قتل في عام 2017.
https://telegram.me/buratha