التقارير

اصدقاء الموت.. "عراقيون" اناملهم تتلاعب مع الـ" C4" واطنان الـ" TNT".. أحدهم فكك 10 عبوات بـ"ملعقة طعام" !


مع اولى نسمات الصباح، بدأت الارتال تتقدم ضمن محاور متعددة، وهي تتوغل في عمق تلال حمرين الوعرة في أطراف محافظة ديالى، لتعقب خلايا داعشية تم رصدها من قبل مفارز استخبارية التي اصبحت على قدرة عالية في المتابعة وجمع المعلومات خاصة بعد تحقيق اختراقات مهمة.

لم تكن تغطية عمليات تعقب داعش في حمرين بالأمر اليسير، في ظل تضاريس معقدة، تتطلب تخلي القطعات العسكرية عن الاليات والسير لمسافات طويلة، قد تصل احيانا الى أكثر من 10 كم في وديان ومنخفضات خطرة للغاية، كونهم يواجهون عدواً شرساً للغاية، حيث يصنع الكمائن في كل مكان ويعتمد بقوة على العبوات والالغام في استهداف المفارز الراجلة.

عملية التقدم صوب الاهداف تتطلب دقة في اختيار المسارات للمفارز الراجلة، تكون في مقدمتها عناصر مكافحة المتفجرات باعتبارهم الطليعة المتقدمة دوما لفتح الطرق وتأمينها عن بعد، خشية وجود عبوات او الغام تؤدي الى وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوف القوات المتقدمة.

 عملية ابطال عبوة او لغم تستغرق وقتا يصل احيانا الى نصف ساعة او دقائق في بعض الاحيان اعتمادا على نوع العبوة لكن هناك عبوات تكشف عن كمين لعبوات اخرى والبعض منها مرتبط بما يعرف بالمساطر وهي اداة التفجير عن بعد.

 احمد حسن أحد خبراء المتفجرات لم يكن يحمل ادوات دقيقة او حتى ارتداء ملابس واقية بل قطعة حديد صغيرة وقاطعاً للأسلاك وهو يسير ببطء وعينيه تتابع بدقة متناهية اي تغيرات في التربة لأنها بداية معرفة إذا كان تحتها عبوة او لغم ارضي".

وقال حسن في حديث لـ(بغداد اليوم) وهو يبتسم "نحن اصدقاء الموت لا نخشاه ابدا بل العكس، لأن من يفكر لحظة به سيفقد التركيز وتحدث مشكلة".

واضاف حسن، أن "مهنتنا تختلف عن كل مهن الارض انها مهنة الفرصة الواحدة، لذا فان اي خطا سيعني النهاية"، مبينا أن "اغلب المهام قد تؤدي الى الوفاة كوننا نعمل مع متفجرات خطرة جدا يمكنها ان تفتت جسدنا وتحوله الى اشلاء متناثرة".

اما كاظم الشمري وهو خبير متفجرات فأوضح لـ(بغداد اليوم): "أني عملي متنوع فأن افكك العبوات والالغام واحياناً أفكك السيارات والمضافات التي تضم اطناناً من المتفجرات"، لافتا الى انه "يفكر أحيانا، في ما سيحدث له لو انفجرت احدى العبوات في وجهه"، ثم يصمت فجأة بعدها يقول: "افرح كثيرا عندما اشعر بأني نجحت في مهمتي وامنت رفاقي من خطر قاتل".

 

واشار الشمري الى ان "العمل في فرق مكافحة المتفجرات ليس عادي وخطورته تبقى على الدوام، لذا على من يعمل بهذه الفرقة ان يكون دقيقاً للغاية، لاسيما في عملية مثل تفكيك عبوة تزن نصف كغم او مفخخة تحوي طن من المتفجرات".

الشمري الذي اصيب قبل أشهر اثناء معالجة احدى العبوات الناسفة في تلال حمرين، أشار الى إن "احد رفاقه الذي استشهد قبل ثلاثة اعوام تمكن من تفكيك كمين لداعش يتألف من عشرة عبوات ناسفة، باستخدام (ملعقة طعام)، موضحاً ان "الكمين تم تهيئته من قبل التنظيم لاستهداف مفارز امنية مشتركة".

اما الرائد محمد التميمي فقد بين ان "فرق معالجة المتفجرات سواء من الشرطة او الجيش او الحشد الشعبي تلعب ادوار مهمة جدا في العمليات العسكرية فهي طلائع القوات المتقدمة نحو اهدافها".

واضاف التميمي، انه "لو انفجرت كل العبوات والالغام التي في طريقنا لكان عدد الضحايا كبير جدا، بالإضافة الى ان خبراء المتفجرات أنقذوا احياء وقرى كاملة من متفجرات التنظيمات المتطرفة خلال عمليات التحرير ولولاهم لتحولت كلها الى ركام".

من جهته قال المتحدث الاعلامي باسم شرطة ديالى العقيد غالب العطية، لـ(بغداد اليوم)، أن "خبراء المتفجرات هم الفدائيون الذين لهم صولات لا تنسى في دعم القوى الأمنية"، مؤكداً ان "الكثير منهم قدموا ارواحهم من اجل مواجهة الارهاب وتحرير المدن والقصبات".

واضاف العطية، أن "القيادة تقدم لهم كل الدعم وساهمت في تامين الكثير من الادوات والاجهزة المتطورة لتقليل معدلات الخطورة في عملهم لكن اغلب الاحيان تتطلب معالجة العبوات او السيارات او الاحزمة الناسفة تدخل مباشر من قبلهم وهنا تكون الشجاعة حاضرة في حسم الموقف".

وتابع، ان "خبراء المتفجرات في شرطة ديالى لديهم خبرات متراكمة في تفكيك كمائن داعش والتعرف على انواع عبواته وابطال مفعولها"، لافتا الى ان "قيادة الشرطة كرمت الكثير من خبراء المتفجرات لمواقفهم البطولية في عمليات التحرير والعمليات العسكرية الاخرى التي تنفذ بين الحين والاخر"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك