كشفت وكالة أمريكية عن أن قرار المملكة العربية السعودية بشأن كندا يكشف عما يجهزه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان من ردود افعال تجاه منتقديه في الداخل او الخارج ,وهذا يعني اننا امام نظام ديكتاتوري يقمع الحريات داخل المملكة ويقمع الدول التي تدافع عن حقوق الانسان " .
ونشرت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية تقريرا تطرقت فيه إلى القرار السعودي، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع كندا.
و قالت الوكالة الأمريكية، إن القرار السعودي، يظهر الوجه الصارم والصبغة الديكتاتورية للأمير محمد بن سلمان، الذي لن يتسامح مع أي معارضة أو محاولات للتدخل في الشان الداخلي السعودي ما يكشف عن دكتاتورية تشتري سكوت المجتمع الدولي بالمال .
ونقلت "بلومبرغ" عن كريستيان أولريتشسين، الزميل في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة "رايس" في ولاية تكساس الأمريكية، والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط،قوله "قطع العلاقات الدبلوماسية السعودية مع كندا يظهر كيف ستكون المملكة الجديدة التي يؤسسها محمد بن سلمان".
وتابع:"يكشف هذا أن محمد بن سلمان والمملكة لن تتسامح ولن تكون مضطرة لتحمل أي شكل من أشكال الانتقاد في تعاملها مع شؤونها الداخلية أو أي شكل من أشكال التدخل الخارجي".
وقالت الصحيفة الامريكية ان السعودية قطعت العلاقات الدبلوماسية واي تعاملات تجارية جديدة مع كندا يوم الأحد بسبب دعوة كندا إلى إطلاق سراح نشطاء معتقلون ولانها دافعت عن حقوق المرأة.
وكانت المملكة فعلت ذلك من قبل مع دول اخرى ففي نوفمبر استدعت المملكة سفيرها في ألمانيا وقلصت العلاقات التجارية مع بعض الشركات الألمانية بعد أن اقترح وزير الخارجية آنذاك أن المملكة نسقت الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وهو اتهام تنفيه.
واضافت الصحيفة " تحت حكم الأمير محمد ، ابن الملك سلمان وهو من يقود السلطة من وراء العرش ، ردت المملكة العربية السعودية على نحو أكثر قوة ضد الدول التي ترى أنها تتدخل في شؤونها الداخلية وتلك الدول التي تدافع عن حقوق الانسان في المملكة . وقادت المملكة أيضا ائتلافا من أربع دول قطع العلاقات مع دولة قطر المجاورة منذ أكثر من عام.
يبدو أن التحرك ضد كندا "يوحي بأن حكومة المملكة العربية السعودية لن تخضع للضغوط الخارجية على ما تعتبره قضايا الأمن القومي ، بما في ذلك كيف تقرر الحكومة الحد من حرية النشطاء الذين اختلفوا مع الحكومة في الماضي".
إميلي هوثورن ، محللة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة Stratfor Enterprises LLC التي تتخذ من تكساس مقراً لها قال " ان الدولار الكندي انحفض بنسبة 0.4 في المئة ، وكان تداوله متغيرا قليلا عند 1.3003 مقابل الدولار الأمريكي اعتبارا من الساعة 1:15 مساء في تورونتو. واﻧﺧﻔض ﻣؤﺷر ﺗداول ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳﮭم ﺑﻧﺳﺑﺔ 0.2 ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟرﯾﺎض ، ﻣﺳﺟﻼً ﺧﻣﺳﺔ ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﮫ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﻟﯽ اﻟﺗواﻟﻲ بسبب دفاع كندا عن حقوق الانسان في المملكة .
وقال هوثورن: " ممكن تصنيف ذلك كخطوة عدوانية دكتاتورية بشكل مفرط ، لأن الدفاع عن حقوق الانسان أمر رمزي إلى حد كبير ، وأعتقد أنه سيثير بالتأكيد حالة عدم اليقين بالنسبة للمستثمرين ، إلى أن نتمكن من قياس المدة التي سيستمر فيها هذا الواقع الجديد ".
واستندت وزارة الخارجية السعودية في الأسبوع الماضي إلى ملاحظات أدلى بها وزير الخارجية الكندي كريستيا فريلاند والسفارة الكندية في الرياض التي انتقدت فيها اعتقال بعض نشطاء حقوق المرأة من بينهم سمر بدوي. كان شقيقها رائف بدوي ، وهو مدون انتقد الحكومة ، في سجن سعودي.
ولهذا استدعت المملكة العربية السعودية سفيرها في أوتاوا وأمرت المبعوث الكندي إلى الرياض بالرحيل في غضون 24 ساعة ، وفقا لبيان لوزارة الخارجية . كندا "تسعى إلى مزيد من الوضوح" حول هذه المسألة .
وقالت الصحيفة " بدأت السياسة الخارجية السعودية تتغير نحو الدكتاتورية والقمع مع وجود بعض الاصلاحات الشكلية ,عندما خلف الملك سلمان أخاه الراحل عبد الله في عام 2015 ، ووضع ابنه المعروف باسم إم بي إس كأقوى أمير في المملكة.
واضافت الصحيفة " في ظل الزعماء السابقين ، اختارت المملكة إلى حد كبير دبلوماسية خفية واعتمدت بشكل رئيسي على قوتها المالية للحصول على النفوذ والعلاقات الدولية واستطاعت كسب سكوت المجتمع الدولي بالمال.
ويقول مراقبون " ان هذه السياسة المتسرعة في قراراتها ممكن ان تفقد الكثير من الاستثمار ثقته بالمملكة ما يؤدي الى هروب راس المال منها وكانت المملكة تتخذ سياسة اخرى في السابق, ودفعت الاموال الطائلة من أجل تحقيق أهدافها منها عدم انتقاد المملكة في المحافل الدولية ولكن محمد بن سلمان يكشف عن سياسة انفعالية جديدة ممكن ان تتسبب بخلق عداوات دولية للمملكة ممكن ان تطيح بمستقبله السياسي .
https://telegram.me/buratha