اثار مؤتمر القوى السنية الذي عقد اجتماعاته في مدينة اسطنبول التركية لغطا في الساحة العراقية بين مهاجم واخر مؤيد كما واثار المؤتمر حنق المملكة العربية السعودية التي اعتبرته مؤتمر برعاية اعدائها القطريون وحليفهم التركي وصفته بالمؤتمر الاخواني الذي يؤسس للسيطرة على مركز القرار في العراق كما في تركيا .
صحيفة “عكاظ” السعودية، هاجمت الاربعاء،التجمع وصفته بالخاطئ وقالت الصحيفة " أن اجتماع إسطنبول الذي عقدته قوى سنية بقيادة رئيس البرلمان المنتهية ولايته سليم الجبوري عمق الانقسامات بين القوى السنية، مشيرة إلى أن الشخصيات السنية أخطأت التقدير باجتماعها خارج الأراضي العراقية".
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن "اجتماع إسطنبول الذي عقدته قوى سنية بقيادة رئيس البرلمان المنتهية ولايته سليم الجبوري عمق الانقسامات والخلافات العراقية الامر الذي يوجب عزل كل من شارك في هذا الاجتماع من قبل القوى العراقية الوطنية ".
وأضافت الصحيفة السعودية الرسمية أن "قوى أخرى اكدت أن الشخصيات السنية أخطأت التقدير باجتماعها خارج الأراضي العراقية" لافتة إلى أن “اجتماع إسطنبول نسف الاتفاق الأخلاقي بالابتعاد عن المحاصصة، الأمر الذي سيزيد المشكلات ويعمق الأزمات داخل المجتمع العراقي خلال المرحلة القادمة".
صحيفة الشرق الاوسط السعودية افردت هي الاخرى تقارير نقلت من خلالها اراء القوى السنية الموالية للمملكة العربية السعودية اضافة الى ردود الافعال لبعض الشخصيات السياسية الشيعية ونقلت الصحيفة عن عضو تحالف الفتح النائب السابق اسكندر وتوت قوله " اجتماع القيادات السنية في مدينة اسطنبول التركية رسالة استقواء بالخارج، محذرا من أن تلك الاجتماعات ستعقد تشكيل الحكومة.
ونقلت الصحيفة النائب السابق في اتحاد القوى العراقية شعلان الكريّم، اليوم الأربعاء، قوله " عقد قادة القوى السياسية السنية، ومن بينهم رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري، وخميس الخنجر، ورئيس كتلة الحل جمال الكربولي، اجتماعاً في تركيا، بالاتفاق مع أنقرة، والدوحة، لبحث تشكيل كتلة سنية في مواجهة "الكتلة الشيعية" .
ونقلت عن الكريم قوله لوسائل اعلام عراقية ، إن "اصطفافات الكتل الشيعية الأخيرة التي تهدف الى لملمة أوراقها المبعثرة، هي ما حفز القوى السنية على ترتيب أوضاعها الداخلية قبل الخوض بمشاورات ومفاوضات مباشرة لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر عددا" وأكد الكريم، أن اللقاء كان بدعم قطري تركي وانه اقتصر على حضور ومشاركة كل من رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري ورئيس المشروع العربي خميس الخنجر ورئيس كتلة الحل جمال الكربولي، ومحافظ صلاح الدين أحمد الجبوري”، مبيناً أن “هذه القيادات اتفقت على تشكيل كتلة تكون مواجهة للكتلة الشيعية المقرر تشكلها”.
وتابع السياسي السني، وفق الصحيفة، أن “تركيا وقطر هما من مهّد لعقد هذا الاجتماع وحضّر له بالتنسيق مع بعض القيادات السنية وعلى رأسهم رجل الأعمال خميس الخنجر لبحث ملف منصب رئيس البرلمان لدورة البرلمان المقبلة”.وحصل تحالف القرار الذي يترأسه نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، على أربعة عشر مقعدا.
ويكاد منصب رئيس البرلمان، وفق ما ذكرت الصحيفة، يكون من أكثر الملفات الخلافية بين القوى السنية التي بدأت تتنافس في ما بينها بقوة للظفر بهذا الموقع، لكن النائب السابق عن صلاح الدين يؤكد ان “الموضوع مازال قيد البحث وان هناك مرشحون لرئاسة البرلمان منهم أسامة النجيفي وخالد العبيدي وطلال الزوبعي “.
ونقلت الصحيفة عن أطراف سياسية انها وجهت انتقادات لاذعة إلى القادة السنّة الذين عقدوا الاجتماع في إسطنبول، إلّا أن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب السابق سليم الجبوري قلل من أهمية هذه الانتقادات وانه هاجم اعتراض المملكة العربية السعودية واصفا اياه بغير المؤثر، معتبرا أن "الأمر طبيعي جدا ويأتي امتداداً لاجتماعات سابقة تهدف إلى توحيد الرؤى والأفكار بعيدة عن أية تكتلات ".
وقالت مصادر قريبة من التجمع السني في اسطنبول ان الاجتماعات تمخضت عن توزيع المناصب كالتالي :
- رئاسة البرلمان : محمد الحلبوسي او ظافر العاني .
- تحالف القرار العراقي : وزارة الزراعة + وزارة التربية .
- ائتلاف الوطنية : وزارة التجارة + وزارة التخطيط .
- ائتلافات جمال الكربولي : وزارة الدفاع + وزارة الصناعة .
- المرشح الابرز لوزارة الدفاع [ احمد عبد الله الجبوري ابو مازن ] محافظ صلاح الدين .
- اتفقت الاطراف على ان الائتلاف الذي يأخذ رئاسة البرلمان لن يحصل على وزارة ، بحساب الوزارتين بمقعد رئيس البرلمان .
- واخيرا تقرر اطلاق اسم تحالف المحور الوطني على التكتل الجديد وسيكون بقيادة خميس الخنجر زعيم تحالف القرار العراقي .
تضارب في تصريحات القيادات السنية داخل العراق ..
وفي خضم تضارب الاراء حول المؤتمر واهدافه وغضب السعودية وحلفائها وارتيابهم من التدخل القطري التركي في شؤون تشكيل الحكومة العراقية القادمة اختلف واتفق بعض قادة السنة البارزون حول تقييمهم للتجمع .
ونقلت صحيفة الشرق الاوسط السعودية عن القيادي في تحالف ‹القرار› العراقي أثيل النجيفي، انه كشف عن كواليس الاجتماع الذي ضم عدداً من القيادات السنية البارزة، في تركيا.
وقال النجيفي: إن «هناك اجتماع عقد في تركيا ضم عدداً من القيادات والشخصيات السنية»، مشيراً كما تنقل الصحيفة عنه إلى أن «هذا اللقاء لم يكن بمستوى اجتماع سياسي رسمي، بل عبارة عن لقاءات شخصية بين بعض الزعامات، وتم خلالها التطرق إلى بعض المواضيع السياسية»
وأضاف أنه «لم يتم خلال اللقاء الاتفاق على أي شيء سياسي يخص تشكيل كتلة سنية كبيرة أو غيرها، بل حتى إن بعض الحاضرين لم يكونوا من أصحاب القرار في الشأن السياسي العراقي»، واصفاً اللقاء بأنه كان «شخصياً أكثر من سياسي» الامر الي يتناقض مع مااكدته المصادر المقربة من المجتمعين اكدوا ان تركيا وقطر شاركوا في جمع بعض الاطراف السنية مهمتها الاستحواذ على المناصب الحساسة .
وذكرت صحيفة ‹الشرق الأوسط› أن قيادات سنية عراقية بارزة مدعومة من قطر وتركيا تتواجد في تركيا حالياً بهدف تشكيل تكتل سياسي بارز تمهيداً للدخول في مباحثات تشكيل الحكومة المقبلة.
واكدت الصحيفة إن الاخواني المقرب من قطر سليم الجبوري «موجود في تركيا مع مجموعة من القادة السنة من أبرزهم جمال الكربولي زعيم حزب الحل وأحمد عبد الله الجبوري محافظ صلاح الدين والشيخ خميس الخنجر صاحب المشروع العربي وسعد البزاز الإعلامي والسياسي المعروف ومالك قناة الشرقية».
وذكرت أن «سبب وجود هؤلاء القادة السنة هو لغرض الاتفاق على قيام تكتل سني بارز يضم أكثر من 45 نائباً يضم الكتل التي يمثلها هؤلاء القادة على أن يلتحق بهم آخرون من الزعامات السنية بعد إعلان الاتفاق الذي ربما يتم في غضون اليومين المقبلين في العاصمة بغداد».
ومن جانبه كشف النائب السني عن تحالف القوى، علي الصجري، عن حقيقة اجتماع القوى السنية في تركيا، مبينا انه لم يكن اجتماعا سياسيا مطلقا وانما للاتفاق على هيئة رئاسة الائتلاف لحين تشكيل الحكومة.
وقال الصجري في تصريح له ان "اجتماع القوى السنية في تركيا لم يكن اجتماعا سياسيا مطلقا وانما جاء لتهدئة وصلح بين طرفين متخاصمين وحل موضوع الاتفاق على هيئة الرئاسة للائتلاف لحين تشكيل الحكومة وبعدها يتم الاتفاق على رئيس الائتلاف المقبل".
واضاف ان "الاجتماع كان مجاملة وصلح بين اطراف لا اكثر، وايضا من اجل الاتفاق على هيئة الرئاسة"، موضحا ان "الاتفاق على هيئة الرئاسة كان متفق عليه من بغداد، حيث لم يحضرالاجتماع اي طرف تركي او اطراف اخرى نافيا ماتناقلته الصحف السعودية عن رعاية قطرية تركية للاجتماعات ".
واشار الصجري الى ان "اي اجتماع خارج العراق منتقد من الجميع سواء كان في تركيا او عمان او السعودية"، لافتا الى ان "الشخص الاخر ليس له علاقة بالكتلة وهو سعد البزاز وليس للاجتماع قضية بالامور السياسية مجرد تهدئة وصلح بين جمال الكربولي والبزاز لا اكثر".
المصدر :
https://www.sada-alkhaleej.com/news/2640
https://telegram.me/buratha
